أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - بغداد.. محافظة أم عاصمة!














المزيد.....

بغداد.. محافظة أم عاصمة!


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6123 - 2019 / 1 / 23 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل أكثر ما يخشاه الفاسدون والفاشلون، هو وصول كل من يعتقد أنه سيحقق نجاحاً، فيضعون العراقيل لتعويقه وأيّ ناجح.. ودائما يفعلون ذلك بإستمالة عواطف الشارع، حينما يضعون أنفسهم بموضوع المتصدي الحريص للمسؤولية، والمحافظ على الفقرات الدستورية.
الفساد بذرة نمت وتفرعت لتصبح شجرة منخورة، أذرعها أشواك مريضة، لا تدع أحد يقترب حتى لمعالجتها.
دفع ذلك الفساد والأنا السياسية، كثير من الشخصيات لتغيير المفاهيم، ولم يعد المواطن يثق بما يتحدثون به من مثالية لا يجدها، ولا يفرقون بين الحقوق والواجبات ودوره الشعب في صنع القرار، ومعظم حديث السياسة مغيب الحقيقة ومتعمد للمغالطات ومليء بجهل قانوني فاضح، وتسويق وتبرير للأخطاء لتمرير ما يحقق مصالح حزبية.
من بين الفهم الخاطيء، أن الأمور إشتبكت على المواطن، ولم يعد يعرف أين خلل الإدارة، هل هي بالحكومة الإتحادية أو المحلية؟ والأدهى من ذلك أن هناك كثير من الطبقة السياسية لا يفقه شيئا عن علم وقوانين الإدارة والصلاحيات وطبيعة النظام الدستوري العراقي.. ولذلك تتقاذف الإتهامات بين المركز والمحافظات، فيما دخلت العاصمة على خط الأزمة والمناكفات السياسية، رغم وجود مجلس محافظة معني بالإدارة المحلية لأطراف العاصمة، بينما المركز للأمانة، بإعتبار بغداد عاصمة العراق من شماله لجنوبه، وهناك فرق بين بغداد العاصمة وبغداد المحافظة.
ما يُعرف عن عواصم الدول، أنها مركز الدولة وقبلتها ومقر الوزارات، ولا تنحصر بسكانها، لإرتباط الشعب والإدارات المحلية بالعاصمة، وكثير من أمناء العواصم من مدن مختلفة وجنسيات بالدرجة الثانية، كالعاصمة البريطانية فأمينها مسلم من أصل باكستاني، وقائمة تطول عن إدارات الدول الناجحة، قياساً لبغداد التي صنفت في كثير من الأوقات بأنها أسوأ العواصم من الناحية الخدمية، وإهمال معالمها الأثرية والتاريخية.
إن الفرق كبير بين الإدارة المحلية التي تعود سلطتها لسكان نفس المدينة، لمعرفتهم بالقضايا الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية والأمنية، فيما تكون العاصمة وجهة الدولة ومركز الوزارات والسفارات والضيوف، وفيها إشارات واضحة لمعالم الدولة، بما يمثل من تاريخ وحضارة ونصب تخلد ثورات وتضحيات وبطولات وشخصيات الدولة، وترتبط بالسلطة الإتحادية.
نفس الشخصيات التي تطالب لبغداد أميناً بغدادياً، كانت قبل أيام تطالب بإلغاء مجالس المحافظات وتعتبرها حلقة زائدة، وربما عولت على المركزية أكثر من الحكم المحلي. عندما يقول أيّ مواطن عراقي على أنه بغدادي، فهذا دليل تعلقه بعراقيته وعاصمته، وحينما تذهب لأية دولة، فسيكون إنطباعك الأول عن الدولة من عاصمتها، لتعرف ثقافتها وتاريخها، ومن عام 2003 الى اليوم تناوب ستة أمناء على بغداد، معظمهم من أصول غير بغدادية، ورافقهم كلهم الفشل الذريع في إدارة العاصمة، ولم يسمع لأحد إعتراض على تنصيبهم بالوكالة ولا على سوء الإدارة، وهاهي الأصوات تتعالى عازفة على عواطف البغداديين خاصة والعراقيين عموماً، بأن لا أمين لبغداد إلاّ بغدادي، في حين أفضل من حكم أمانة بغداد هو مدحت باشا وهو من أهالي "طويريج".
عقدة النجاح مرض يطارد الدولة العراقية، وبإدارة شخصيات تتعمد تشويه المفاهيم وطبيعة إدارة الدولة، وتتناقض في أحيان كثيرة تبعاً لمصالحها على حساب شعبها؛ مرة خوفاً من تصدي ناجح لموقع المسؤولية، ومرات كيرة فزعا من كشف زيف سوء الإدارة وتعمد الفساد.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً ترامب!
- صراع الصلاحيات.. المركز والمحافظات
- برلماني برتبة محافظ
- أطفالنا آمال ..ضائعة
- خطوبة رومانسية بطلاق سياسي .
- إنتهى السياسي وبدأ القلم
- قصور بيضاء في منطقة خضراء
- مواطن متذمر من مسؤول مقصر
- الوسيط بين السعودية وأيران
- سبعة خضر ومئات يابسات
- من -جاسم أبو اللبن- الى عادل عبدالمهدي
- وزير قيد الدراسة
- الأحزاب تأمر... وعبدالمهدي ينفّذ!
- الدولة العميقة قائمة
- البوصلة والمحصلة
- حلول التعليم الإستثنائية
- حكومة في أرض حياد
- الرأي العام.. بين التوظيف والتحريف
- كيف تصبح وزير في نصف ساعة؟
- ليلة سقوط حزب الدعوة


المزيد.....




- لعبة لطالما ارتبطت بكبار السن وتلقى رواجًا بين شباب بريطانيا ...
- وصفها بأنها -محرجة-.. استمع لما قاله مذيع CNN عن قمة ترامب و ...
- مصمّمة نيجيرية تخطف الأنظار عالميًا بأزياء هندسية مستوحاة من ...
- -أوهام عدوانية-.. رغد صدام تعلق على تصريحات نتنياهو عن -إسرا ...
- وثيقة سرية على مكتب نتنياهو.. حماس قد توافق على صفقة جزئية ت ...
- ترامب يتنمّر على الحلفاء والرؤساء
- ظروف صعبة يعيشها كبار السن في غزة نتيجة الحصار والتجويع
- كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألا ...
- هآرتس: سموتريتش محق وخطة الاستيطان الجديدة ستدفن الدولة الفل ...
- تعرف على أبرز المبادرات التي سعت إلى وقف حرب روسيا على أوكرا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - بغداد.. محافظة أم عاصمة!