أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صوت الانتفاضة - سلطة الإسلام السياسي وقصة المشروبات الكحولية














المزيد.....

سلطة الإسلام السياسي وقصة المشروبات الكحولية


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 6815 - 2021 / 2 / 16 - 17:28
المحور: كتابات ساخرة
    


كان ثمةَ رجل
بدأ يشرب
منذ سن الثامنة عشرة،
فهَلَكَ في سن الثمانين.
واضح كعينِ الشمس، لماذا.
برتولت بريشت
كنا قد اتصلنا بصاحب النادي، الذي اعتدنا دائما ان نقضي أوقات فراغنا فيه، نجتمع ونشرب ما لذ وطاب ونستمع لبعضا من أغنيات السيدة؛ هو من النوادي الجيدة في بغداد، صاحبه يمشي على "الصراط المستقيم" مع الميليشيات الإسلامية، وأيضا مع "قواها الأمنية"، فهو لا يتأخر بدفع الاتاوة "الجزية" المفروضة عليه بالكامل، وكان دائما يقول "اطمئنوا فقد دفعت لهم جميعا"؛ اتصلنا به كالمعتاد، لحجز الطاولة، وليطمئننا على الوضع الميليشياوي، قال: "ستجدون الانارة مطفأة، لكنكم ادخلوا"؛ احسسنا ان الوضع خطير، لكن لابد مما ليس منه بٌدّ كما تقول العرب قديما؛ دخلنا، فوجدنا الاضواء خافتة، وصوت السيدة بالكاد يسمع، وطاولات النادي التي كانت تٌحجز اغلبها فارغة، والجالسون فيها يتحدثون همسا؛ احد الأصدقاء قال لصاحب النادي متفكها: "شنو جيرانكم عدهم فاتحه، شو سكته".
قصة المشروبات الكحولية عند الإسلاميين قصة معقدة، كلما اردت ان تفكك خيوطها تتعقد أكثر، من النصوص القرأنية الى سلوكيات رجال الدين، فمثلا لا يوجد نص يبيح جلد شارب الخمر، لكن في أيام جيش المهدي، كان حكم شارب الخمر الضرب ب "هنگلانة الزهره"، اما اذا مسكتك القاعدة او داعش فيما بعد، فيكون الانتحار افضل شيء تفعله؛ يستمر التعقيد، فوزارة التجارة تبيح استيراده، ووزارة السياحة تجيز فتح النوادي، والداخلية تفرض رسوما على دخوله، والميليشيات لها دورين، فهي من جهة تفرض الاتاوة على النوادي والمخازن، ومن جهة أخرى تفجر هذه النوادي والمخازن؛ ويستمر التعقيد، اغلب النوادي والملاهي الليلية والحانات ومخازن البيع تتبع لقادة الميليشيات والكتل السياسية، وقد ظهر بعض أعضاء مجلس النواب بمؤتمرات صحفية ليقولوا هذه الحقائق، ويستمر التعقيد، فالميليشيات تسمح ببيعه هنا وتحرمه هناك، فمثلا ممنوع منعا باتا في سامراء، لكنه مباح في تكريت والشرگاط، مباح في منطقة السعدون والدورة والمنصور والكرادة والكسرة، لكنه محرم وممنوع في بقية مناطق بغداد؛ ويستمر التعقيد، الميليشيات تمنعه في أوقات، لا تعرف متى، فهي التي تقرر ذلك، وترجع تسمح به؛ ويستمر التعقيد، سلطة الإسلاميين تكره صدام "بالعلن" لكنها تمشي على قراراته، ومع المشروبات هي تطبق، الى اليوم، قرار صدام أيام الحملة الايمانية؛ ويستمر التعقيد، تمنع الميليشيات كل المشروبات الكحولية في مدن الجنوب والوسط، لكنها تتاجر بالمخدرات؛ ويستمر التعقيد، في بعض الأحيان تتصارع هذه الميليشيات الإسلامية فيما بينها، منهم يجيز هذه الممارسات، ومنهم يرفض بشكل قاطع؛ ويستمر التعقيد، فالخمر هو احد الرغائب في الفكر الإسلامي، ففي الجنة كما يقولون "انهار من خمر"، لكنهم يقتلونك اذا شربت هنا؛ وامام هذه التعقيدات، لا تملك الا ان تدندن مع ثلة الشباب "شسولفلك على الضيم هذا الضيم ضيم الله".
جلسنا في النادي، وصاحب النادي يوصي "بخفض الصوت"، ثم فجأة دخلوا مجموعة يرتدون الزي المدني، قبضوا على صاحب النادي، ولا اريد ان أصف التعامل الذي واجهه المسكين، وب "طقة أصبع" قالوا لنا هيا اخرجوا الان، صاحب النادي هو في السجن الان مثلما سمعنا، ونحن خرجنا سالمين، المسكين كان دائما يدخلنا من باب سري ويخرجنا من باب سري آخر، حتى احسسنا اننا لا نأتي للشرب، بل لأعمال الجاسوسية؛ خرجنا واحد الأصدقاء منتشيا بدأ يغني للسيدة "هو صحيح الشرب حرام.. معرفش انا".
لقد كان برتولت بريشت ساخرا جدا في قصيدته من الذين يدعون ان الخمر يميت الانسان، لكننا قد نكون أكثر سخرية من بريشت، وانت تشرب لا يؤلمك قلبك، لكن عندما يقول لك صاحب النادي "الميليشيات اجو" فقد يتوقف قلبك.
كان ثمة شاب عشريني بدأ يشرب
ميليشيات في الجوار
دخل النادي
وعندما خرج...مات
واضح كعين الشمس.. كيف مات.



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حكم الا -للبطة-
- 8-شباط عرس الدم
- اسطبلات اوجياس والانتخابات
- -الدنيا مقلوبة- عن قطع اذني الكاظمي وسحل برهم صالح نتحدث
- رحلة الى مدينة سامراء
- مجزرة سريع محمد القاسم ومجزرة ساحة الطيران ما الفرق؟
- ما بين بائع الشاي وكلمة السيستاني (شعب العراق مظلوم)
- اغتيالات + انفجارات + اعتقالات = انتخابات قسرية
- حلم ثائر ينتخب
- شبيبة أكتوبر لاجئون في كوردستان والهرولة على الانتخابات
- الانتخابات طوق نجاة لقوى الإسلام السياسي
- برهم صالح والاحتباس الحراري!
- التصدع والتشتت والتشرذم بداية نهاية قوى الإسلام السياسي
- ودعنا 2020 فهل نودع سلطة الإسلام السياسي
- مسرح العبث في العراق
- لعبة الميليشيات والكاظمي
- حصر السلاح... بيد من؟
- انتخابات الدم
- التعاسة.. امراض نفسية.. وفتنة هادي العامري
- كوردستان تنتفض.. كوردستان تقمع


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صوت الانتفاضة - سلطة الإسلام السياسي وقصة المشروبات الكحولية