أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - الإنتقالية بين أحزاب وأفندية!















المزيد.....

الإنتقالية بين أحزاب وأفندية!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 6812 - 2021 / 2 / 12 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإنتقالية بين أحزاب وأفندية!


لقد تصادف إعلان نتائج تشكيل الحكومة الجديدة في يوم حزين يجسِّد مدي ما حاق بالشعب السوداني من إذلال وامتهان لكرامته، إذ تمّ قبر 86 جثة من أصل 168 جثة تم تصنيفهم بمجهولي الهوية! وُجدت بمستشفى ود مدني التعليمي.. تراصت وتحللت وتعفنت والتصق بعضها ببعض منذ عام 2019 في مخالفة لأبسط قواعد الدين والأخلاق والآدمية، ولو كانت الحكومة تعبأ بالإنسان السوداني لكان هذا الحدث سبباً في تأجيل إعلان الحكومة نفسها!
في أثناء غياب الرؤية الإستراتيجية للحكومة الإنتقالية الاولي، التي فشلت في ان تلتزم الشفافية وتقويم أدائها وتأطير ملامح الدولة المدنية في حكومة التكنوقراط تكررت خيبات الماضي، حين هجمت الأحزاب بالمحاصصة والتسويات السياسية، علي مقاعد الإستوزار دون رضاء الشعب الذي قال كلمته في الأحزاب التي لحقت بثورة ديسمبر في آخر الركب، ولقد شهدنا كيف كانت غضبة الثوار وعدم رضائهم فقد تم حصبهم بالحجارة ومطاردتهم ومنعهم من مخاطبة الشعب بل حتي إمامة الصلاة.. و حينذاك بدورها أعلنت الأحزاب زهدها في تولي مقاعد في الحكومة الإنتقالية حتي موعد الانتخابات،
ولكن الطبع غلاب! ها هي تجهض ثورة ديسمبر كما فعلت بأكتوبر حذوك النعل، رئيس وزراء (أفندي) السيد حمدوك كما الافندي سر الختم الخليفة في السابق! وحكومة ثورية يُقال وزراؤها الذين التزموا خط التغيير الثوري، وفي مفارقة دراماتيكية لا تزال الحكومة تنعقد وتنفض في قرار الإبقاء على وزير التربية والتعليم البروفيسير محمد الأمين التوم، الذي أوكلت الحكومة عصارة جهده العلمي ورعايته لسياسات تغيير مناهج المتأسلمين، إلى تقييم رهط من الفقهاء ورجال الدين (أهل الحل والعقد) ! في تصاعد لموجات الهوس الديني وصلاحيات اللجنة الأمنية في تصنيف الوزراء بحسب معتقداتهم الفكرية!
كما سبق أن تعالت أصوات مافيا الأدوية والفساد والتمكين في أروقة وزارة الصحة حتي تمت إقالة د. أكرم التوم دون مراعاة لمصلحة الشعب او التغيير الثوري!
أما بخصوص ما شهدنا من نسبة تعيين النساء في الحكومة الجديدة فهي على التحقيق تلونت بالطابع الحزبي دون المطلبي بالرغم من وعود متكررة بذلها السيد حمدوك بتعيينات تعكس استحقاقاتهن وتماثل جهوده في تحسين وجه السودان عالمياً!
لكن الشاهد ظلت اربعة مقاعد هي حصتهن ما بين الإحلال والإبدال، ووقفت تلك العقبات والعراقيل شاهداً على قضايا النساء المعلقة مابين الشراكة السياسية وتعديل قوانين الأحوال الشخصية، وإجازة إتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو)! وكل ما من شأنه كانت جماهير النساء تتوق الي حسمه بالشرعية الثورية في الحال، بعد ظلامات ثلاثة عقود من حكم الأخوان المسلمين الذي أذل وقهر المرأة باسم تحكيم الشريعة الإسلامية! وللأسف فإن افتقار الأحزاب لرؤية واضحة تعالج قضاياً المرأة هي العقبة الحقيقة أمام نيلهن لكامل حقوقهن بل هي أصل تأخر هذا البلد!
كتب الأستاذ محمود محمد طه: ((ولا عاصم للناس من أن ينخدعوا إلا إذا علموا أن فلسفة الحكم عند الأحزاب لا تهبط عليها فجأة، وإنما هي امتداد لفلسفة قادتها، ونظرتهم للحياة، وأخلاقهم، وميزان القيم عندهم، في معيشتهم اليومية. فالقادة المحبون للرئاسة، الكلفون بالتسلط، الفرحون بالجاه والثروة، لا يمكن أن يعطوا أحزابهم فلسفة حكم صالحة.. "فأنت لا تجني من الشوك العنب")) انتهي 1964
ومن دراما الأحداث عقب ثورة أبريل 1985 طالبت الأحزاب حكومة سوار الذهب بتمديد الفترة الإنتقالية حتى تتعافى من حكم النميري الطويل! ولكن الأخوان المسلمين ظناً منهم أن دولتهم قد حضرت استعجلوا الانتخابات، فخيب الشعب ظنهم فكان الحكم من نصيب حزب الأمة، ثم لم يلبثوا ان اجهضوا الديموقراطية وأذاقوا الشعب الأمرين !
و لا تغيب على بداهة المتابع للأوضاع بعد إتفاقية سلام جوبا، الذي ظل ناقصاً وعجز عن ان يطفي نيران الحروب في الهامش، انه فقط مكن القادة من كراسي السلطة! وبه سعي د جبريل ابراهيم لإستعادة سيرة الحركات الإسلامية التي تسلقت ثورات الربيع العربي واجهضت نضال الشباب لتعود من الباب الخلفي ، ولقد شهدنا كيف كان أول طوافه ببيت د. الترابي مدللاً أنه لم يفقد إيمانه بالحركة الإسلامية او بقادتها الذين كفر بهم الشعب وأطاح بهم وبحكمهم، ومن أجل ذلك رحبت بتعيينه الجماعات الإسلامية بشقيها (مؤتمر وطني وشعبي) وعبرت عن ارتياحها لتقلده مهام وزراة المالية، وغافل من ظن أن ذلك عفو الخاطر ! فقد أمنوا الحساب والعقاب وتنفسوا الصعداء فلقد عين لهم (خازن بيت المال) الذي يرعي رأس المال الإسلامي! فلقد أتاهم الساعة جبريل..
وقبلاً خدع شيخهم د. الترابي الشعب (اذهب إلى القصر رئيسا وسأذهب إلى السجن حبيسا)!
وكيف يتوقع الشعب حلولاً للمشاكل الإقتصادية بعد رفع الدعم عن السلع الضرورية وتقفي نفس خطوات النظام البائد في الاذعان للبنك الدولي علي حساب افقار الشعب!
بأضافة قلة حيلة الحكومة التي اعلن رئيس وزرائها حمدوك أن 80٪ من ميزانية الدولة وجل الأموال في أيدي الشركات العسكرية! (البرهان واخوته الإسلاميين)! يتربعون علي الاموال ويتفرجون علي معاناة الشعب بطول البلاد وعرضها حتي عمت الفوضي والتخريب والسرقات وحرائق الاسواق، في مدن السودان المتفرقة ما بين القضارف والأبيض، ثم يشيع فلول النظام ان ( ثورة الجياع) تدق الابواب!
لقد ضيقت الحكومة الإنتقالية في تشكيلتها الجديدة على نفسها الخناق، بعد ان قطعت شوطاً في محيط العلاقات الخارجية ومدت أياديها بيضاء لعون المجتمع الدولي حتي تتجاوز عقبات وتحديات فترة حكمها، متعهده بتوطين الديموقراطية والحكم المدني، وتحقيق السلام الذي ترتضيه جميع الحركات، ومحاربة الارهاب والتطرف الديني، وتحقيق المواطنة المتساوية، والاهتمام بقضايا وحقوق النساء، لكنها اخفقت في خلق تجانس بين مكوناتها! باضافة تحديات شراكة المكون العسكري تم تعيين وزراء لكل منهم أجندته الحزبيه!! ولا يتوافقون حول ما يصبو اليه الشعب، وحتي لا تقود هذه الحكومة الجديدة البلاد الي متاهة اخري كسابقتها ليس أمامها غير الاسراع في اقامة مجلس تشريعي للتوفيق بين تلك المكونات واخراج البلاد من حافة الانهيار. وتحقيق مطالب العدالة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء ومواجهة (العهر السياسي)!
- حمدوك: من يهن يسهل الهوان عليه !!
- المناهج وتحرش رجل دين بلا أدب ولا دين!
- في يومهن! يا جبريل عليك بالسلام!
- كمالا..ماتركتي للفقهاء علي النساء سلطان!!
- علام يكبر الأخوان المسلمون أيها القضاة؟
- التطهير السياسي الباب للديموقراطية!
- وزارة التربية بين التعليم والتمكين!
- ( تسقط بس) كرامة وليس إزعاج عام!
- سلام حمدوك ولا شريعة ( الخال)
- (شالوم).. يا قحت وحكومة!
- ديموقراطية الإمام!
- هُن وآليات وليس (وليات)
- د. أكرم فرحة شعب لم تكتمل
- المدنية او الطوفان!
- يا حكومة! الهوس الديني والكورونا صنوان!
- (السليت) يا عنب المخلوع!!
- دموع فيصل ولا دموع غندور!
- الوهابية: جراب خاوِ من المناهج والتعليم؟
- أحلال علي الدعاة وحرام علي هند؟


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - الإنتقالية بين أحزاب وأفندية!