أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - د. أكرم فرحة شعب لم تكتمل














المزيد.....

د. أكرم فرحة شعب لم تكتمل


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 10 - 03:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم لن تعقر الثورة بعد د. أكرم، ولكن، مثلما حدث ضجيج واندهاش من خبر أقالته، كذلك كان حدثاً مثيراً للدهشة، والضجيج حين خرج وزير الصحة، دكتور أكرم التوم ليحدث الشعب السوداني عن جائحة الكورونا، فحدثهم حديث العارف بالصحة، وبالأخلاق فذكر لهم (كورونا ليس له علاج .كل ما يمكن تقديمه للمواطن إذا شعر بضيق تنفس، هو دواء البنادول والمحاليل بالإضافة لمضخات الأكسجين، أما إذا تدهورت حالته فسيكون مصيره الموت)..باختصار، لو ضاقت عليك بتموت!

ومن صدمة الشفافية خيل الينا أننا دولة في مصاف الدولة المتقدمة، التي تصارح مواطنيها بحقيقة ما تواجه من خطورة الجائحة التي أربكت صحة، وأقتصاد، وحياة جميع الإنسانية.

بالطبع، إن تصاعد أرقام الوفيات من اثار كوفيد 19 أيضاً ظاهره عالمية لاتتحمل وزارة الصحة وزرها بالكامل، لانها تعتمد علي الوعي الصحي للمجتمعات، ومدى ترقي أو تدني صحة وأقتصاد تلك المجتمعات.

لاتزال ذاكرة الشعب حاضرة بمعالجات وزراء صحة حكومة الأخوان المسلمين، الذين لم تهمهم قط صحة هذا الشعب، أوقرارات منظمة الصحة العالمية، فلقد شهدنا قصور سياسات نظام الصحة، في حين كان المواطنون يقبرون موتاهم بدآء الكوليرا، فيخرج وزير صحة الخرطوم والوزراء بالولايات مؤكدين أنها ( إسهالًات مائية عادية ) وحمى ( الكنكشة) (الشيوكونغونيا) حمي ملاريا ليس الا.

بحسب تقارير الاوبئة في السودان (أن الالتهاب السحائي أصاب أربعة عشر ألف مواطن، وأودى بحياة «470» مواطناً،إما الإسهال المائي الذي يعتبر التلوث من أسبابه المباشرة، فقد أصاب «31849» مواطنا،ً وتسبب في وفاة «419» مواطناً. الحمى الصفراء التي أصابت «613» مواطناً بجنوب كردفان، وتسببت في موت «184» . وتعتبر ولايتا كسلاوالبحر الأحمر من الولايات التي تنتشر فيها حمى الضنك، حيث أصابت «4812» مواطناً وتسببت في وفاة «65» مواطناً،أما حمى الوادي المتصدع التي تنتشر في ولايات كسلا، النيل الابيض، سنار، الجزيرة ونهر النيل والخرطوم، فقد أصابتوقتلت «893» مواطناُ).

هل سمع احد بوزير صحة، خلال ثلاثة عقود من حكم الإسلاميين، قد خرج وأخبر الشعب في وسائل الاعلام بتلك التقارير؟

لقد كان أكرم شجاعاً في ذلك الموقف، فقد أهمه الشعب، ولم يخضع لإبتزاز خراب التمكين، فما لبث أن سير الاخوان المسلمين قافلات الزحف الجهادي، وأعتلي خطبائهم وأئمة الهوس الديني المنابر يشيعون انه لاتوجد جائحة كورونا في البلاد، وإنما هي خدعة من الحكومة الإنتقالية، مشيعين للبلبة والفتنة (مافي كورونا وما تغشونا)!

لقد رأينا كيف أستعرت الحرب على وزير الصحة فتمددت من الجوامع حتي مافيا تجارة الأدوية والفاسدين في المستشفيات، والمرافق الصحية، ولايغالط في هذا الا مكابر ذو غرض.

ما يحسب علي الوزير من إخفاقات يحسب علي سؤ الحكومة البائدة ، وكيف لا ؟ ولم تكن في السابق ميزانية للصحة ولا للتعليم غير 2% فقط ، وطال الفساد الوزارة ووزيراها الولائي د. مامون حميدة، والقومي بحر أبوقردة، وتاريخ وزراي يعد وصمة عار مخجل ترك ورثته الثقيلة علي اكتاف د أكرم والوزارة الحديثة.

بحسب توصيف نقيب الاطباء د احمد الشيخ ان حقبة وزير الصحة مامون حميدة ( صاحبتها كثير من السياسات الخاطئة والمؤذية، أبرزها الاهتمام بالمرافق الخاصة على حساب المؤسسات الحكومية، إضافة للقرارات الخاصة بأيلولة المستشفيات الحكومية القومية لولاية الخرطوم. وأشار الشيخ إلى أن أكبر عدد من الكوادر الطبية هاجرت في عهدالوزير السابق مأمون حميدة، منتقداً تعيينه كوزير للصحة على الرغم من انه مستثمر في المجال)...7 اغسطس 2019

لقد تجلت اثار الدولة العميقة، باضافة عدم الاتساق بين مكونات الحاضنة السياسية بوضوح في قرارات وزراة الصحة، فتضارب وتشابك المصالح جعل مهمة الوزارة شاقة، وعسيرة. كل هذا لايعني أنه ليس هنالك أخفاقات، وفوضي في بعض القرارات لكن بالرؤية للصورة العامة، فإن تصحيح تلك العثرات لايكون بإقالة السيد الوزير، وإنما بدعمه بكل المعينات التي تيسر مهمة الأصلاح الصحي، وأن تسعي نقابة الأطباء بكل جهودها لكي يتم تصحيح ما لايتسق في قرارات السيد الوزير وبرامج الوزارة، إذ أن المسئولية جماعية.

دكتور أكرم وزير أتت به الثورة السودانية، لذلك يفترض أن يعطى الفرصة الكافية لمواصلة الشفافية وأستكمال برامج الوزارة.

ومن حق الشعب ان تخرج علينا الحكومة بتوضيح إعلامي يعين علي ممارسة الديموقراطية وارساء قواعدها، بان يقدم تقرير وافي لاقالة كافة من أقيل من الوزراء بشرح القصور والإنجازات والمعوقات ، وكذلك نسمع تقييم علمي لمن قدم إستقالته منهم . حتي يكون الشعب ملم بحجم ما تمر به الحكومة من عقبات وان تمتد جسور الثقة لكي ( نعبر).



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدنية او الطوفان!
- يا حكومة! الهوس الديني والكورونا صنوان!
- (السليت) يا عنب المخلوع!!
- دموع فيصل ولا دموع غندور!
- الوهابية: جراب خاوِ من المناهج والتعليم؟
- أحلال علي الدعاة وحرام علي هند؟
- أنقذوا الشباب من كورونا الحشد الإسلامي
- كرونا.. و عقم الأمة الإسلامية!
- يا مني (حمدوك) بل ترق منهم كل الدماء!
- السودان واسرائيل بين البرهان والرهان
- أخرجوا الإخوان المسلمين قبل أن يخرجوكم!!
- قوانين النظام العام -ضل الفيل-!
- -سيداو- وتناقضات الفقهاء ورجال الدين!
- نعم يا عبدالحي نحن لا نؤمن بالذي به تؤمنون!
- يا مولانا عوض الجِيد..أي الْقُضَاةُ الثَلَاثَةٌ أنتم!! 
- (ولاء) و ( مفرح) شباب وشئون دينية وأوقاف!
- مجازر .. والقضاء الجالس يقف فيفضح عوراته!
- حكم (الأباوش) من بني العباس الى قري!
- فتية لن يتفرق دمهم بين المهووسين والعسكر!
- أيها الكائن المتحول! لا لقوانين الشريعة الاسلامية!


المزيد.....




- ترددت أصداء الصراخ بطهران.. إيران: 90% من قتلى الغارات الإسر ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: حروب نتنياهو واستراتيجية -الك ...
- مقتدى الصدر يوجه بإطلاق موكب لتقديم المساعدات لإيران وخدمة ح ...
- مقتل نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة بالجيش الإسرائيلي بمعا ...
- وكالة -سي إن إن-: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرا ...
- خبير محطات نووية يكشف مفاجأة بشأن امتلاك طهران للقنبلة الذري ...
- من غزة لإيران.. إسرائيل توسع رقعة الحرب
- إيران وإسرائيل.. حرب الخيارات المفتوحة
- رصد إعصارين في سوتشي وهطول أمطار غزيرة اجتاحت المدينة
- وكالة مهر: الجيش الإيراني يصدر تحذيرا لإخلاء مناطق واسعة في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - د. أكرم فرحة شعب لم تكتمل