أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - حكم (الأباوش) من بني العباس الى قري!















المزيد.....

حكم (الأباوش) من بني العباس الى قري!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 6266 - 2019 / 6 / 20 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




نعم بضدها تتمايز الأشياء!! لقد أخرجنا شباب الثورة من غياهب جب عطن فساد الإسلامويين لنرى شيء من قبس المدنية ، وكيف يكون المجتمع الصالح الذكي/ الزكي، الذي أختفى فيه التمايز وظهر فيه تحرير للمواهب الخلاقة، متجسداً في نموذج دولة الاعتصام، الذي سيظل رغم مرارة الفاجعة والأحزان نموذجاً ساطعاً للإجابة عن سؤال ماذا تعني الحكومة المدنية.
وبذاك الضد الآخر شهدنا لماذا لم يحتمل حكام الدولة العميقة، وهج ذاك القبس المدني! إذ العهد بالحكومات العسكرية والديكتاتوريات، والحركات الأسلامية، وغيرها ممن ارتكزوا على فهم أصولي يعلي من فكرة الجهاد الاسلامي والعنف الفكري كأساس للتغيير.
لذلك هزمتهم فكرة السليمة واصرار الثوار عليها بالرغم من أن ناتج ( استفزاز) السلمية كان أستشهاد خيرة الأجيال.
وحين شهدنا دفوعات نائب رئيس المجلس العسكري حميدتي الدنكشوتية بإنكاره ومحاولته تهديد المجلس العسكري الشريك المتواطئ بالجرم وبؤس الخنوع، في أنه لن يحمل علي عاتقه وجنجويده جرم مجزرة القيادة العامة وحده، لا نجد لدينا من التعاطف غير حكمة المثل العامي ( يا حافر حفرة السؤ وسع مراقدك فيها)!
فالحقائق تُلِّح علي الذاكرة القريبة أن الأخوانيين من أجل دوام السلطة صنعوا آلهة القتل والسحل والاغتصاب ووشحوها بالأوسمة العسكرية، وأطلقوا عليها مسمي ( الدعم السريع ) الذي يردع الشعب بأسرع مما تصنع قوات الشعب التي لم تعد مسلحة!!
فبعد الهيمنة علي القبائل المحلية، تمددت مليشيات الجنجويد، التي اعتمدت علي الكثرة العددية والتمايز القبلي، وتم أعدادها لمثل هذه الأيام لتصبح السلطة الفعلية في الدولة علي حساب الجيش الوطني، ولات حين جيش وطني!!
وهكذا مدد حميدتي رجليه متشبحاً بدعم ملوك السعودية وما يقبضه من أموال طائلة معطونة بدم السودانيين الذين يقاتلون فداء للدم (العربي) بجزاء الدفن في البقيع! ومصادر التهريب الأخري.
وحين تمت مجزرة القيادة، وجد دعم وتأييد رجال الدين والفقهاء من الذين تخيفهم فكرة الدولة المدنية، وتصدر الشيخ عبدالحي مشهد الشماتة علي أحزان كل السودانيين في خطبة العيد ناعتاً الثوار بأنهم أتوا من ورآء البحار، وقال( إن الله غيّض من عباده من يطفي باطلهم ويمنع شرورهم ويحول بينهم وبين ما يشتهون) أنتهي.
هكذا العهد ان احزان علماء السلطان ليست بأحزان السودان اذ دموعها السواجم من اجل محمد مرسي ولابواكي لأحزان ام الشهيد.
وفِي ظل هذا التردي والإنحطاط السياسي صار حميدتي رجل الساعة، بعد ماض مشهود في معاركه للقضاء علي قبائل الزرقة، وهاهو مجدداً أستند علي الوهم العروبي ،مستبطناً سلطة احفاد العباس ( البشير وإخوته والخال الرئاسي) فأختار "قري" متفيئا ظلال العبدلاب مستعرضاً قوته امام مساكينها الشعث، بعد أن جافى وجنجويده أعتاب جبل عامر، حيث خبر أهلها مكرهم بأكثر من جوع أحشائهم!
إن التضليل الذي يمارسه المجلس العسكري الهزيل، أتاح لحميدتي فرصة ذهبية ليتحرك بحرية مطلقة فأستجلب رجالات الادارة الأهلية من الذين صيرتهم حكومة الاخوان المسلمين خيالات مآته لا تنفع ولاتضر وإنما تتكسب من فضلات الحكام والولاة! فخطب فيهم إن (الإدارة الأهلية هي صاحبة الحل ومعترف بيها في الأمم المتحدة)!! ولكأني بصاحب ( العقل الرعوي) يرعى لمواثيق دولية حرمة!! جاهلاً بأن الامم المتحدة، رديفاتها ( المحكمة الدولية) ومنظمات حقوق الانسان، والملاحقات الجنائية والعقوبات الاقتصادية!
وجميعها سوف تجبر ذلك العقل لكي يرعوي! ويحد من شهوة السلطة! وسابقاً قد اجبرت أولياء نعمته على ( سياسة الانبطاح )!
دخل حميدتي في عباءة أولياء نعمته الأسبقين وتقمص نفس حالة المخلوق الراقص! وصرح أنه بصدد مراجعة ما تم الاتفاق عليه في نسب المجلس التشريعي بين قوي الحرية والتغيير والمجلس!
ويحدثنا الرجل الذي لم ينضبط حتي في النظام العشائري! ولم يأمنه فيه حتي ابناء عمومته! عن الانتخابات وعن أهمية تعدد الاحزاب وحكم الشعب!
وهكذا أنصرف هو والمجلس العسكري من التزام ملاحقة رموز النظام السابق والمفسدين ومحاكمتهم وأرجاع اموال الدولة المنهوبة، للانفراد بالقرارات! فكيف يؤتمن علي الديموقراطية والمدنية من يجهل قوانينها ويهاب ان يحاسب بدستورها.
بالرغم من انه قد تجلت هنات عدم التجانس في مكونات قوي الحرية والتغيير وظهرت عوارض (جوع السلطة) لدي بعض أحزابها! لكنه يظل حادينا الي المدنية، ونرجو ان الا يعميهم التهافت نحو كراسي الحكم عن حقيقة أن المجلس العسكري بمليشيات دعمه السريع ماهم الا أمتداد للدولة العميقة، التي لها تاريخ عريض في نقض الإتفاقيات، من خدع الحوار الوطني والوثبة، وشراء الحركات المسلحة واستجلاب احزاب الفكة، والتآلفات والتحالفات المخزية.
ولم نزل حتي الان نجني حصاد الحكومة وفشل المشروع الاسلامي وسقوطه الداوي، وماتعانيه البلاد من دمار تنموي وأنهيار للبنية التحتية والاقتصادية، والتهريج السياسي المثير للغثيان، وجميع الذي من اجله قامت الثورة ومطالب الثوار، فعلام اذن تلك البيانات المشتته لجهود المطالب الثورية؟!
وهاهي البلاد تشهد عبث المجلس العسكري الأنتقالي بالقانون في المشهد الدرامي المسمى بمحاكمة المخلوع عمر البشير، والاكتفاء بتهم فساد صورية حين تم تهريب جميع ثروات الدولة تحت سمع وبصر وبمعاونة أجهزة المجلس وحماية الأوباش !!
ان الذين ركبوا موجة حميدتي والبرهان فلقد خسروا الرهان. ( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) صدق الله العظيم ۗ
إن صِمَام الأمان هو وثيقة أعلان قوي الحرية والتغيير وبنوده الذي يحفظ للشعب الكلمة الأخيرة في إدارة شئون البلاد سياسياً، ويعين علي التطور الأجتماعي والإقتصادي في ظل ضمان للحريات الأساسية ، والدستور الذي يمكن لمهام السلطات الثلاث، التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، بالقيام بواجبها، حينها يتوفر المناخ لمعالجة مشاكل الهوية والتنوع الأثني والديني وتتاح مسألة المساواة الاقتصادية والاجتماعية وأحترام القانون ، وهو لن يتأتى بالقفز على الزانة وأما بالنضج السياسي والتناصح بين جميع الأطراف.
الشاهد أن واجب المرحلة يحتم علي جميع الناس أن يجتمعوا على إنجاح الثورة وجعلها عميقة وشاملة بالرغم من المعوقات الحقيقة التي تبدو للعيان، وذلك بفضح المفسدين في جميع دواوين الدولة، بتعقبهم والكتابة عنهم وتعريتهم، وبتبصير المجتمع الدولي بأن ماعليه أحوال المجلس العسكري، من تخبط وقرارات غير مدروسة، لهو مهدد ومعوق للأستقرار ليس في السودان فحسب وإنما في جميع المحيط الأفريقي ودوّل الجوار.
ولابد من التضييق علي حكم الاوباش ومواجهتهم بجرائمهم وإن أحتموا بدول الخليج والسعودية ومصر وذلك بسبيل الحد من طموحاتهم السلطوية ووضعهم في خانة المدافع عن الجرائم الأنسانية التي ارتكبوها.
لقد اكتسبت الثورة قوة متميزة بإصرارها علي سلميتها مما اكسبها التعاطف الشعبي والدولي بالرغم من المواجهة العنيفة والخسائر العظيمة في الأنفس. وسيظل مد أمواجها في تصاعد متخذاً أوجه مختلفة من وسائل النضال السياسي في الداخل والخارج لن يخبو أواره وسننتصر إرادة التغيير بإصرار الشعب علي المدنية.

بثينة تروس



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتية لن يتفرق دمهم بين المهووسين والعسكر!
- أيها الكائن المتحول! لا لقوانين الشريعة الاسلامية!
- أحزان علماء السلطان.. ليست أحزان السودان!!
- الي ثائرة.. بين الجلاد والقضبان!
- د. مأمون حميدة.. أفلا تستحي!
- ثورة ( شذاذ الآفاق) والمساجد!
- شباب نسور.. ينقضون علي عمائم الرخم!
- شعب كريم.. والشماتة فساد طوية الأخوان المسلمين
- المولد النبوي بين طبول محمد المهدي المجذوب.. ونعيق الوهابية! ...
- أكتوبر بين متاريس الشئون الدينية.. وآمال الثورة الثقافية
- لا ( نافع) ولا المشروع الاسلامي ( نافع)!
- كسلا.. يا ( علماء السلطان) تحتاج الدواء وليس الدعاء!
- (ترباء) عذراً.. انه أوان تغيير جلود الأفاعي!
- يا جمال تلك السافرات.. ويااا سماحة الامام!
- فلنستبدلهم! بالرغيف والجازولين والحكام الصالحين!
- موت طلبة! كابوريا وسيستم.. يا حكومة يا!!
- يا الحكيم!! بل ( العقم) للمجانين بقهر النساء
- الحافظات (لفروجهن) وحكومة الأوباش!!!
- رمضان.. وحكومة القطط السُمان!!
- الهوس الديني بين ( المدغمسة) ووهم ( الخلافة)!!


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - حكم (الأباوش) من بني العباس الى قري!