أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - أحزان علماء السلطان.. ليست أحزان السودان!!















المزيد.....

أحزان علماء السلطان.. ليست أحزان السودان!!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 6175 - 2019 / 3 / 17 - 21:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحزان علماء السلطان.. ليست أحزان السودان!!



أن التطرف بكل أنواعه ومقاصده يعتبر خصماً من رصيد الانسانية ورحابتها، والنفس السليمة تحزن لضحايا التطرف والعنف والهوس! ولكم هو محزن ان يخرج الرجل وهو يرتدي أجمل ثيابه، متعطراً جزلاً قد انتزع نفسه من زخم الحياة لصلاة وقت مبارك، في يوم مبارك، ومكانٍ مبارك، ثم يتداول الاعلام صورته قتيلاً ، مسجياً علي الارض، مضرجاً بدمائه! وبصحبته خمسين آخرين من المصليين وعشرات الجرحي.

المؤسف ان المصلين هم من الذين هجروا بلدانهم الأسلامية وآلاف المساجد والمآذن، بسبب التطرف والعنف والضيق بالراي الآخر ، وضيق الرزق، والبحث عن حياة كريمة آمنه لهم ولابنائهم.

ولقد كانت الدول الاسلامية هي الأقرب جغرافياً لهؤلاء المصلين الذين قدموا من الصومال، والأردن، وفلسطين ، ومصر، وبينهم سعوديين ايضاً، وكانت دويلة الجزر نيوزيلندا هي الملاذ، ومن أميز ما اشتهرت به ( انعدام الفساد)! وكل ذلك وعمرها السياسي حديث جداً 1907 بمقارنة بالمملكة العربية السعودية حيث قبلة المسلمين، ومقام النبي صلي الله عليه وسلم ، والتي تاسست الدولة الاولي فيها 1744

نعم الموقف للإدانة وشجب التطرف والعنف! لكن يا علماء السودان عجباً لاحزانكم التي يهمها الغريب ولاتهمها الأرحام! عجباً حين تخرس السنتكم عن الادانة لتطرف حكومة الاخوان المسلمين! لمدة ثلاثين عاماً، حتي الغرب ( الكافر) بأعينكم!! قد آدان مجازر دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ولم نسمع لكم استنكاراً او نشهدكم مترحمين علي قتلاهم ولو من واجبكم الديني!

فلقد هان عليكم الدم السوداني وما أرخصه عندكم! واليوم تشهدون حصدا لأرواح المتظاهرين من الشباب، ولم نجد من عزائكم غير ان هؤلاء الشهداء هم صنيعة المعارضة ، بحسب تصريح رئيس هيئة علماء السلطان البروفسير محمد عثمان صالح ( بعض الجهات المعارضة تبحث عن شهداء باي طريقة من الطرق)... انتهي

أين بيان أدانتكم لثكلى قتلى النازحين بأردمتا بدارفور، الذين تم نهب ممتلكاتهم ولقي ستة منهم مصرعهم بايدي مليشيات حكومة الإسلامويين، مساء أمس الأربعاء ، فلقد هجروا قراهم واستوطنوا في المعسكرات. بسبب الحروب وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة . بالطبع معسكرات اللجؤ لدي علماء السلطان حرام في فلسطين وحلال في دارفور..

اذ أن رئيس هيئة العلماء يدين ذلك في فلسطين ويناشد المجتمع الدولي لاعادة الحقوق الفلسطينية المسلوبة ويطلبون لهم العدالة ( قانون خطأ مخالف للقانون الدولي ومخالف للعدالة الانسانية) ديسمبر 2017

ومن مخازي أسلمة الدولة في عهد حكومة الاخوان المسلمين حرصهم علي أداء صلاة الجمعة وإقامة حلقات التلاوة، كانها ممارسات تتبع للتوظيف الحكومي، والانتماء لحظيرة التمكين الاسلامي، او كجزء من تبعات الحقائب الدبلوماسية بالخارج، فهاهم السفراء بالسفارات والقنصليات السودانية، لايدينون التطرف او العنف الواقع علي مواطنيهم، لكن تتسارع الخارجية السودانية بالبيانات تأسف علي العنف والتطرف الخارجي! ويسارع من يسمون أنفسهم بعلماء السودان لأداء صلاة الغائب على أسامة بن لادن وغيره، ودما المسلمين السودانيين، حفظة القرآن، تراق في دارفور وحمزانا لا بواكي له!!

ولأن الاسلامويويين ملة واحدة، فلقد شهدنا أخوات نسيبة متلثمات ومتحاشيات لعدسات المتظاهرين في امريكا ، وهن يستمتعن بكامل حقهن في الابتعاث وحق المنح والمشاركة في الدبلوماسية بالأمم المتحدة، في البلدان التي تحترم حقوق المرأة ومطالبها.

ولاتهمهم المطالب المشروعة للمتظاهرات بالحرية والسلام والعدالة، بل ويضللون الراي العام العالمي بصمتهم.

لماذا صمت علماء السودان، عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر! حين أستباحت الحكومة حرمة إلمنازل السودانية، ودخلت ًقوات الامن وصعاليك المليشيات ، بكامل لباسهم العسكري، وعتادهم من الخوذات الواقية، والأسلحة النارية، والعصي، كانهم يحررون الفشقة وحلايب السليبة، لماذا جبن علماء السلطان من القيام بواجبهم الديني في منع هؤلاء الدهماء من أستباحة حرمة المنازل مخالفين للتوجيه القرآني

(أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم

ام عندهم تلك الهجمات والفوضي هي احدي الحروب الجهادية، علي غير المسلمين! ولازم فيها إظهار القوة لأرهاب الأعداء من الأمهات والآباء والمسنين والمرضي داخل هذه البيوت

بل والأطفال الذين دهستهم تلك السيارات العسكرية كما حدث في الدروشاب

(سيارة دفع رباعي ” تاتشر ” دهست الطفلين بعد أن اقتحمت السيارة المسرعة منزل أسرة الطفلين في وقت متأخر من ليل أمس الثلاثاء، وأدى الحادث إلى مقتل الطفل مؤيد وعمره 5 سنوات واصابات شقيقه وعمره 6 سنوات بإصابات خطيرة)...

وتواصل صمت علماء السلطان في مفارقة مخجلة للأعراف والثقافات واتلقاليد السودانية. والتي سابقاً أحتمى بها رئيس هيئة علماء السلطان محمد عثمان صالح في دفوعاته حين لقاء برنامج (شباب توك ) في سودانية 24 محرضاً المهووسين، ومشجعاً للمتطرفين للهجوم علي الشابة (وئام شوقي ) حتي اخرجها بعضهم من الملة.

(ولكن لما خرجنا وجدت جمهوراً أغلبه من الفتيات الناشطات في العمل والنهج الذي يخالف ثوابتنا الاجتماعية وعقيدتنا الإسلامية . قد فوجئت بالموقف وكان أمامي إما الجلوس أو الإنسحاب رجحت الجلوس والاشتراك؛ تحسباً لعدم استغلال الموقف والادعاء بان العلماء يهربون من الحوار حول قضايا الشباب) !.. انتهي

وما الذي منع علماء السودان من نصرة الحق، والدفاع عن الثوابت الاجتماعية اليوم ؟ ولماذا لم يهتم علماء السودان بقضايا الشباب؟ وهم يواجهون الموت بالرصاص الحي، والتعذيب والاغتصابات ومحاكم الطوارئ والجلد والغرامات ؟!!

ان الذي قد منع أشياخ الدين من المجاهرة بالحق لهو التملق، والخنوع، والنفاق، وهيئتهم ومؤسساتهم الدينية ، ماهي الا أجسام صنعوها بأنفسهم، ويعود نفعها لأنفسهم ومن تبعهم، وفتواها لمصلحة الحكام الطغاة والمفسدين، يحللون لهم الظلم والبغي والعدوان.

لذلك حق علينا ان ندين مسلكهم هذا ونذكرهم بانه لا تربطنا معهم مواثيق ولا عهود دينية، وفتاويهم التكفيرية، وفقه الضرورة لايمثلنا، وأنهم قد أساءوا للدين ولم ينصروه، وعجزوا عن مواكبة تطور الانسان والإنسانية لذلك ظهر عجزهم وتخلفهم .

وان التطرف والظلام البشري الذي نشهده الان ، ويزعمون انهم يدينونه اليوم! هم صنائعه والمفرخين له بفهم الجهاد الأسلامي وعدم قبول الآخر .

وسيظل التاريخ الدموي في دولة المشروع الحضاري الاسلامي، يذكر إنهم من مدد لحكومة الشريعة ( المدغمسة) في هوسها ، وزين لهم باطلها منذ حملات الجهاد الاسلامي في الجنوب وكتائب الدفاع الشعبي ، مروراً بأستضافة اسامة بن لادن، وعمر عبدالرحمن وكارلوس ، و كل المتطرفين الهاربين من العدالة في بلدانهم، فلقد مكنتوهم من البلاد وخيراتها، مابين استثمار، وغسيل اموال، وجوازات اجنبية، في حين حرمت الحكومة المواطنين من حقهم الدستوري في الحياة الكريمة.

يا علماء السلطان! اتقوا الله فان العلماء العارفين يخشون الله في عباده ويخافون الظلم (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) صدق الله العظيم.



بثينة تروس



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الي ثائرة.. بين الجلاد والقضبان!
- د. مأمون حميدة.. أفلا تستحي!
- ثورة ( شذاذ الآفاق) والمساجد!
- شباب نسور.. ينقضون علي عمائم الرخم!
- شعب كريم.. والشماتة فساد طوية الأخوان المسلمين
- المولد النبوي بين طبول محمد المهدي المجذوب.. ونعيق الوهابية! ...
- أكتوبر بين متاريس الشئون الدينية.. وآمال الثورة الثقافية
- لا ( نافع) ولا المشروع الاسلامي ( نافع)!
- كسلا.. يا ( علماء السلطان) تحتاج الدواء وليس الدعاء!
- (ترباء) عذراً.. انه أوان تغيير جلود الأفاعي!
- يا جمال تلك السافرات.. ويااا سماحة الامام!
- فلنستبدلهم! بالرغيف والجازولين والحكام الصالحين!
- موت طلبة! كابوريا وسيستم.. يا حكومة يا!!
- يا الحكيم!! بل ( العقم) للمجانين بقهر النساء
- الحافظات (لفروجهن) وحكومة الأوباش!!!
- رمضان.. وحكومة القطط السُمان!!
- الهوس الديني بين ( المدغمسة) ووهم ( الخلافة)!!
- أعواد كبريت.. في ظلام حكومة الاخوان المسلمين
- حسن السلوك!! (رجع الثعلب في ثياب الواعظينا)!
- إطلاق الحريات.. عبث حكومة ( تشرك وتحاحي)


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - أحزان علماء السلطان.. ليست أحزان السودان!!