أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - حقيقة ينبغي على نظام الأسد إدراكها














المزيد.....

حقيقة ينبغي على نظام الأسد إدراكها


راتب شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 6808 - 2021 / 2 / 7 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في سورية، بات من الواضح أن الحل العسكري ليس في مدى منظور، وأن الحدود الحالية بين المناطق السورية الأربع، والمحمية بتوازنات دولية وإقليمية، باتت أكثر ثباتاً من أي وقت سابق. هذه الحقيقة ثقيلة على النظام السوري بشكل خاص، لأنه من بين الأطراف السورية الفاعلة، هو الطرف الوحيد الخاسر. النظام الذي كان يسيطر دون منازع، داخلي على الأقل، على كامل الأرض السورية، خرجت اليوم مناطق واسعة عن سيطرته. أما السلطات التي برزت في هذه المناطق فهي رابحة مهما تكن مساحة سيطرتها لأنها انطلقت من الصفر، وما تحوزه اليوم من سلطة وأرض، يعتبر ربحاً صافياً على حساب النظام.
كان يمكن للحال السوري أن يوصف بطريقة أخرى لو كانت السلطات المستجدة على الأرض السورية ذات أفق وطني فعلاً، وتنظر إلى ذاتها على أنها منطلق لوطن سوري. لكن الحقيقة هي أن هذه القوى بعيدة عن المشروع الوطني السوري سياسياً، فهي تدرج نفسها في إطار محلي، كما في الجنوب، أو في إطار قومي كردي لا يتوافق مع وطن سوري، أو في إطار إسلامي لا يعترف بوطن سوري أصلاً. كما أنها بعيدة عن المشروع الوطني السوري عسكرياً، ذلك أنها محدودة القوة وعاجزة عن فرض نفسها على مساحة سورية، وبالتالي فإنها سعيدة بما في يدها، ولا هم لها سوى الحفاظ على الحال الذي هي فيه. أي إنها تتخذ وضعية دفاعية حيال محاولات النظام التقدم واستعادة الأرض منها، وليس في أفقها السياسي ولا العسكري سورية بوصفها وطناً لأبنائها.
على هذا الضوء يكون النظام السوري هو، بين السلطات السورية الحاكمة على الأرض، السلطة الوحيدة التي تسعى جدياً إلى توحيد سورية في سعيها لاسترجاع ما خسرته. غير أن هذا التوحيد الذي يريده النظام لا ينطوي سوى على معنى سياسي واحد هو استعباد السوريين، وتمرير حقوقهم عبر موشور الطغمة الحاكمة، بكل ما ينطوي عليه هذا الموشور من تمييز وقيود وانتقاص في الكرامة. هذا فضلاً عن أن النظام يرى إلى وحدة التراب السوري من منظور استمرار سلطة الطغمة الحاكمة، ولذلك فإنه جاهز للتخلي عن هذه الوحدة إذا ما وجد أن السبيل إليها يهدد سلطته جدياً. النتيجة أنه لا يوجد أي طرف سوري فاعل اليوم على الأرض، يمثل وحدة الأرض السورية.
هذا عن الأرض، أو ما يسمى "التراب الوطني"، أما عن الشعب السوري فإنه مشتت سياسياً بقدر ما هو مشتت جغرافياً، ولا توجد اليوم جهة سياسية سورية يمكن أن تحوز على مساندة أو رضى ما يكفي من السوريين بما يخولها التحدث باسم الشعب السوري. أكثر من ذلك، إن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو هل توجد اليوم فكرة سياسية تحوز على رضى غالبية السوريين؟ وإذا وجدت هذه الفكرة، هل يوجد لدى رافضيها الاستعداد "الوطني" لقبولها بوصفها خيار الأغلبية؟
في مثل هذا الحال الذي صارت إليه سورية، ألا يحق للسوري، بصرف النظر عما يبدي أو يبطن من ولاءات، أن يتساءل: لماذا يسعى النظام السوري إلى إجراء انتخابات رئاسية؟ ولماذا يبدي حرصه على هذا الاحترام الشكلي لاستحقاقات دستورية، في وقت تعيش سورية احتلالات بالجملة واعتداءات إسرائيلية متواصلة وشح موارد ونقص غذاء إلى حدود المجاعة وتفشي أوبئة ..الخ، أي تعيش سورية ما يستدعي، من الدولة، اتخاذ إجراءات طارئة ولو على حساب الدستور، لأن الوجود السوري كله على المحك؟ أو لماذا تصرف الدولة التي لا تملك أن تطعم شعبها وتدفئه وتؤمن له الدواء، مبالغ كبيرة على إجراء انتخابات يشكل زيفها واحدة من النقاط القليلة جداً التي يجمع عليها الشعب السوري بكل تياراته ومذاهبه السياسية؟ لا قيمة لهذه الأسئلة من منظور النظام، لأن ما يهمه أن يحافظ على "شرعية" ولو صورية وليس يهمه شيئاً آخر. لا يريد النظام أن يفتح باباً "دستورياً" عليه يصفه باللاشرعية، وهو يرى أن كل ما ألحقه بالشعب السوري لا يضر في شرعيته.
الغرض من الشرعية الدستورية التي يسعى إليها النظام من الانتخابات الرئاسية، الفارغة عملياً من أي معنى للشرعية، هو توجيه رسالة إلى العالم تقول صحيح إنني لم أعد الوحيد على الأرض السورية، فهناك ثلاث سلطات مستجدة، ولكنني أولاً الأقوى عسكرياً بين القوى الموجودة، وثانياً الأقوى دولياً بوصفي ممثل الدولة السورية، وثالثاً الأقوى دستورياً، ذلك أن باستطاعتي ترجمة سيطرتي المفروضة بالقوة إلى شرعية دستورية، في حين لا يستطيع الآخرون ذلك.
ليس لهذه الرسالة قيمة في منظور يهتدي بمصالح السوريين وبوحدة الأرض السورية، لكن هذه الرسالة يمكن أن تكتسب قيمة في منظور دول مؤثرة لا تريد، أو عجزت، لأسباب عديدة، عن حل المعضلة السورية المزمنة، وتريد أن تجد مخرجاً ولو كان شكلياً.
لا يبدو الرفض الأميركي للانتخابات الرئاسية السورية حازماً، ولا يشكل تصريح كيلي كرافت (مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي) برفض الاعتراف بالانتخابات الرئاسية السورية المزمعة، ما يخشاه النظام أكثر من تصريحات الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وخطوطه الحمر. ولن يكون من تجدد أنشطة داعش على نحو مفاجئ، ومدروس فيما يبدو، سوى إقلاق الحكومات الغربية وإحراج الإدارة الأميركية على نحو خاص ودفعها نحو المزيد من تفضيل نظام قوي ومضمون بدلاً من الدخول في انتقال سياسي جدي من طبيعته أن يكون مضطرباً.
الحقيقة التي ينبغي أن يدركها العالم وأن يراها أهل النظام، هي أن هذه الطغمة الحاكمة باتت مرفوضة من السوريين إلى حد لا يقبل الرجوع. قد لا يأمل السوريون بالخروج، في مدى مرئي، إلى نظام ديموقراطي أو حتى شبه ديموقراطي بعد هذه السنوات المريرة، وقد يقبلون التعايش مع نظام آخر لا يختلف كثيراً عن نظام الأسد، ولكنهم، في كل حال، لم يعد بمقدورهم التعايش مع نظام الأسد، لا بانتخابات رئاسية ولا بدونها.



#راتب_شعبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام حرب على المجتمع
- في النقد الفارغ من النقد
- نقد النخب السلمية في الثورة السورية
- البحث عن سبيل للتحرر من الاستبداد
- الهاوية
- مات بتوقف القلب
- تبدل حال جمهور النظام السوري
- الوجه والصورة
- على خط التماس
- القوة الغاشمة، أسيد الضمائر
- تحت خط الوطن
- في مساءلة خياراتنا وأهدافنا
- لماذا نقبل السجن؟
- تأثير السجن
- ملاحظات على عقد عربي فريد
- مشكلتي مع التعابير
- المعارضة السورية في طور الهبوط
- المأساة السورية وليمة صحفية (قراءة في كتاب الأسد أو نحرق الب ...
- المنشقون والثورة السورية
- العلويون في مهب السلطة السياسية 2


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - حقيقة ينبغي على نظام الأسد إدراكها