أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - المدينة في الرواية














المزيد.....

المدينة في الرواية


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6807 - 2021 / 2 / 6 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


بعيداً عن مدى دقة كون « الرواية ابنة المدينة»، حسب القول المنسوب إلى أحد النقاد الأوروبيين، لعله على الأرجح المجري جورج لوكاش، علينا أن نفتش في الروايات، بما فيها الروايات العربية، عن المدينة في جمالها وقبحها، في تحولاتها وتناقضاتها، في عوالمها المختلفة، في مخملية حياة من يتربعون على قمة الهرم الاجتماعي، وفي انسحاق البشر الكادحين المسكونين بالاغتراب في مدينة غير آبهة بهم، حتى لو كانوا قد ولدوا فيها، وخبروا عوالمها.
يمكن للرواية أن تبحر مع المبحرين والصيادين إن هي اختارت أن تجعل من البحر فضاء لها، ويمكن لها أن تتوه بنا في عالم الصحراء الغامض، إن هي جعلت من الصحراء مكاناً لأحداثها، ويمكن لها أن تخترع أمكنة قد تصغر حد ألا تتجاوز زنزانة في سجن، أو غرفة في بيت، أو مقهى ناءٍ، ولكنها في المدينة بالذات تزج بنا وسط الصخب، الذي عليه المدن.
مرةً، اصطحب جمال الغيطاني أديبنا الكبير نجيب محفوظ في جولة في القاهرة، أراد من خلالها أن يطوف معه في الأحياء والمناطق التي كانت ملهمة له. كان العمر يومها قد تقدم كثيراً بمحفوظ، وطوال الرحلة كان الغيطاني يراقب انفعالاته وردود أفعاله على ما يراه، فأيقن أن محفوظ كان يرى مدينة أخرى أقيمت على أنقاض مدينته القديمة. تغيرت القاهرة كثيراً، التي لم يبق منها سوى بضعة شوارع ومساجد ومقاهٍ.
مرت الرحلة بزقاق المدق، وسوق الحمزاوي، وشارع المعز، وسبيل عبد الرحمن كتخدا، وميدان بيت القاضي حيث ولد الكاتب الكبير.
هناك بالذات قال محفوظ: «كنت أتفرج على الفتوات يجيئون بعد معاركهم في الخلاء إلى قسم الجمالية، ومن حجرة صغيرة في السطح، كنت أرى تظاهرات ثورة 1919، وتظاهرات النساء من بنات البلد فوق العربات الكارو، وضرب الرصاص، وكانت المشاكل تبدأ بيني وبين أمي، كانت تشدني بعيداً عن النافذة، وكنت أريد الفرجة، خاصة على ضرب الرصاص.. كثيراً ما رأيت التظاهرات والجنود الإنجليز يتصدون لها هنا. ما أكثر ما رأيت».
ما أكثر ما رأى بالفعل. كي نعرف القاهرة بعمق، وكي نحبها أكثر يجب أن نقرأ نجيب محفوظ.
لنضع أنفسنا أكثر في سحر المدن دعونا نقرأ هذا الشجن الوارد في حديثٍ عن سانت بطرسبورج ديستوفسكي، واحدة من أجمل المدن التي جال فيها الأدب: «هل حدث لك أن مشيت في يوم من أيام الخريف في وقت متأخر في بعض شوارع المدينة؟ هل تسنى لك أن شاهدت عندئذ كيف راحت المصابيح القليلة تلقي بضوئها الشاحب على الحوائط العليا للبيوت، وكيف ذابت قطع من المباني في السحب الرمادية مكونة كتلة واحدة، وكيف راح الضوء يهتز خافتاً في النوافذ، كل هذا والمطر ينهمر رتيباً فوق الأسطح والريح الباردة تصفر بشدة؟».



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكولوجيا الجماهير .. سايكولوجيا السلطة
- رسائل غرامشي إلى أمه
- البعد الاجتماعي الناقص
- أللوراء نسير؟
- حين تعطس الصين
- جئنا من الباب ذاته
- الغرب يريدها ملوّنة في موسكو
- (بروفيلات) لعبدالرحمن منيف
- التاريخ المنسي
- لا لقاح للفقراء
- ترميم ما لا يُرمم
- عن عبدالناصر
- قيود مخملية
- الإغارة على ثقافات الشعوب
- الدولة العميقة .. المجتمع العميق
- فئات أربع من المثقفين
- نساء ضد النساء
- غسان كنفاني: رائحة رغيف طازج
- ثقافات لا ثقافة واحدة
- التفكير (الجديد) قديم أيضاً


المزيد.....




- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه
- في مثل هذا اليوم بدأت بي بي سي بثّها الإذاعي من غرفة صغيرة ف ...
- معالم الكويت.. صروح تمزج روح الحداثة وعبق التاريخ


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - المدينة في الرواية