أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - اكتشاف لقاح مضاد لإبليس!














المزيد.....

اكتشاف لقاح مضاد لإبليس!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6805 - 2021 / 2 / 3 - 08:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


حيث أن عشرات الآلاف من العلماء والباحثين في العالم كله جندوا امكانياتهم العلمية والبحثية والمعامل للبحث عن لقاحات للأمراض والأوبئة والفيروسات فقد تخيلت لبعض الوقت وأنا بين اليقظة والمنام الوصول إلى اكتشاف لقاح لم أعرف جنسيته؛ وهو مضاد للشيطان الذي لا نعرف كنهه، ولا المواد المركبة فيه، ولا مكانه في الإنسان!
اكتشاف رائع لم يحدث له مثيل منذ بدء الخليقة، ولو كان قد ظهر في حياة آدم وحواء لتجنبا أكل التفاحة الشهية!
نجحت الحملة الدولية للقضاء على إبليس، واحتاج الإنسان إلى ثلاثة لقاحات حتى تختفي تماما كل آثار الشيطان من جسده وعقله وقلبه!
وبعد فترة نقاهة قصيرة ظهر الإنسان في صورة جديدة تماما لم تخلو من مفارقات عجيبة، وتغيرت حياته وتشكل الخْلق من جديد!
ملل ورتابة وبطء أصاب الناس كلهم، واختفى التحدي، ولم يعد هناك فساد، ولا تجد من يُغضبك أو يثير سخريتك، أو من يتكاسل!
تذهب إلى العمل وتترك مسكنك مفتوحا، وتتوقف التعاملات التجارية فلا أحد يريد أن يربح بخسارة الآخر.
قسم الشرطة مليء بعاطلين عن العمل من الضباط وأفراد الأمن، وإذا احتجت لمساعدة فيأخذك ضابط الشرطة لبيته لتناول الغداء مع أسرته.
تتوقف عن شراء الطعام فالبائع يخشى أن يبيع لك بأكثر من ثمن البضاعة، وأنت تخشى أن تدفع له أقل من حقيقة السعر فيخسر!
المدارس لا يغادرها المُدرسون خوفا أن يكون هناك تلاميذ لم يستوعبوا الدروس، والدولة كلها ليس فيها تلميذ واحد في تجمعات دروس خصوصية.
الجيوش عاطلة عن العمل، والقادة العسكريون يعرفون أن الحروب اختفت من الدنيا، وكل الدول تشهد مغادرة المستعمرين عائدين لبلادهم، والمصارف تُغلق أبوابها لأن أرباحها وخسائرها أصفار متراصة.
لا أحد يصرخ أو يصيح أو يرتاد غُرز المخدرات، والمحاكم تكاد تتوقف عن العمل فلا أحد يشكو أحدًا، والمؤمنون بالأديان لا يفرّقون بين معابدهم ومعابد أتباع الأديان الأخرى، والقنوات التلفزيونية تتوقف عن الإرسال لعدم وجود معلنين يربحون من أكاذيب ما يعرضه الرأسماليون.
يزداد الملل ويبدأ التململ والسأم يتسلل إلى النفس فالناس تحتاج إلى إبليس فهو بوسوسته وشروره يُعطي للحياة نكهة، ويمنح الإنسان فرصة الشجار والاستغلال والانتقام والسرقة. القضاة في المحاكم لا يجدون جريمة واحدة تشغلهم، فيدعون الله أن يرسل إليهم الشيطان ليحرك الساكن الرتيب في حياتهم.
كل المساكن مفتوحة والعمارات بدون حُراس، والمرأة تدخل وتخرج ليلا أو نهارا فلا ينظر إليها رجل ولو نامت في الشارع في منتصف الليل فلا أحد يقترب منها.
معظم المتزوجين يقررون الانفصال والطلاق بعد أن أوجعتهم ضمائرهم مما فعلوه من وراء ظهور بعضهم، كذب وخيانة زوجية وكيد ونميمة!
الأطباء عاطلون عن العمل لأن الإنسان يمارس حياته الغذائية والرياضية بمقياس لا يطفف، فلا يمرض إلا باعتداء الطبيعة عليه.
أصحاب المكتبات ودور النشر يتخلصون من الكتب الدينية التي لا يحتاج إليها أحد، فالإنسان لا يخطيء ولا يتكاسل عن العبادة ، وقد يُصلي صباحا في مسجد وظهرا في كنيسة وفي العشاء يقضي أمسيته في معبد بوذي.
الجماعات المتطرفة تفكك نفسها، وتتخلص من أسلحتها، ولا يرى الأبيض غيره أسود أو أصفر أو يهوديا أو روهينجيا، والرئيس الكوري الشمالي يجلس بمفرده أمام بحيرة ليمان في جنيف، وزعماء العالم الثالث يبيعون قصورهم الفارهة وهم يبكون على ما فرطوا في حق شعوبهم.
في المحلات الكل صامتون؛ فالبائع يخشى أن يظلم المشتري، والمشتري يخاف أن يخسر البائع فيقفان صامتين!
أبواب السجون في العالم كله تُفتح تلقائيا ويخرج منها الأبرياء، أما الذين ارتكبوا مخالفات وتجاوزات وجرائم قبل أخذ جرعة اللقاح ضد إبليس فيرفضون الخروج قبل انتهاء فترة الحُكم القضائي.
كل الناس تمشي وهي تنظر في الأرض خجلا مما ارتكبت قبل اللقاح، والدموع تُغرق الشوارع فبنو آدم يجهشون بالبكاء على أخطائهم.
الزعماء والملوك والأمراء والرؤساء ورجال الدين والقضاة والمحامون والتجار وضباط الشرطة والسجانون يهيمون في الشوارع على غير هدي باحثين عن أناس ظلموهم، فيقبّلون أيديهم وأقدامهم معتذرين.
تزداد الحياة رتابة لأنها لون واحد، ويزداد الشوق للشيطان؛ فحتى الحب اختفى لأن إبليس لا يجد له مكانا بينهم فيتحَدْونه، ويتسامون بفضائلهم لأن الفضيلة في كل كائن حي.
قنوات مقارنة الأديان تغلق أبوابها، والفضائيات بكافة أنواعها لا تجد من يعمل بها، ونشرات الأخبار لم تعد تبث أكاذيبها بغياب إبليس، والوشاة يختفون، والأباطيل لم يعد لها وجود، ويحتار الإنسان في أهمية الصلاة فهو لم يرتكب أي خطأ فلا فائدة في طلب المغفرة والرحمة!
بعد سنوات من القضاء على الشيطان يقرر الإنسان قتل نفسه أو يذهب إلى العلماء والباحثين طالبا منهم محاولة اكتشاف لقاح جديد ومعاكس يعيد إليهم إبليس، في أي مكان.. العقل أو الجسد أو القلب أو الخيال؛ المهم أن يعود بوسوسته وشروره ومؤامراته لتبدأ من جديد حياة ابن آدم المثيرة للاهتمام والتحدي والكُفر والإيمان والقتل والعفو والكراهية والحب والديكتاتورية والثورة والسجان والسجين والغنى والفقر والعلم والجهل!
وبعد جهد مضني يكتشف العلماء ويتوصل الباحثون إلى لقاح يُطبّع الحياة مع الشياطين والملائكة، ويعود الإنسان إلى إنسانيته في خيرها وشرها!

طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 3 فبراير 2021



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذه الأسباب أكره التيارات الدينية!
- أبناؤنا المتآمرون.. ولاد الكلب!
- لهذا لن تتكرر ثورة 25 يناير!
- هل المسلمون مرضىَ بالدينِ أمْ الدينُ مريضٌ بالمسلمين!
- الشعبُ على دينِ رئيسِه!
- جرائم هذا الرجل!
- دعاء طائر الشمال لعام 2021!
- هل صحيح أن هناك كفارًا و.. مؤمنين؟
- غباء أنجيلا ميركل وذكاء السيسي!
- صناعة المُسلم الأفيوني!
- الحلُّ السعوديُ لأزماتــِنا!
- مبروك للمغفلين فالأموال عادتْ للصوص!
- طائر على طُرق كثيرة!
- تلك هي هزائمي!
- لكنهم لا يصدّقون أنَّ اللهَ أكبر!
- بورتـُريه للمسلم الحديث!
- أمراض.. أمراض.. أمراض!
- ماذا نكتب إذا فقد القاريءُ دهشة المعرفة؟
- معذرة، فليس لديَ وقتٌ أنْ أتعلم!
- التراشق بالمواعظ!


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - اكتشاف لقاح مضاد لإبليس!