3 - وَلَوْ .. عَلِمَ اللَّهُ !!

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 30 - 17:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الحلقة الثالثة : الأنفال 19 - 28

(19) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
1- المعنى فيه آراء :
A- الله يقول ( للمشركين) : لقد انتصر المسلمون عليكم ، فإن توقفتم عن الكفر فهو خير لكم ، وإن عدتم إلى قتال النبي والمؤمنين .. فسوف نعود وننصرهم عليكم ، ولن تحميكم كثرة عددكم
B - الله يقول (للمؤمنين) : لقد انتصرتم على المشركين ، فإن توقفتم عن أخذ الغنائم قبل الإذن فهو خير لكم ، وان عدتم إلى أخذها دون إذن .. عدنا إلى توبيخكم
الجامع لأحكام القرآن .. الطبري
2- السؤال :
A- وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ .. هل دخل الله في صراع مع البشر سواء كان الخطاب موجه للمشركين أو المؤمنين ؟
B- وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ .. ألا يعلم الله إن كانوا سيعودوا من عدمه ؟
C - ما حكمة تكرار إن 4 مرات ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. وأن الله

(20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ
1- المعنى : الله يأمر المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ، وينهاهم عن التخلي عنه وهم يسمعون البراهين على صدقه
فتح القدير .. الشوكاني
2- السؤال : هل الطاعة تكون لله فقط أم لله وللرسول ؟
3- التنويه :
A- النبي بنص 12 آية قرآنية مهمته الوحيدة إبلاغ الرسالة وليس له طاعة
B - الحديث عن الله ورسوله بضمير الغائب .. أَطِيعُوا اللَّهَ ورسوله

(21) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ
1- المعنى : ولا تكونوا كالمشركين أو المنافقين أو اليهود الذين يسمعون بآذانهم ولا يعملون بما يسمعون ، فهم كمن لا يسمع
فتح القدير .. الشوكاني

(22) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
1- المعنى : إن الاكثر شرّا ممن دبّ على وجه الأرض من خلق الله .. الصم البكم عن الحق فلا يسمعونه ولا يعقلونه
وهم .. نفر من بني عبدالدار ، كانوا يقولون نحن صُمٌّ بُكمٌ عُمي عمّا جاء به محمد ، فقُتلوا جميعاً بأُحد ولم يسلم منهم ( طبقا لابن عباس ) سوي مصعب بن عُمير ، وسويبط بن حرملة
معالم التنزيل .. البغوي
2- السؤال :
A- شَرَّ الدَّوَابِّ .. هل يوجد خير الدواب ؟
B- هل الله يسب البشر ويصفهم بِشَرَّ الدواب ( الحيوانات ) ؟
الدليل الأول قوله عن الانسان .. سيروا وامشوا ، ولم يقل ( دبوا )
قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا /الروم 42
فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا / الملك / 15
الدليل الثاني : أن الإنسان مذكر والدابة مؤنثة
وَمَا مِن دَآبَّةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا / هود 6


(23) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ
1- المعنى : ولو علم الله في المشركين خيراً لأسمعهم سماع يفهمون به الحق ، ولكنه يعلم أنه لو أسمعهم فسوف يعرضون عن سماع الحق عنادا وجحودا ( وقيل) إنهم قالوا للنبي .. أحيي لنا قصي ( شيخ مبارك ) ليشهد لك بالنبوة فنؤمن لك ، فقال الله .. ولو أحيا لهم قصياً وسمعوا كلامه لتولوا عنه وهم معرضون
معالم التنزيل .. البغوي
2- السؤال : ولو علم / لأسمعهم .. ألم يكن الله يعلم أنهم لا خير فيهم ؟
3- التنويه : الكلام عن الله بضمير الغائب .. ولو علم الله / لأسمعهم / ولو أسمعهم

(24) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
1- المعنى : استجيبوا أيها المؤمنون لله وللرسول بطاعة النبي إذا دعاكم إلى الإيمان فالاستجابة للرسول استجابة لله ، والله يحول بين المؤمن والكفر ، وبين الكافر والإيمان ، ومآلكم جميعا إليه في الآخرة
والدليل على وجوب طاعتهما :
A- دعا النبي سعيد بن المعلى وهو يصلي بالمسجد ، فلم يجبه و أكمل صلاته ، وبعد أن انتهى سأله النبي :
النبي : ما منعك أن تجيبني يا سعيد ؟
سعيد : كنت في الصلاة
النبي : ألم تسمع .. استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ؟
سعيد : نعم سمعت ولن أفعلها مرة أخري
B - دعا النبي أبي بن كعب وهو يصلي بالمسجد ، فلم يجبه وأكمل صلاته ، وبعد أن انتهى سأله النبي :
النبي : ما منعك يا أبي أن تجيبني يا أُبي؟
أبي : كنت في الصلاة
النبي : ألم تسمع .. استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ؟
أبي : نعم سمعت ولن أفعلها مرة أخري
لباب التأويل في معاني التنزيل .. الخازن
2- السؤال :
A- ما الدليل على صحة الروايتين ؟
B - إِذَا دَعَاكُمْ .. على من يعود الضمير في قوله ( دعاكم ) الله أم رسوله ؟
C - وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( أم ) وأنكم اليه تحشرون ؟
3- التنويه : الخطاب عن الله ورسوله بضمير الغائب .. لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ / إِذَا دَعَاكُمْ / أَنَّ اللَّهَ / يَحُولُ / وَأَنَّهُ / إِلَيْهِ

(25) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
1- القراءة : لا تصيبن : قرأها ، ابن مسعود ، وأُبيُّ بن كعب / لَتصيبنَّ .. بدون ألف
2 - سبب النزول : نزلت في أصحاب النبي ( وقيل ) في رجلين من قريش ( وقيل ) في علي بن أبي طالب ، عمار، طلحة ، والزبير ( وقيل ) في أهل بدر
3- المعنى : الله يحذر المؤمنين من الفتنة أي القتال بينهم لانها سوف تصيب الصالحين والطالحين
زاد المسير في علم التفسير .. ابن الجوزي
4 - السؤال : فيمن نزلت تلك الاية بالتحديد .. وما الدليل ؟
5- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. أن الله

(26) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
المعني : تذكروا يا مؤمنين وقت أن كنتم قلة مستضعفة في مكة تحت أيدي كفار قريش ، تخافون أن يأخذكم أعداؤكم بسبب قوتهم وضعفكم فآواكم الله بالمدينة ، وألّف بين قلوب المهاجرين والأنصار في غزوة بدر، ورزقكم الغنائم ، فاشكروا الله بعد أن نقلكم من الشدة للرخاء ، ومن القلة للكثرة ، ومن الضعف للقوة ، ومن الخوف للأمن ، ومن الفقر للغنى
ويصف قتادة العرب في حينه بأنهم : كانوا أذل الناس وأشقاهم ، وأجوعهم وأعراهم ، وأكثرهم ضلالا ، يؤكلون ولا يأكلون ، حتى جاء الإِسلام وجعلهم ملوكا على رقاب الناس .. فاشكروا الله على نعمه
الوسيط في تفسير القرآن الكريم .. محمد سيد طنطاوي
2- السؤال :
A- هل الله يخاطب المؤمنين مباشرة دون ذكر النبي ؟
B- أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ ( أم ) أنتم قلة مُسْتَضْعَفُونَ ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. فَآَوَاكُمْ / وَأَيَّدَكُمْ / بِنَصْرِهِ / وَرَزَقَكُمْ

(27) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
1- سبب النزول فيه رأيان :
A- جبريل أبلغ النبي بمكان أبا سفيان بن حرب أثناء عودته علي رأس قافلة محملة بالاموال والخيرات من الشام
النبي قال لأصحابه .. أخرجوا إلي القافلة واكتموا
أحد المنافقين أبلغ أبو سفيان بن حرب بخطة النبي للهجوم علي القافلة ، وقال له خذ حذرك .. فنزلت
B - النبي : حاصر يهود قريظة 21 ليلة كاملة
بني قريظة : طلبوا الصلح بنفس شروط صلح بني النضير ، على أن يرحلوا إلى الشام
النبي : رفض إلا إذا خضعوا لحكم سعد بن معاذ
بني قريظة : طلبوا من النبي أن يرسل لهم أبا لبابة بن عبد المنذر للتفاوض .. وكان صادقا معهم لأن عياله وماله عندهم
النبي : ارسل اليهم أبا لبابة بن عبد المنذر
بني قريظة : سألوا أبا لبابة .. هل نوافق على حكم سعد بن معاذ ؟
أبو لبابة : أشار بيده إلى رقبته بعلامة الذبح .. بمعنى لا تفعلوا لانه سوف يذبحكم
جبرائيل : أخبر النبي بما قاله أبو لبابة لبني قريظة
أبو لبابة : لم أتحرك من مكاني حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله .. فنزلت
لما نزلت الآية .. شدَّ أبولبابة نفسه على سارية من سواري المسجد
أبو لبابة : والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب الله عليَّ ، ومكث سبعة أيام بلا طعام حتي سقط
أصحابه : لقد تاب الله عليك يا أبا لبابة
أبو لبابة : والله لا أحل نفسي حتى يحلّني النبي
النبي : جاء وحلَّه بيده
أبا لبابة : تصدق بثلث ماله
2- المعنى: لا تخونوا الله بترك فرائضه ، ولا تخونوا الرسول بترك سننه ، وإذا خنتم الله ورسوله فقد خنتم أماناتكم وأنتم تعلمون ما في للخيانة من عقاب
مجمع البيان في تفسير القرآن .. الطبرسي
2- السؤال :
A- كيف علم ( أبو لبابة ) أن جبريل نقل خيانته للنبي؟
B - هل يمكن للبشر أن يخونوا الله وهو العليم بكل شيء ؟
3- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. الله والرسول

(28) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
1- المعنى : إعلموا أن أموالكم وأولادكم محنة تظهر اتباع أو تجنب النفس للهوى ، وان الله يثيب على الطاعة وترك المعاصي
التبيان الجامع لعلوم القرآن .. الطوسي
2- التنويه : الحديث عن الله بضمير الغائب .. و أن الله / عنده

الخلاصة : الخلاصة : أن الله مشارك في الأحداث زمانا ومكانا :
الله مع المؤمنين ، طالبهم بطاعته ، الاستجابة له ولرسوله ، نهاهم عن أن يكونوا كالمنافقين واليهود ، والا يتقاتلون بينهم ، نصرهم على المشركين في بدر ، رزقهم من الطيبات ، نهاهم عن خيانته ورسوله

المفترض أن الله أزلي قديم مطلق سرمدي لانهائي ، يخلق ، يحي ، ويميت ، يبعت ، يوحي .. لكنه لا يدخل في تفاصيل الأحداث البشرية الزمكانية على الأرض .. الأمر الذي ينفي عنه القدسية بل الالوهية إن شئنا الدقة


للمزيد : شاهد الفيديو التالي

https://www.youtube.com/watch?v=3O7VewvjdzA&t=19s

#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)       Ibrahim_Elgendy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات