المطلوب ليس البطاقة البايومترية فقط

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6793 - 2021 / 1 / 20 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن الذي يواجه التلاعب والتزوير في الانتخابات ليس البطاقة البايومترية وحدها وإنما توجد أبواب أخرى يمكن أن تؤثر على نزاهة الانتخابات المبكرة القادمة مثل انفلات السلاح والمال السياسي. عملية البطاقة البايومترية والمال السياسي تكون علامتها بوعي وإدراك المواطن في التعامل والنزاهة والحس الوطني هي التي تدفعه باختيار المرشح الذي تتجسد فيه الشعور والإحساس الوطني والإدراك الواعي في بناء وتطور المجتمع تتمحور باختيار الإنسان المناسب الذي يتمتع بالقيم والمؤهلات التي تودع فيه الثقة ونكران الذات وفي نفس الوقت إن المال السياسي تخدع وتسيطر على ضعاف النفوس حينما يبيع صوته لإنسان يلجأ إلى الرشوة والإغراء والغش في شراء الأصوات من الناخب وهي أيضاً عملية تدخل في باب التزوير .. هل الناخب الذي يبيع صوته إلى المرشح الذي لا يستحق أن يصبح نائب يدافع عن حقوق الشعب سوف يكون بعمله هذا يشكل خيانة للوطن وطعن واجحاف بحق الشعب ؟ ربما إن السنوات الماضية من الحكم الذي استمر سبعة عشر عاماً أفرزت الجوع والفقر والبطالة والفساد الإداري كانت عملية مقصودة وممنهجة من أجل أن يصبح البعض من أبناء الشعب نتيجة لتلك الظروف التعسة والمجحفة أن يصبحوا في حالة من انعدام الوعي والإدراك وفقدان الحس الوطني حتى يسهل عليه ويخضع لإغراء المال السياسي ويبيع صوته إلى المرشح الذي لا يستحق بجداره أن يصبح نائب عن الشعب. وفي كل الأحوال يستوجب على القوى الحية من أصحاب الحس الوطني والوعي والإدراك عمل ندوات للتوعية والتثقيف من أجل بث الوعي والإدراك في هذه الشريحة من المجتمع (إن عملية الندوات كنا نمارسها خلال الحكم الملكي المباد في الخمسينات من القرن الماضي في بث الوعي والتثقيف في الطبقات الفقيرة).
تبقى مشكلة (انفلات السلاح). إن هذه العملية لا يمكن معالجتها بالثقافة والوعي وإنما هي تعتمد على عملية العنف المسلح ولا يمكن معالجتها إلا من خلال الدولة .. إن المفروض بالدولة من أجل المحافظة على هيبتها أمام ممثلي الأمم المتحدة والسفراء الأجانب أن تفرض سلطتها وهيبتها من الآن الذي بدأ فيه السلاح المنفلت في ترويع وتخويف وإرهاب الناخبين والمرشحين يجب التصدي لهم (لأن العنف لا يحل إلا بالعنف) وكلما تتأخر الحلول والتصدي له سوف يكون قد غرز وعمق بالشعب اليأس والإحباط والعزوف عن المشاركة في الانتخابات. في الوقت الذي جعل السيد الكاظمي الانتخابات المبكرة المهمة المركزية لمشروع حكومته الانتقالية.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل