مديح الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 10:42
المحور:
الادب والفن
اعتذار...
حبيبتي
عُذراً، إذا عنكِ نأيتُ وإنْ
طالَ السفَر
عفوَكِ عنيَ إنْ أوقفَني البحَّارةُ أو
أُمنعُ جوَّاً وبرّ
إذا الطرقاتُ دونَكِ سُدَّتْ؛
فالنوى حكمُ القدر
عذرا إذا الواحدُ الصِرنا إذ اتَّحدْنا
لاثنينِ انشطر
لا يُصلِحُ الباكونَ صدْعاً ولا
كأساً بايدينا انكسر
دار الزمانُ الذي انخدعْنا بهِ
فبدَّلَ سعدَنا بكدَر
وبحرُ حبٍّ بهِ عُمْنا
شفَّهُ الجَزرُ، غاضَ، وانحسَر
كفِّي الدموعَ، يا... صغيرتي
حطَّمَ الحُسَّادُ قيثارتي
لم يُبقوا فيها من وتَر
أحلامُنا الجذلى سُرقتْ
أزهارُ حبٍّ أينعَتْ
زارَها الموتُ، وفي بابِنا انتظر
والأغنياتُ التي غنَّيتِها
أنغامُها قد بُدِّلتْ
ما أعذبَ ما غنَّيتِ لي في السَمَر
حتى بحِجرِكِ أغفو، وأحلمُ
بالجنةِ، الفردوسِ، وفي كفيَّ لا شيءَ
إلا حجَر
أحلمُ أنَّ مراكبَ العشاقِ تزفُّنا
والبحرُ يرقصُ والكائناتُ تغنِّي لنا
فيُفسدُ الحلمَ عذّالٌ، غجَر
معشوقتي...
لا تحزني، حبيبتي، تذكَّري
أنَّ النوى حكمُ القدَر
فالدهرُ ما أسعدَ يوماً عاشِقاً
ولا التقى بالشمسِ، في دورانِهِ؛ القمَر
يا...، اسمُك ما مِثلُه اسمٌ، تيقَّني
أنَّ متاريسَ قد منعتْ وصالَنا
وجناةَ ليلٍ، وحوشاً
نصَّبوا الحواجزَ بينَنا؛
لنْ يمنعوا الوصلَ ولنْ
تغتالَ أيدي الحاقدينَ ما بقلبيَ منقوشٌ
كنقشِ الحجَر
حبُّكِ منحوتٌ عليهِ
كنحتِ الحجَر...
الاثنين 4 - 1 - 2021
#مديح_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟