أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - من يذبح الكبش؟














المزيد.....

من يذبح الكبش؟


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 6769 - 2020 / 12 / 23 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تحدث المعجزة الاسماعيلية رغم ان السيد عادل عبدالمهدي ذكر المرجعية الدينية بها في بيان إستقالته (29 /تشرين2/2019) الذي تقدمته الآية الكريمة "يا أبت إفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) (الصافات/102) ومن الواضح ان بيان الاستقالة موجه الى المرجعية قبل تقديم الاستقالة لاحقا الى مجلس النواب، كان بيان عبدالمهدي يقول بوضوح ان المرجعية ساهمت بشكل او آخر في تكليفه برئاسة الوزراء وانه اعتبر خطبة المرجعية تحديدا وراء إقدامه على الإستقالة لكن الحقيقة المعروفة ان اطرافا شيعية أخرى كانت أيضاء وراء تكليف عبدالمهدي رغم ان المرجعية اقواها ولعل هذا الدعم هو ما دفع رئيس الجمهورية لإرتكاب المخالفة الدستورية الكبيرة بتجاهل "الكتلة الاكبر".
لقد قبل عبدالمهدي القيام بدور "كبش المحرقة" منذ البداية فهو لا يمتلك اي مبرر سياسي لتسنم المنصب وهو يعرف ان اي تسوية لتنصيب رئيس وزراء كانت عبارة عن صفقة تريد البيوتات النجفية الحاكمة من خلالها الحصول على وكيل سياسي (مقارب للوكيل الشرعي) ينفذ اوامرها ويحقق مصالح احزابها قبل ان تذهب التسوية الى البيوتات الكردية والسنية التي تريد شيئا يشبه ما تريده بيوتات النجف السياسية، وبهذه الطريقة أضعف الشيعة منصبهم الأكبر.
إسلوب "كبش المحرقة" متبع في السياسة والادارة للتخلص من الازمات وتحميل شخص بعينه المسؤولية عن كارثة ما وقد يكون هذا "التحميل" بقبول ورضا الشخص نفسه، واذا كان الاسلوب مقبولا كواقع حال فإن تحويل شاغل منصب "رئاسة مجلس الوزراء" الى "كبش" غير مقبول تماما فهو يعني ان القوى الحاكمة مستعدة ليس فقط للتضحية بالدولة وممثلها الاول وانما بكل المواطنين الذين يعيشون في هذه الدولة وسيكون رسالة الى كل القوى الخارجية بإن شاغل المنصب ليس الا قناعا لقوى غير رسمية تحكم البلاد.
لقد أسرفت القوى الشيعية في إضعاف منصبها الاول وبالتالي أضعفت دولتها، والحجج المتداولة عن شاركة الجميع في مسؤولية ادارة الدولة لن تصمد شعبيا ولا تاريخيا إذ سيقال دائما إنها "دولة الشيعة" او دولتهم بالدرجة الاولى على الاقل.
كان غضب البيوتات النجفية من رجالات حزب الدعوة هو ما دفعها لتنفيذ الانقلاب على الدستور عبر رئيس الجمهورية باهمال الكتلة الاكبر في تنصيب رئيس الوزراء وبالتالي نسف أهم وظيفة للبرلمان، وذلك بعدما وجدت هذه البيوتات ان رجال حزب الدعوة لا ينفذون ما تطلبه منهم بشكل كامل واستسلام تام نظرا لإنهم يعتبرون انفسهم ندا مساويا للبيوتات بفضل مقاعدهم البرلمانية ومن هنا جاءت بدعة " المسؤول المستقل" أي المجرد من أي قوة سياسية تسمح له بإتخاذ قرارات بعيدا عن مشورة وموافقة البيوتات وربما ضدها كما فعل المالكي تحديدا.
النتيجة القاتلة للانقلاب الدستوري هي إن أي عابر سبيل في أروقة السياسة والوظائف العليا صار يرى في نفسه مؤهلا لشغل منصب رئيس الوزراء، وخلافا للمناصب الكردية والسنية صار المنصب الشيعي الاكبر عرضة للاهتزازات والاطاحة وهو ما لن تنفع معه محاولات استعادة المشاعر الطائفية فمن يخدم البيوتات لن يتمكن من خدمة حتى ابناء الطائفة المخلصين فضلا عن بقية المواطنين.
لقد أدركت البيوتات النجفية المأزق متأخرة فإلتزمت الصمت او تحاول اعادة القوة للبرلمان والمسار الدستوري عبر التركيز على بناء كتلة أكبر مستقبلا، لكن هذا الادراك جاء متأخرا ومكلفا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاوض الكردي
- الصورة حلوة دائما
- خسائر الكاظمي والنظام
- عبث تشريعي
- العلمانية والدينية
- عقيدة القسوة
- العدالة المجنونة
- حوار حزيران
- عشرون شتاءً.. زمن الذاكرة العادية
- حكومة خير الأمور
- الركود وحياة المطار
- خلافات التحالف الوطني
- معركة الأحزاب
- فشل تشريعي
- 2532
- تسعيرة الداعية والمدرب
- نظام بطعم الفوضى
- غرور طائفي
- مذبحة مساء الاثنين
- رسالة واحدة مهمة


المزيد.....




- العثور على حطام طائرة نائب رئيس مالاوي المفقودة.. والكشف عن ...
- ماذا يتضمن الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة الذي وا ...
- الملك عبدالله يكشف قيمة المساعدات التي قدمها الأردن لغزة وال ...
- العرض العسكري لقوات أمن الحج في السعودية يثير تفاعلا.. ولقطة ...
- رئيس الوزراء الصيني يزور أستراليا
- من داخل محاكمة نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن
- ملك الأردن مفتتحا المؤتمرالدولي للاستجابة الإنسانية بغزة: نق ...
- زيلينسكي: تم تدمير 80% من توليد الطاقة الحرارية وثلث توليد ا ...
- قنابل موجهة فرنسية تفقد فاعليتها عند إطلاقها من -سو-25- الأو ...
- طائرات SJ-100 الروسية المجهزة بمكونات محلية تبدأ اختبارات ال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - من يذبح الكبش؟