أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - المفاوض الكردي














المزيد.....

المفاوض الكردي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 6731 - 2020 / 11 / 13 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعلل محمود المشهداني، رئيس البرلمان الاسبق، في حوار متلفز، سبب ميل الساسة السنة للاقتراب من ايران في السنوات الاخيرة بقوة المفاوض الايراني مقارنة بنظيره الامريكي ويحدد هذه القوة فيما معناه بمستوى التفويض فبينما يكون المفاوض الامريكي مجرد موظف يقترب من دور ساعي البريد يكون المفاوض الايراني قادرا على الاقتراح والموافقة على المقترحات والفرق يعود الى اختلافات مهمة في النظامين ومستوى فهمهما للواقع.
انتهج الحزبان الكرديان الكبيران في السنوات الاخيرة منهجا غريبا في اضعاف تمثيلهما السياسي والبرلماني في بغداد، تخلى الحزبان تقريبا عن اهم ممثليهم في المركز وربما عن جميع من قام بتمثيل الاقليم في المركز خلال السنوات الماضية، المرجح ان تعقيدات حزبية كانت وراء هذا المنهج لكن النتيجة كانت سيئة للجميع، فقد صار الاداء العام للنواب الكرد محصورا في الاغلب بالقضايا الكردية او ملفات العلاقة بين الاقليم والمركز، هذا السلوك الانعزالي يؤدي الى ان الاخرين لا يشعرون بوجودك او بأهمية هذا الوجود لتمرير مصالحهم او عرقلتها، وبالتالي يتخلى ممثلو الكرد عن دورهم التفاوضي، وهو اداء يومي في العراق، لصالح دورهم كمنفذين لقرارات الاقليم واحزابهم في عدد محدود جدا من القضايا وهم بذلك يغيبون اكثر من 60 مقعدا في البرلمان عن معظم القضايا.
ان انتظار النائب لتعليمات حزبه دون مبادرة يؤدي في النهاية الى اضرار فادحة كما حدث في قانون الاقتراض الذي اقترب من كونه قانون موازنة مصغر فرغم النقاشات المستمرة منذ اسابيع والتأجيل المستمر جاء النواب الكرد بلا مبادرات ولا تفاهمات قد لا تؤدي بالضرورة الى اقناع نظراؤهم العرب لكنها تخفف من حراجة المواجهة، وهؤلاء النواب الكرد ربما ايضا لم يوصلوا الصورة الحقيقية لقياداتهم الحزبية، الصورة التي تقول ان النائب الشيعي او السني لن يكون من السهل عليه القيام بحملته الانتخابية القريبة في منطقته وهو يبحث عن اي قشة للتمسك بها ويقدمها على انها منجز ونصر حتى لو كانت مجرد تسديد لرواتب شهرية وهو اصلا ليس اداء سياسيا ولا ذو قيمة انتخابية، بمعنى ان القوى الكردية لا تمتلك صورة كاملة عن الضيق الذي يعيشه حلفاؤهم وشركاؤهم ولم ينتبهوا الى كمية المقدسات السياسية التي تعرضت للاهانة خلال الاشهر الماضية في الوسط والجنوب ولا مقدار العنف الانتخابي المتوقع هناك.
المفاوض القوي والخبير ليس ذلك الذي يقنع الطرف الآخر بما يريده فقط بل هوالذي يمتلك من الخبرة وحسن التقدير وقوة الشخصية بما يؤهله لينقل الواقع الى زعيمه السياسي او مسؤوله الحزبي وله القدرة على ابتكار بدائل، وكل هذه الصفات والخبرات لاتظهر فجأة بل عبر سنوات من العمل والخبرة في حين ذهب الحزبان الكرديان الى عكس ذلك تماما ظنا منهما ان جميع التفاصيل السياسية في العراق يمكن التعامل معها عبر اتفاقات القيادات الكبرى.
مازالت القيادات الكردية تظن ان الزعماء الشيعة تحديدا يتمتعون بنفس قوتهم السابقة وان النواب العاديين يسمعون وينفذون، وهو خلاف الواقع تماما، وفي ازمة خانقة كالتي يمر بها العراق يبحث اي سياسي عن اختلاق نصر وهمي ليقول لجمهوره انه "هزم خصما" لعل غضب الجمهور يتوجه الى الخصم الوهمي بدل النائب وحزبه.
عمليا، نحن نقترب من نهاية الدورة البرلمانية لذلك على القيادات الكردية اختيار مرشحين قادرين على الخوض في كل شأن عراقي وتقديم مبادرات ومخولين باعلان مقترحات، وان تتجاوز قيادة الاقليم فكرة الاعتماد على اتفاقات سياسية مع زعامات تعيش على حافة الهاوية حرفيا والتقدم لاقناع المواطنين العراقيين العاديين بطروحاتها، فهؤلاء صاروا قادرين على فرض انفسهم مهما تم التقليل من شأنهم، والاهم ان تقدم قيادة الاقليم مبادرات تتجاوز العراك التلفزيوني لحل المشاكل ليس مع الحكومة الاتحادية فقط بل وفي داخل الاقليم أيضا آخذين في نظر الاعتبار ان ايام البحبوحة المالية في العراق انتهت وان صفقة لتنصيب رئيس حكومة عراقية مقرب للحزبينالكردين لا يعني بالضرورة نافعا للاقليم.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة حلوة دائما
- خسائر الكاظمي والنظام
- عبث تشريعي
- العلمانية والدينية
- عقيدة القسوة
- العدالة المجنونة
- حوار حزيران
- عشرون شتاءً.. زمن الذاكرة العادية
- حكومة خير الأمور
- الركود وحياة المطار
- خلافات التحالف الوطني
- معركة الأحزاب
- فشل تشريعي
- 2532
- تسعيرة الداعية والمدرب
- نظام بطعم الفوضى
- غرور طائفي
- مذبحة مساء الاثنين
- رسالة واحدة مهمة
- هواتف بايدن والصمت الامريكي


المزيد.....




- شبيه جيف بيزوس يسرق الأضواء في شوارع البندقية.. قبل زفاف الم ...
- سان جورجيو ماجوري.. الجزيرة الساحرة التي اختارها بيزوس ليومه ...
- إسرائيل ترصد صاروخا من اليمن والمتحدث باسم قوات الحوثي يعلق ...
- إيران تُشيع قتلى الحرب مع إسرائيل بموكب جنائزي ضخم في قلب طه ...
- توجه لحظر حركة -فلسطين أكشن- في بريطانيا، فماذا نعرف عنها؟
- مجلس الشيوخ يجهض مساعي الديمقراطيين لتقليل صلاحيات ترامب في ...
- خلف ستار الهجمات الإسرائيلية على إيران: كيف أعد جواسيس الموس ...
- تشيع رسمي وشعبي في إيران لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ف ...
- وزير الخارجية الإيراني يندد بـ-النوايا الخبيثة- لمدير الوكال ...
- ترامب يرى أن وقف إطلاق النار في غزة بات -وشيكا-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - المفاوض الكردي