أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الجبوري - هل من سبيل للقضاء على الفساد ؟














المزيد.....

هل من سبيل للقضاء على الفساد ؟


طارق الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 6763 - 2020 / 12 / 17 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال يبدو ساذجا في ضوء تغول احزاب الفساد واحكام قبضتها على ادق مفاصل العملية السياسية التي ولدت مشلولة بفعل اعتماد مبدأ المحاصصة الذي كان اللبنة التي شيد عليها الفاسدون صروح امبراطورية فساد غريبة لم يشهد لها العالم مثيلا . ومع ذلك فان السؤال يبقى مشروعا وضروريا بعد مسلسل الازمات التي نعيشها واخرها وليس اخرها الازمة المالية وما رافقها من تأخير صرف رواتب الموظفين وارتفاع سعر شراء الدولار مقابل الدينار .. ازمة مالية خانقة لايمكن عزلها عن الواقع السياسي الهش والفوضوي الذي لابد ان ينعكس سلبا على الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية .. ومن هنا فان اي حديث عن محاربة الفساد يكون محض هراء ومجرد انشاء وكلام مضلل للاستهلاك المحلي اذا لم يكون حديثا صريحا وشجاعاُ يأتي على راس العلة ويشخص حقيقة الاسباب المرتبطة بهيكلية النظام السياسي المحاصصاتي واحزاب جعلت من السلطة الغاية والوسيلة لتحقيق مأربها ، لذلك فانها لاتتورع عن استخدام اخس الاساليب واكثرها وحشية للمحافظة على مواقعها السلطوية وما تحققه لها من غنائم خيالية .. لذلك فان مظاهر الفساد في عراق ما بعد الاحتلال بقيت تكبر وتتضخم كدليل على عدم جدية السلطات في محاربتها بل وحتى للحد منها .. فساد مشرعن ومحمي بمظلات سياسية وزعامات تقاسمت ثروات العراق المالية والعينية من ثروات نفطية ومعادن ..وهكذا فرخ الفساد طبقة سياسية اثرت على حساب جوع وفقر الملايين من المواطنين وحرمانهم من ابسط الخدمات التي دفعت الشباب الواعي للقيام بانتفاضة شعبية واسعة من اجل انقاذ الوطن مما هو فيه في تشرين من عام 2019 قفزت بشعاراتها على القضايا المطلبية لانها ،اي الانتفاضة وشبابها ، ادركت بانه من دون استعادة الوطن من الفاسدين لايمكن تحقيق تطلعات المواطنين بحياة حرة كريمة تسودها العدالة والمساواة خالية من الظلم والاستغلال .. لقد اثبتت السنوات السبع عشرة الماضية ،وبما لايقبل اي مجال للشك بان الفساد ظاهرة مرتبطة باحزاب السلطة التي تعمدت تدمير العراق ، وان مصير كل الاجراءات الترقيعية والسطحية الفشل ولا تعدو ان تكون محاولات لتخدير الجماهير وتأخير فرص النهوض بواقعها المزري .ومن الوهم التعويل على ممارسات احزاب تحكمت بمقدرات الوطن منذ اكثر من سبعة عشر عاما فكان منها النواب والوزراء والمديرين العامين وبقية المناصب ومواقع المسؤولية ، غير انها لم تقدم لنا سوى الوعود والتصريحات الجوفاء بوضع حد للفساد الذي تمارسه علنا من وباغطية متنوعة ما عادت تنطلي على المواطنين الذين اكتوا من ممارساتها .
ان تجربتنا ومنذ الاحتلال الى اليوم اكدت انه من دون تغيير شامل يضع حد للمحاصصة التي رسختها الاحزاب الاسلاموية لا يمكن وضع حد للفساد الذي نخر كل مؤسسات الدولة من دون استثناء وهذا يحتاج الى ارادة وطنية شجاعة وايمان بالشعب وحقوقه وهو ما تفتقده احزاب السلطة .. لذلك فان الامل معقود على التيارات الوطنية لتنهض بمسؤولياتها وتنظيم صفوفها ومغادرة حالة التشتت لمحاربة الفساد بدءُ بالفساد السياسي المحاصصاتي من هنا يمكن القول اننا بدأنا الخطوة الاولى لمحاربة الفساد وتطهير العراق من حيتانه .



#طارق_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حريتنا المسلوبة وواقعنا المرير
- العلمانية تطهير للدين
- مالذي حققته ثورة تشرين السلمية ؟!
- ازمة السكن وافكار اوليه قابلة للنقاش
- هل يمكن ان تحقق الانتخابات التغيير المنشود ؟!
- ازمة وطن !
- قريبا من العقلانية بعيدا عن التطرف .. لنكن مسلمين حقيقيين
- متى يطالب الشعب بحقوقه المسلوبة ؟!
- احزاب ام دكاكين !
- هل اضحت افكار اليس بالية ؟!ا
- جبل احد رمز وعهد وفاء
- قانون الانتخابات الجديد وصديقي ياسين
- في الاول من تشرين .. موعد مع العراق
- من بيروت الى اوطاننا المنكوبة .. جرحنا واحد
- هل هنالك ارادة شعبية فاعلة في اوطاننا ؟!
- محاولة تشويه ثورة الرابع عشر من تموز .. لصالح من ؟!
- عالم ما بعد كورونا .. كيف سيكون ؟!
- هل من عودة لليسار ؟
- في عيد العمال .. مطلوب مراجعة شاملة !
- سياسيون ام سراق نفعيون !


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الجبوري - هل من سبيل للقضاء على الفساد ؟