أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - دولة البصرة ودولة الموصل














المزيد.....

دولة البصرة ودولة الموصل


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 23:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن قسما لا بأس به من أهل الجنوب والوسط من الشيعة كان قد إستهواهم فعلا خطاب (المظلومية الشيعية) الذي تبنته قوى تابعة لإيران مثل حزب الدعوة والمجلس الإسلامي بقيادة آل الحكيم, وشهدت تلك الدعوة رواجا, خاصة بعد أن قام الجيش بقيادة حسين كامل (فريق ركن دمج) بقصف حضرة الإمام الحسين المقدسة عند الشيعة وذلك بعد ما سمي بـ (الإنتفاضة الشعبانية) أو (صفحة الردة والخيانة) وصار هناك إيمان لدى الكثيرين بأن الشيعة بشكل عام مضطهدون من قبل الأنظمة في العراق ومبعدون عن الحكم. وقد ذهب عبدالعزيز الحكيم تأسيسا على هذه الثقافة (المظلومية الشيعية) للدعوة إلى تأسيس إقليم الجنوب وتقسيم بغداد إلى مدينتين واحدة للشيعة وأخرى للسنة.

أما الحديث عن إقليم البصرة ودولة أو جمهورية أو مملكة البصرة فكان له أيضا نصيب الأسد. وحتى إلى وقت قريب إتجه بعض البصريين إلى تجديد دعوتهم لتأسيس دولة البصرة أو فدراليتها مؤكدين على أن 70% من واردات العراق إنما تأتي من البصرة وهي, أي البصرة, تملك فعليا مقومات الدولة خاصة إذا تحدثنا عن جغرافيتها وتاريخها العميق وجاهزيتها الإقتصادية.

وسط كل تلك الأجواء ومنذ الأيام الأولى لإرتفاع تلك الأصوات الإنفصالية وقف عدد لا بأس به من المثقفين (الشيعة بشكل خاص) ضد تلك الدعوات مؤكدين على أن الحل (للمظلومية الشيعية) إن وجدت هو أن نكون عراقيين في دولة يتساوى فيها الجميع أمام القانون, وإن كل مشاهد الماضي التقسيمية, سواءً على مستوى المجتمع أو على مستوى الدولة, يجب أن تُراجع لتوضع في خدمة العراق الواحد الذي يتساوى فيه الجميع تحت ظل نظام ديمقراطي علماني.

ولنعترف أن الموصل قد تعرضت قبل وبعد إحتلال داعش, وأيضا من خلال الطريقة التي تم بواسطتها طرد داعش منها, إلى ظلم لا يوصف. وهذا الظلم لم يتوقف على القتل والتهجير وسعة الدمار الذي تعرضت له الموصل وإنما أيضا إلى واقع الإستهانة بأهلها, وحتى في الرغبة للإنتقام منهم, وخاصة بعد العنوان الذي رفعه المالكي والذي قال فيه (ما زالت الحرب قائمة بين جيش الحسين وجيش يزيد).

لكن كثيرا من مثقفي شيعة العراق لم يقبلوا أبدا بما جرى للمناطق الغربية ولمدينة الموصل العزيزة بشكل خاص, وقبلها الأنبار وصلاح الدين. وكنتُ ممن نذر قلمه وقتها لكي يؤكد على أن الظلم لا يُحَلّ بالظلم, وأن رد الفعل على الفعل الطائفي يجب أن لا يكون طائفيا, وأن (العرقنة) هي التي بإمكانها أن تحل مشاكل العراق التجزيئية على أي مستوى كانت. وكان من ضمن ما قلته حين عُرِض علي الدخول في مشروع دولة البصرة : لو أن الدول تقوم على أساس الإقتصاد لوحده لما ظلت دولة واحدة في العالم دون أن تنشطر إلى دول متعددة.

حكاية دولة الموصل أو إلتحاق الموصل بتركيا شبيهة تماما من حيث الوقائع والعوامل التي يتأسس عليها المشروع ومن حيث الأمنيات والحلول بتلك التي تدعو إلى قيام دولة البصرة, فالأخيرة أيضا كان تتسع حدودها في زمن الدولة العثمانية لتشمل معظم دول الخليج, كما أن مشروع مملكة البصرة بقيادة الشيخ (الملك) طالب النقيب لم يجف حبره بعد.

كلاهما الموصل والبصرة كانت قد تعرضتا إلى ظلم كبير, وسأقولها دون تردد أن الظلم الذي تعرضت له الموصل كان كبيرا جدا ومؤلما جدا وبالمستوى الذي يدعونا إلى إلى تفهم مشاعر الداعين إلى حل مجزٍ لهذه المدينة الصامدة, لكنه بكل تأكيد لن يدعونا إلى التعاطف مع الثقافة التي تدعو إلى إنفصالها عن العراق وذلك حرصا على الموصل الحبيبة نفسها وليس من واقع ملهاة تعويم حقوقها بقارب (الوطنية التجريدية).

وأجد أن التعامل مع (المظلومية الموصلية) يجب أن لا يأتي على طريقة أصحاب (المظلومية الشيعية), فما من مدينة عراقية إلا وشملتها حكاية (المظلوميات) الأمر الذي يلزمنا بالتمسك بحل العراق الواحد الخالي من الطائفية والطائفيين ومن العنصرية والعنصريين.

إن نسبة كبيرة من العراقيين يتحدثون عن المظلومية التي تعرضوا لها سواء كانوا سنة أو شيعة, مسلمون أو مسيحيون أو يهود أو صابئة أو ربوبيون أو بلا, ومن مختلف الأعراق, بما يعني أن العراقيين جميعا كانوا قد تعرضوا إلى مظلوميات وإن تفاوتت من حيث المستوى وتمايزت من حيث الحدة.

وحينما أثيرت بعد الإحتلال قضية فدرالية الجنوب فإن عراقي المناطق الغربية والموصل ومعهم أيضا كثيرا من الشيعة أنفسهم قد وجهوا لأصحاب تلك الدعوة تهما خطيرة وصلت إلى حد الخيانة.

لقد ظل العراق منذ إنهيار دولة العباسيين يتنقل من واقع مزري إلى واقع مخزي, وقد مرت عليه وهو في وضعه ذاك قرون وقرون إلى أن تأسست دولته الحديثة برئاسة المرحوم الملك فيصل الأول التي لم يكتب لها الإستمرار.
ولو أن العراقيين طالبوا بدولة تبعا لكل مظلومية لما بقيت قرية عراقية على حالها دون أن تكون دولة لحالها.
أما النظام الحالي الطائفي الفاسد والعميل فمكتوب أن لا يبقى, وإن هذا المكتوب لا يقاس بعمر الأفراد وإنما بعمر الشعوب, فإن تأخر الحل ولم يره جيلنا فسيراه الجيل الذي يلي.
وإن غدا لناظره, حتى وإن كان بعيدا بعمر الأفراد, إلا أنه سيكون قريبا بعمر الشعوب.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفع الإصبع الوسط في وجه الحاكم الغلط.
- حينما تذكرت الجلبي.
- العزيزان : عزيز السيد جاسم وطارق عزيز (2)
- العزيزان : عزيز السيد جاسم وطارق عزيز (1)
- شيطنة العدو .. بين تعنت الإيديولوجيا ومستحقات السياسة
- إنقلاب تموز عام 1968 ومشاركة عبدالرزاق النايف*
- 17 – 30 تموز ... (1)
- وقد يتعدد الجلادون وتختلف الأسواط لكن المجلود واحد
- ترامب أيضا لا يريد أن ينطيها
- ما هكذا يكتب التاريخ*.. عن العراق الملكي وهل كان طائفيا
- حرب السبعينات بين النجف وكربلاء (4)*
- العراق بين بكائيتين
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد .. (3)*
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد (2)*
- بضعة أفكار عن قضية الإعتراف الإماراتي بإسرائيل.
- المشكلة العراقية والمشكلة اللبنانية
- قلبي مع الموصل كما هو مع بيروت
- كابوسي البيروتي الذي تحقق
- أيها العقابي إذهب أنت وأعتذر أما أنا فلن أفعل ذلك
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد*


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - دولة البصرة ودولة الموصل