أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - وقد يتعدد الجلادون وتختلف الأسواط لكن المجلود واحد














المزيد.....

وقد يتعدد الجلادون وتختلف الأسواط لكن المجلود واحد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6696 - 2020 / 10 / 6 - 17:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إتهمني أحد أصحابي بتهمة الإنحياز للشيعة إلى حد التطَّيف (مشتقة من الطائفي) لأنني أركز في أغلب مقالاتي على فضح ونقد وتعرية الطائفية في المحيط الشيعي, ودون أن أعطي نفس الإهتمام لتعرية الطائفية وأصحابها على الجانب السني (طبعا النصف الثاني من الإتهام غير صحيح) لأن المعروف هو إنني لا أتردد عن نقد الظواهر المرضية التي ينتجها التمذهب السني وخاصة مدارسه التكفيرية التي أنتجت لنا القاعدة وداعش, أو حتى (المعتدلة !) التي أنتجت لنا تنظيمات الأخوان المسلمين والذين هم الأصل في إنتاج العديد من المنظمات التكفيرية والإرهابية.
صاحبي هذا كان ذكيا بلا شك لإيمانه أن نقد الحالة الطائفية المرضية في المحيط الشيعي يعني بالنتيجة العمل من أجل تخليص الشيعة من كل تداعيات هذه الظاهرة المرضية, في حين أن حرمان السنة من نقدٍ بهذا الإتجاه يعني بالنتيجة حرمانهم من التشخيصات والمعالجات الشافية لهذا المرض القاتل والخبيث, ولذا صار إعتقاده أن توجها كهذا يكشف بالنتيجة عن حالة (تفضيل طائفية) للشيعة على السنة.
ولقد كان هذا بالضبط هو عكس ما أفتى به أحد (الفهيمة) حينا قام بإدراج إسمي (مشكوراً) ضمن قائمة إحتوت أسماءً لشخصيات وطنية رائدة من الشيعة كان منهم الدكتور كاظم حبيب والأستاذين رشيد الخيون وصديقي العزيز ضياء الشكرجي, متهمنا جميعا بأننا نعاني من (الدونية) ومن (الإخصاء الفكري) بسبب طول خضوعنا لـ (أسيادنا السنة) وكثرة مسحنا لأكتافهم.
ولأنه كما يبدو بارع في (علوم الخصونة والإخصاء) فهو لم يتركنا دون تفسير موضحا أن مرض (الإخصاء والدونية) يصيب صاحبه بسبب شعوره بالنقص إتجاه الآخر وتكون أبرز أعراضه الترفع على أبناء (الجلدة) وحتى تقريعهم وشتمهم. ويبدو أن واحدة من الأسباب التي دفعت صاحبنا إلى التبحر في علم الدونية والأخصاء هو قولي في إحدى مقالاتي الأخير أن النظام الملكي العراقي (لم يكن طائفي النهج وإن لم يكن يخلو من الطائفيين).
وربما لن تفوت القارئ الكريم فرصة إكتشاف طبيعة الهلوسات الطائفية التي يعاني منها هذا الأستاذ الجامعي المحترم حينما لا يعطي أدنى فرصة لإحتمال أن تكون حالتنا (المرضية) ناشئة من تمرد ثقافي ضد الخطاب الطائفي (لطائفي طائفتنا).
كما يمكن للقارئ نفسه أن يكتشف بشكل سريع وجلي حقيقة المخلوق الطائفي داخل جِلْد هذا الأستاذ الجامعي الذي يتحدث بمنطق (الخروج على أبناء الجلدة) ولا يعطي فرصة إلى أن يكون منشأ هذا التوجه النقدي هو بالأساس وطني وإنساني : وطني رافض لنظرية (المكونات) القبيحة لبناء الدولة لأنها في حقيقتها نظرية لتفليش الدولة وليس لبنائها, أما الإنساني فهو الذي يستهدف إخراج الشيعة من جحيم عصابات (أبناء الجلدة) لجعلهم أقوى في مواجهة عصابات أبناء الجلود الأخرى.
على عكس ما كتبه (الأستاذ الشيعي من أبناء جلدتي) فإن أخي وصديقي (السني) الدكتور محمد القيسي يكتب المداخلة التالية (ليتنا كنا طائفيين في "حواضننا" كما انت في "حاضنتك" وحسب هذه الرؤية الفريدة سنكون قد تجاوزنا المستحيل حين نرفع الشأن الانساني لحواضننا الى عليائه ونردم كل تفاهات الماضي في سراديب الظلام مع مروجيها ومن يقتات على نفاياتها على حساب طائفته, فأنعم بك من ذلك الطائفي النجيب الذي يبني ركن طائفته لتستقيم مع بناة أركان البيت الكبير).
والدكتور القيسي من خلال أمنيته هذه يشخص واقعا قائما وعلى درجة كبيرة من الأهمية وهو أن مساهمات الكتاب من الطائفة السنية لفضح الحالة الطائفية السنية هي ضرورية ومهمة بنفس أهميتها على الجانب الشيعي, لكن ملاحظاته تقول, ولا تشي فقط, بان هذه الممارسة غائبة أو لا تقارن بما يقوم به الكتاب والمفكرين من (الشيعة), وهذا الأمر بالنتيجة كما هو واضح يؤدي إلى ضررين, خاص وعام, فأما الخاص منهما فهو حرمان السنة, البشر, من الجهود التي تخلصهم من أعداء الداخل, أي من الطائفيين السنة, وأما العام فهو الضرر الذي يلحق بالوطن الجامع والذي يعود ثانية ليصيبهم كطائفة.
ثم إني كنت قد أكدت في أكثر من مقالة إن خصومتي الشديدة مع الطائفية الشيعية لا تعني بأي مستوى تعاطفي مع (الطائفية السنية) لأني أعتقد ان خروج الشيعة من طائفيتهم يمثل الخطوة الأولى على طريق خروجهم من حالة الطائفة إلى حالة الدولة الوطنية, ولعلهم من هذا المنطلق سوف يكونوا قادرين بشكل أفضل على الإندماج في الحالة الوطنية العراقية ودحر الطائفية المضادة. وأجزم أن كل دعوة تتبنى خلاف ذلك ستصب في صالح الضد الطائفي ولن تصب في صالح الشيعة كبشر وكمواطنين.
وعن نفسي فقد جابهت كما آخرين مواقف طائفية لكن ذلك لم يدفعني مطلقا إلى تأسيس ثقافة أو سلوك طائفي ضِد. وأرى أن هذه العملية, أي الخروج على (طائفية الطائفة), هي التي تزعج الطائفي الضد الذي يعيش كثيرا على تخلف الشيعة وعلى تمسكهم بطائفيتهم. وخلافها فإن خطر الإنحراف والوقوع في مستنقع دولة المكونات المتخلفة والفاسدة والعميلة يظل هو القاعدة وليس الإستثناء.
إن خروج الشيعة والسنة من مساحة الطائفية والطائفية الضد هي الخطوة الأولى على طريق بناء وطن غير طائفي. وأجزم أن هذا الهدف السامي يتطلب خطابا هادئا وغير متشنج ولغة لا تعتمد الإثارة الشتائمية الرخيصة كتلك التي إعتمدت عليها مقالة ذلك المتبحر في علم (الإخصاء) والذي لا يدري أنه بثقافة من هذا النوع إنما يجلد أبناء طائفته ويجلد وطنه بنفس السوط.
وقد يتعدد الجلادون وتختلف الأسواط لكن المجلود واحد وهو العراق.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب أيضا لا يريد أن ينطيها
- ما هكذا يكتب التاريخ*.. عن العراق الملكي وهل كان طائفيا
- حرب السبعينات بين النجف وكربلاء (4)*
- العراق بين بكائيتين
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد .. (3)*
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد (2)*
- بضعة أفكار عن قضية الإعتراف الإماراتي بإسرائيل.
- المشكلة العراقية والمشكلة اللبنانية
- قلبي مع الموصل كما هو مع بيروت
- كابوسي البيروتي الذي تحقق
- أيها العقابي إذهب أنت وأعتذر أما أنا فلن أفعل ذلك
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد*
- شيعة العراق .. النزوح من دولة الكيان إلى كيان الدولة*.
- شيعة العراق وشيعة إيران .. ضغط الموروث التاريخي*
- شيعة العراق ومتغيرات ما بعد إنهيار الدولة العثمانية*
- دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (4)
- الصدر بين دكتاتوريتين*
- دور السيد محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية ...
- دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (1)
- قضاء وفضاء .. والنقطة الساقطة


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - وقد يتعدد الجلادون وتختلف الأسواط لكن المجلود واحد