أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - المشكلة العراقية والمشكلة اللبنانية














المزيد.....

المشكلة العراقية والمشكلة اللبنانية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6643 - 2020 / 8 / 11 - 20:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المشكلة العراقية الحالية باتت مشابهة كثيرا للمشكلة اللبنانية, ولذلك فإن إهتمامنا بالحالة اللبنانية لا ينطلق من محبتنا للبنان وشعبها فقط وإنما أيضا لأن الحديث عنها بات في الكثير من مستوياته شديد التشابه مع الحديث عن العراق.
إنهما, لبنان والعراق, يبدوان مثل (لا دولة) وهي تنظر إلى صورتها في المرآة.
في الحالة العراقية, فيما لو وافقنا على وجود حالة إضطهاد طائفية حقيقية ضد الشيعة من قبل الأنظمة العراقية المتعاقبة على الدولة العراقية منذ تأسيسها, فإن الحل (الشيعي) لتلك المشكلة كان يجب ان لا يأتي كردة فعل معاكسة, وإنما وجب أن يكون الحل للمشكلة العراقية علمانيا ديمقراطيا بالطريقة التي تشترط فصل الدين عن الدولة ومنع تأسيس الأحزاب على اساس ديني, أو تلك التي لا تقر أوتطبق الديمقراطية في حياتها الداخلية الحزبية, ذلك أن فاقد الشي لا يعطيه.
ورغم التشابه في المشكلتين, اللبنانية والعراقية, إلا أن ما يجب تذكره أن النظام الميليشياوي في لبنان كان من صنع الكثيرين ما عدا الشيعة, أي إن الشيعة من خلال ميليشيا حزب الله جاءوا في الأخير, وبالتالي فإن حالتهم الميليشياوية جاءت في بعض تمظهراتها متأخرة, وكخطوة في سياق إلتحقت به لكنها لم تشارك بتأسيه. وحتى مع منظمة (أمل) بقيادة نبيه بري فقد كان الوجود الشيعي من خلالها قد عبّرعن نفسه سياسيا وليس ميليشياويا. وما يجب أن نسترجعه أيضا أن الجنوب (الشيعي) كان يعتبر الجزء الأفقر من لبنان.
مع العراق كانت الحالة الميليشياوية الشيعية هي السباقة, فرغم أن الساحة السنية أنتجت تمظهراتها الميليشاوية مثل القاعدة وبعدها داعش, غير أنه على الصعيد الشيعي جاء تأسيس المجلس الإسلامي بقيادة محمد باقر الحكيم, وقيادته لميليشيا حاربت العراق مع الجيش الإيراني, سَبّاقا لكل الأشكال الميليشياوية الأخرى التي تكاثرت بعد ذلك على الطريقة الأميبية. وقامت إيران بعد تأسيس الدولة الإسلامية الخمينية بدورها لتأجيج الحروب الطائفية في المنطقة, وأولها تلك التي دارت مع العراق.
صحيح أن السعودية كانت قد إتجهت في البداية لدعم الحركات الأصولية الإسلامية, وخاصة في الحرب ضد السوفيت في أفغانستان, وسعت في بدايتها إلى توسيع رقعة الإمتدادات الوهابية, غير أنها سرعان ما إكتشفت ان حافر البئر قد يقع فيه, وإن الإسلام السياسي بكافة تجلياته لا يخدم السلطة التي تتمحور ذاتها حول نظام العائلة أو العشيرة السعودية نفسها.
وإن من المهم لنا أن نتذكر أن تأسيس الأحزاب الميليشياوية الشيعية بعد الإحتلال عام 2003 جاء بإيعاز وتوجيه ودعم من إيران ذاتها للهيمنة على العراق أولا ولإستخدام الشيعة العراقيين في حروبها الإقليمية الأخرى ثانيا, في حين أن حزب الله كان قد تأسس للقتال ضد إسرائيل, لكن سرعان ما ظهر أنه جزء من المشروع الإيراني في المنطقة.
إن المشكلة اللبنانية صارت تشبه إلى حد بعيد القضية العراقية, ليس في إطاراتها المبدئية فقط وإنما حتى على مستوى الكثير من التفاصيل, وأجزم أن حلا إستراتيجيا للقضية اللبنانية سيكون إلى حد بعيد مشابها لذلك الذي نرجوه للقضية العراقية.
هذا الحل يبدأ من خلال التأكيد على أن كل تنظيم ميليشياوي في مرحلة بناء الدولة هو تنظيم إرهابي لأنه موجه بكل تأكيد لتعطيل بناء الدولة أو لكبح تقدمها وإبقاءها رحما للفساد وتأجيج الحروب.
لقد قاتل حزب الله ضد إسرائيل ولكنه قاتل أيضا ضد الدولة اللبنانية. أعرف أن الدولة اللبنانية قبل حزب الله لم تكن فاضلة, لكنها على الأقل كانت دولة, أما الآن, وبوجود حزب الله وثلثه المعطل على صعيد نيابي, ووجوده الميليشياوي على الصعيد الشارعي فقد تحولت الدولة اللبنانية الطائفية الأوليغارشية إلى (لا دولة). وأما الحل في إعتقادي فهو الشروع لإعادة تكوين الدولة اللبنانية من جديد, ومثلها إعادة تكوين الدولة العراقية.
ولا أجد غير النظام العلماني الوطني الديمقراطي حلا لمشكلة (اللادولتين) وهو حل يبدأ برفض الطائفيه الدينية والمذهبية والقومية رفضا قاطعا.
أدري أن حلا بهذا الإتجاه سوف لن يتحقق بين ليلة وضحاها ولكني أدري أيضا أن العلمانية في العراق وفي لبنان باتت مطلوبة, ليس فقد لأغراض إنسانية وحضارية كما كان عليه الأمر في أوروبا, وإنما لأنها باتت تشكل الشرط الأساسي لبناء الدولة وبقائها. إذ لا دولة وطنية مستقلة, في المنطقة العربية على الأقل, بدون نظام علماني.
في منطقة تزدحم فيها القوميات والمذاهب بكل إرثها المثير للفتنه يبدو الفكر السياسي الديني هو الرحم الأكثر خصوبة لتفريخ الفساد والتخلف والإرهاب وخنق مشروع الدولة في مهدها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلبي مع الموصل كما هو مع بيروت
- كابوسي البيروتي الذي تحقق
- أيها العقابي إذهب أنت وأعتذر أما أنا فلن أفعل ذلك
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد*
- شيعة العراق .. النزوح من دولة الكيان إلى كيان الدولة*.
- شيعة العراق وشيعة إيران .. ضغط الموروث التاريخي*
- شيعة العراق ومتغيرات ما بعد إنهيار الدولة العثمانية*
- دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (4)
- الصدر بين دكتاتوريتين*
- دور السيد محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية ...
- دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (1)
- قضاء وفضاء .. والنقطة الساقطة
- أوراق بعثية
- البحث عن الذات البعثية
- يا لها من فتوى
- حزب الدعوة بين العمالة الفقهية والعمالة التقليدية
- عفلق وعبدالخالق السامرائي*
- الحب في زمن الكورونا .. وفيك إنطوى العالم الأكبر (5)
- الأخلاق والسياسة
- إشكالية الدين والقومية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - المشكلة العراقية والمشكلة اللبنانية