أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - شيعة العراق وشيعة إيران .. ضغط الموروث التاريخي*














المزيد.....

شيعة العراق وشيعة إيران .. ضغط الموروث التاريخي*


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6620 - 2020 / 7 / 16 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من جانب آخر لم يكن ممكنا أيضا فصل الساحتين الإيرانية والعراقية فصلا كاملا. من ناحية مذهبية بحتة تتراجع مخافر الجغرافيا السياسية أمام تداخل الحالة المذهبية المشتركة بين الأغلبية من الإيرانين والقسم الكبير من العراقيين الذي يشاركونهم نفس المذهب الإثني عشري, وكان إفتراضا أن يعمل ذلك في العراق لصالح الإيرانيين الذين تقاسموا مع الأتراك المناطق الإقليمية المجاورة نتيجة معاهدات حروب ومتغيرات جغرافية لم يكن لأهل البلد قرارا مشاركا فيها.
ونعلم أن الشاه لم يعترف بالدولة العراقية إلا بعد عشر سنوات على تأسيسها وبعد زيارة للملك فيصل الأول إلى طهران, وكان الشاه قد إستولى على أراض عربية واسعة كان من الحق أن تتبع العراق الجديد بعد إنهيار الدولة العثمانية مثل الأحواز أو إقليم خوزستان الذي تسكنه غالبية عربية لحد الآن.
على أن حالة التناغم المذهبي بين شيعة العراق وشيعة إيران لم يكن لها تأثيرا بيِّنا على الخطاب الشيعي الوطني العراقي, فرغم النقلة السياسية الكبيرة التي حدثت بعد خروج العراق من الهيمنة العثمانية فإن تأثير إيران السياسي على شيعة العراق ظل متدنيا, ويرجع الأمر على مستوى منه لصراع الهويات أولا, ولصراع المرجعيات ثانيا.
من جانب صارت الهوية العربية لغالبية قبائل أهل الجنوب والوسط فاعلة بإتجاه تغليب نزعة حماية المشروع الوطني العراقي كما أن كفة الصراع بين مرجعتي قم ومرجعية النجف كانت تميل لصالح الأخيرة. ولا يحتاج شيعة العراق إلى تزكية من أي طرف لتأكيد إنتسابهم العربي, وفي حالات عديدة ربما يكون العكس هو الصحيح, ورغم المواءمة الفقهية المذهبية على الجانبين فلقد تأكد تاريخيا أن الإنسجام المذهبي وحده لا يكفي لصنع الهويات المشتركة.
من ناحية أخرى علينا أن نعي إن سياقات تطور الحالة الشيعية في إيران تختلف عن تلك التي في العراق. إيران من ناحيتها لم تكن جزءا من الدولة العثمانية, لذلك فقد ظلت مرجعية قم بمنأى عن تأثير الظروف الضاغطة على مرجعية النجف ولهذا لم تكن هناك لمرجعية (قم) كيانها الموازي كما في الحالة العراقية, بل كان علماء الدين جزء من الكيان الشعبي العام ومحكومين بنفس المزاج.
وقد أدى ذلك بكل تأكيد إلى عزوف "القائمين" على شؤون المذهب في العراق عن العمل في السياسة حيث لم تشهد فترة حكم الهاشميين أي ميل شيعي حوزوي للإنخراط في العمل السياسي بل ظلت همومهم تدور حول الإبقاء على حدود الكيان الموازي وهي حالة تشي بوجود قراءة مشتركة تقضي بترك السياسة للسياسيين. أما القرين الإيراني فقد ظل يملك حرية التحرك السياسي مع أو ضد نظام طهران القاجاري ومن بعده البهلوي.
بل أن ظروف إيران إبان حكم الصفويين قد منحت رجال الدين الإيرانيين فرصا مختلفة بالكامل عن أقرانهم عرب العراق إذ هي لم تضعهم تحت إسقاطات حالة التبعية للعثمانيين, بل على العكس من ذلك كان إصطفاف حالة الدولة مع حالة المؤسسة الدينية كفيلا بتغييب حالة الكيان الموازي ومن ضمنه حالة الإبتعاد عن التدخل بالشأن السياسي بما جعل المؤسسة الدينية الإيرانية جزءا أساسيا من الشأن السياسي وجعلها ملتصقةً بحالة الدولة.
إن هذا يجعلنا على بينة أن للوسط الشيعي العراقي خصوصيته المختلفة عن الوسط الديني الشيعي الإيراني مما ترك لرجال الدين الإيرانيين مساحة واسعة وغير مقننة بخصوصيات الحالة العراقية.
وما عدا الأحداث التي رافقت ثورة العشرين نتيجة وجود قوات الإحتلال الإنكليزي على الأراضي العراقية فإن المراحل التي مرت بها الدولة العراقية المستقلة بعد الجلاء الإنكليزي ومنذ مجئ الملك فيصل الأول للعراق تؤكد على أن المرجعيات الدينية العراقية (مرجعية النجف) آثرت عدم التدخل بالشأن السياسي في حين كان الحكم الملكي حريصا من جانبه على التعايش مع حالة الكيان الموازي تاركا لمتغيرات الدولة العصرية أن تفرض حضورها وإسقاطاتها بما يفترض خروج الشيعة من حالة الكيان الموازي للدولة إلى حالة الدولة الوطنية ذاتها.
ولم تكن الساحة العراقية هي الوحيدة التي شهدت هذه التغييرات, بل أن الساحات العربية المختلفة كانت قد شهدت تقاطعا مع الحالة الوطنية بشكل أشد وضوحا وتأثيرا مما كان عليه الأمر مع الساحة العراقية. فلقد شهدت الساحة المصرية مثلا تأسيس تنظيم الإخوان المسلمين عام 1928 على يد حسن البنا زَعما أن دستور الأمة هو القران, ومؤكدا على مفهوم القومية الإسلامية كبديل للقومية المصرية والعربية.
ردة الفعل الإسلامية تلك, والتي كانت غايتها إعادة الروح لدولة الخلافة, جاءت من وسط لا يعاني من ضغط موروث الكيان الموازي التي كان أئمة الشيعة في العراق قد قبلوا به ثمنا لمهادنتهم أو تعايشهم مع دول الخلافة السابقة, كما أن سياقات تطور الحالة المصرية كانت تختلف عن سياقات الحالة العراقية لكون مصر لم تكن خاضعة كما العراق للسيطرة المركزية العثمانية بما أفرغها كثيرا من ضغوطات الحالة العراقية.
في مقابلة تلفزيونية شهيرة أجريت مع «مهدي عاكف»، المرشد الثامن لتنظيم الإخوان، تطرق الحديث إلى موضوع الخلافة الإسلامية وأفضلية تولي مسلم ماليزي مثلاً رئاسة مصر، من أن يتولاها مصري غير مسلم. احتدم النقاش بين المرشد ومقدم البرنامج، بعد أن أبدى الأخير استغرابه من الأمر، فقال له عاكف كلمته الشهيرة «طز فيك وطز في مصر", وأجزم أن عقيدة الإخوان المسلمين أينما كانوا لا تختلف عن عقيدة أخوانهم في مصر من حيث تقاطعها وتناقضها مع الهويات الوطنية ويكفيك أن تنتقد أردوغان أمام اي أخ مسلم عراقي أو ليبي ليكون جزاءك اللعنات والشتائم. وليكون أردوغان أيضا تاج الرأس مثلما كان عليه المالكي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيعة العراق ومتغيرات ما بعد إنهيار الدولة العثمانية*
- دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (4)
- الصدر بين دكتاتوريتين*
- دور السيد محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية ...
- دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (1)
- قضاء وفضاء .. والنقطة الساقطة
- أوراق بعثية
- البحث عن الذات البعثية
- يا لها من فتوى
- حزب الدعوة بين العمالة الفقهية والعمالة التقليدية
- عفلق وعبدالخالق السامرائي*
- الحب في زمن الكورونا .. وفيك إنطوى العالم الأكبر (5)
- الأخلاق والسياسة
- إشكالية الدين والقومية
- كاريزما صدام وشجاعته
- الحب في زمن الكورونا ... (4)
- التشرينوفوبيا .. كزار, كل عوامل النجاح كانت معه إلا واحدة*
- في العراق إذا إجتمعت السياسة والدين يكون الشيطان ثالثهما
- الحب في زمن الكورونا ... (3)
- من هو شهيدنا ومن هو شهيدكم


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - شيعة العراق وشيعة إيران .. ضغط الموروث التاريخي*