أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بضعة أفكار عن قضية الإعتراف الإماراتي بإسرائيل.















المزيد.....

بضعة أفكار عن قضية الإعتراف الإماراتي بإسرائيل.


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6647 - 2020 / 8 / 15 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1- ليس من الحكمة إغفال الخطوة المجحفة بالحق الفلسطيني التي إتخذتها الإمارات لكن ليس من الحق الإتيان بردود أفعال لا تتفق وحجم الضرر الذي تؤسس لها هذه الخطوة. كلاهما التعقيد والتبسيط يجعلاننا نخطأ إصابة المعنى.
هناك دول عديدة, وهي دول معينة بالقضية الفلسطينية أكثر من الإمارات, كانت قد إعترفت منذ عقود بإسرائيل وتبادلت معها السفارات, وأعني بهما هنا الأردن ومصر. كما أن هناك دول أخرى تقف على الخط بإنتظار فرصتها السانحة مثل السعودية التي تبطئ الخطوة لمسائل إعتبارية أهمها موقعها في العالم الإسلامي كونها تضم أكثر الأماكن الإسلامية المقدسة.

2- ردود الفعل, وبخاصة العربية والفلسطينية, تعاملت مع الخطوة الإماراتية وكأنها تتعامل مع دولة عظمى. من الحق إدانة تلك الخطوة بتصريح لناطق رسمي وإدامة الإتصال بأغلب دول العالم الرافضة لمكرمات ترامب الصهيونية لحثها على الإلتزام بشرط الدولتين وعدم الإعتراف مطلقا بكل خطوة إسرائيلية وأمريكية تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بهذا الشأن.

3- لنتذكر أن دول الخليج وخاصة الإمارات هي أقرب إلى شركات منها إلى دول. هل عمركم رأيتم دولة عربية شعبها من الهند والباكستان وبنغلادش وجيشها عبارة عن مرتزقة هنود وباكستانيين. هذه الشركات مملوكة من قبل عائلات قليلة ناطقة بالعربية ويديرها موظفون من مختلف الأجناس. فلا تراهنوا أبدا على إمكانية أن تتصرف شركة كدولة ولا يصيبكم الإحباط حينما تسعى شركة إلى زيادة رقعة مكاسبها وحماية نفسها وفقا لقوانين البورصة والسوق العالمية. الواقع أن حملة التعاطي مع الخطوة الإماراتية جعلتني أظن أن الإمارات دولة عظمى وليست شركة خليجية ولا علاقة لها بإلتزامات الدول وأخلاقيات الإنتماء والهوية.

4- أسمع وأقرأ نقدا وهجوما حادا ضد الخطوة الإماراتية من القوى الإسلامية الحاكمة في العراق في الوقت الذي تتناسى فيه هذه القوى فضل إسرائيل عليها يوم كان للصهيونية العالمية دورا وثيقا مع أمريكا للإطاحة بصدام حسين والإتيان بهم, مثلما تتناسى هذه القوى أن شركائها في الحكم, وهي القوى السياسية الكردية المتنفذة, لا تخفي علاقاتها التاريخية مع إسرائيل, بل وربما تهدد بها من يهددها, ورأينا كم علما إسرائيليا قد رُفِع من قبل تظاهرات الإستفتاء التي كان قد دعا إليها البارزاني.

5- ليس شرطا أن يكون البلد الذي لا يقيم علاقة دبلوماسية مع إسرائيل بلدا بارا بشعبه وليس بالضرورة أن يكون البلد الذي يعترف بإسرائيل ضارا بشعبه بل قد يكون هذا الأخير أفضل علاقة وإنجاز لشعبه من ذلك الذي يرفع راية النضال ضد إسرائيل, صدقا أو كذب.
كانت علاقة صدام سيئة مع إسرائيل وكذلك هي علاقة الحاكم الإيراني. الإثنان كانا عدوين لإسرائيل في الظاهر, لكننا نجد أنهما أساءا لشعبهما كثيرا وإلى الدرجة التي جعلت الكثير من أبناء شعبيهما يكرهان إسم فلسطين, أو لا يحبذان العودة إلى الإفتراض الذي يقول أن فلسطين هي القضية المركزية.

6- إن الإخلاص للقضية الفلسطينية لا يمنح الحاكم المتجبر صك الغفران, كما أن الحاكم الذي لا يكون رحيما بشعبه لن يكون رحيما بالفلسطينيين إلا لأغراض الدعاية والإعلان.

7- أفضل مثال للإرتباك الأخلاقي هو ذلك الذي رأيناه في موقف بعض الفلسطينيين من العراق. صدام كان بارعا في تسويق زعامته القومية الوهمية عن طريق سلعنة القضية الفلسطينية, اي محاولة تسويق أحلامه بالزعامة القوميةعن طريق تقديم نفسه صلاح الدين عصره. إنخدع الفلسطينيون وفجر العديد منهم نفسه على الأبرياء في شوارع المدن العراقية حقدا على العراقيين الذين قتلوا صدام الدين الأيوبي.

8- من حق الإمارات أن تقيم علاقات مع إسرائيل على شرط ان لا تتسبب خطوتها بالضرر لفلسطين ودون إدعاء أنها أقدمت على ذلك لفائدة فلسطين.

9- أكثر البهلوانيين قدرة على السير على الحبل المعلق بين الفلسطينيين والإسرائليين هو أردوغان الذي يحتفظ بعلاقات ودية على أكثر من صعيد وفي مقدمتها العلاقات الدبلوماسية. وقد زار الخليفة أردوغان أبرز داعمي حماس إسرائيل عام 2015 وعقد معها عدة إتفاقات متنوعة وقامت إسرائيل وقتها بتحديث الطائرات والدبابات التركية كما أن اللوبي اليهودي القوي اميركيا وعالميا يدعم انقرة سياسيا واقتصاديا, وتقوم إسرائيل بمد أنقرة بكثير من المعلومات الأمنية حول حزب العمال الثوري الكردي ونشاطاته في الأراضي المجاورة خصوصا في العراق وسوريا وكل دول العالم التي ينشط فيها هذا الحزب بين صفوف الأكراد.

10- قطر أيضا حليفة أردوغان والماسكة لعصا سير البهلوان التركي على الحبل الفلسطيني الإسرائيلي تهاجم الخطوة الإماراتية بينما كانت هي رائدة الإنفتاح الخليجية على إسرائيل. وليس صعبا حل هذا اللغز لأن قطر التي ظنت أن إسرائيل لا تؤمن بتعدد الزوجات, وأنها ستكون المحظية الوحيدة في الخليج, سرعان ما شاركتها الإمارات بيت الزوجية. ومن هذا المشهد القطري يمكن لنا أيضا أن نفهم سبب زعل تركيا وغضبها. الوجود الإسرائيلي في الإمارات يقلل كثيرا من منافع التواجد التركي في قطر وقاعدتها العسكرية التي ضمت في بداية تأسيسها أكثر من ثلاثين ألف جندي. ولنتذكر أن الصراع في المنطقة يدور على مستويات عدة بين المعسكر الذي يديره الأخوان المسلمون بقيادة تركيا من جهة وذلك الذي تديره إيران من جهة أخرى, وكلاهما يدعيان بوصل مع ليلى الفلسطينية, وبين ذلك الذي يحاول أن ينجو بنفسه من العودة إلى الماضي العثماني أو الماضي الصفوي.

11- لقد هولّت الإدارة الأمريكية وكذلك الإسرائيلية من حجم الخطوة لأغراض إنتخابية. وأتى حجم التهويل متناسبا مع حجم الأزمة الداخلية التي تعيشها كلا الإدارتين. والموقف ذاته يعني ان قرار ترامب - نتنياهو بضم أراضي من الضفة الغربية وإعلان عائدية القدس كمدينة إسرائيل قد لقي رفضا من النسبة العظمى دول العالم.
وإن على الإمارات أن لا تقدم نفسها بالتالي بثوب المنقذ, بل لعلها بخطوة كهذه قد خلطت الأوراق وأرجعت العمل الذي قامت به السلطة الفاسطينية إلى الوراء وأفقدتها الثكير من الأوراق وقدرة المناورة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشكلة العراقية والمشكلة اللبنانية
- قلبي مع الموصل كما هو مع بيروت
- كابوسي البيروتي الذي تحقق
- أيها العقابي إذهب أنت وأعتذر أما أنا فلن أفعل ذلك
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد*
- شيعة العراق .. النزوح من دولة الكيان إلى كيان الدولة*.
- شيعة العراق وشيعة إيران .. ضغط الموروث التاريخي*
- شيعة العراق ومتغيرات ما بعد إنهيار الدولة العثمانية*
- دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (4)
- الصدر بين دكتاتوريتين*
- دور السيد محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية ...
- دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (1)
- قضاء وفضاء .. والنقطة الساقطة
- أوراق بعثية
- البحث عن الذات البعثية
- يا لها من فتوى
- حزب الدعوة بين العمالة الفقهية والعمالة التقليدية
- عفلق وعبدالخالق السامرائي*
- الحب في زمن الكورونا .. وفيك إنطوى العالم الأكبر (5)
- الأخلاق والسياسة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بضعة أفكار عن قضية الإعتراف الإماراتي بإسرائيل.