أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ترامب أيضا لا يريد أن ينطيها














المزيد.....

ترامب أيضا لا يريد أن ينطيها


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6692 - 2020 / 10 / 1 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تحمل منظمة (الصبية الفخورون) التي ذاع صيتها بعد المناظرة الرئاسية الأولى التي جمعت ما بين الرئيس ترامب والسيد بايدن مخاطر أساسية ضد الأمن الإجتماعي الداخلي لأمريكا فحسب وإنما هي تنال أيضا من طبيعة وروح الخطاب الأمريكي التاريخي التي ظلت أمريكا ما بعد الحرب العالمية الثانية فخورة ودافعة به لكي يتصدر خطابها السياسي وعناوين قيادتها لما أسمته بالعالم الحر. إن منظمة ( الصبية الفخورون Proud Boys) ومنظمات عنصرية وعنفية أخرى في أمريكا مثل النازية الجديدة وكوكلاكس كلان, المنبوذة أساسا من الأغلبية العظمى في المجتمع الأمريكي والتي تجد أمريكا أنها مطالبة بإدانتها
بقوة من أجل التأكيد على مشروعية قيادتها للعالم, هؤلاء يشكلون الطعنة النجلاء لكل خطابات ما يسمى بالعالم الحر وإدعاءات التحضر الإجتماعي الإنساني.
وإن ما يجب الإنتباه إليه جيدا أن التركيز على فوضوية المناضرة الأخيرة يجب أن لا يحجب الإنتباه عن لقطتها المفصلية تلك التي تحمل إنذارا جليا بمخاطر دخول العالم جميعه وليس أمريكا وحدها مرحلة الفوضى الخلاقة القائمة على صراع دموي بين الأفكار اللبرالية ومسارات الحرية من جهة والأفكار اليمينية العنصرية والصهيونية وحتى النازية على الجهة الأخرى.
ونعرف جميعا أن العالم برمته, وليس أمريكا وحدها قد شهد نموا وإزدهارا للنوع الثاني من المسارات التي باتت كافية لتبيين طبيعة الحرب (العالمية الثالثة) التي يمكن أن يكون قوامها الأساسي الإنسان الأمريكي والأوروبي ضد الإنسان الأمريكي والأوروبي نفسيهما. ويمكن للسيد صموئيل هنتنغتون ومنظرين آخرين مثل السيد فرانسيس فوكوياما أن يعيدا مراجعة كتابيهما المهمين, الأول حول صراع الحضارات والثاني حول نهاية التاريخ, لكي يؤكدا في طبعتيهما الجديدتين أن الصراع العالمي الجديد ما عاد يجري بين الثقافة الأوروبية من جهة وبين الثقافات الأخرى وخاصة الإسلامية وإنما هو مهدد بالإنفجار من داخل المجتمعات الأوروبية نفسها والذي يتخذ شكل المجابهات الجسمانية والثقافية بين الأفكار اللبرالية التي صنعت الحضارة الأوروبية وبين نقائضها الأخلاقية القائمة على الشعبوية والعنصرية والنازية ونظرية تفوق العنصر الأبيض, أما السيد فوكوياما فقد صار من واجبه أن يبحث عن كل العوامل المخفية التي يمكنها أن تدعم نظريته القائلة أن الحضارة الأوروبية اللبرالية ستكون هي آخر الحضارات وإنه لا خطر يهددها بالتراجع عن موقع الصدارة.
ولقد صار بإمكان السيد المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق ان يفتخر من مكانه خلف البحار والمحيطات أن مدرسته الديمقراطية القائمة على ثقافة (الماننظيها) قد بدأت بالرواج وها هي تلاقي الإزدهار على يد رئيس أقوى بلد في العالم والتاريخ الذي صار يمشي على خطى أستاذه المالكي من خلال الإعلان عن إمكانية عدم تنازله عن الرئاسة في حالة إذا ما تأكد له أن تزويرا قد حدث هنا أو هناك ونال من مصداقية الإنتخابات نفسها, ويرى المطلعون أن الرئيس قد بدأ يعد العدة جيدا للتحضير لخطته المدمرة تلك من خلال الإيعاز الصريح للمجموعات اليمينية العنصرية المتطرفة لكي تقف وتراقب وتتهيأ بإنتظار مشهد الإنفجار التي ستكون ساعة صفره الإعلان عن خسارة رئيسها المحبوب بلا منازع السيد ترامب المحفوظ بالله وبرعاية الكنيسة الإنجيليكانية ودعاء نتنياهو الذي لا يخيب في رحاب حائط المبكى.
وبإعلان الرئيس ترامب عن تخوفاته التزويرية والدفع بها إلى العلن كتخوفات حقيقية يكون هو نفسه من وجه الضربة الموجعة إلى النظام الأمريكي الديمقراطي حتى كأنه يقول للأمريكي الفخور بهويته أن حلمك الذي بقيت تتباهى به لأكثر من ثلثي القرن قد كان منخورا إلى درجة أن الرئيس الذي تأتي به هذه الصناديق قد يكون وصل إلى الرئاسة عن طريق التزوير.
وعلى نفس المستوى من الأهمية يجب الإنتباه إلى حقيقة أن الحزب الجمهوري سوف يكون هو الخاسر الأعظم. في الواقع أن هذه الحزب قد وجد نفسه مضطرا للسير خلف ترامب وإعتبره ممثلا له حتى في الجولة الرئاسية الثانية, ولقد كان ممكنا التعرف وقتها على ما يخفيه المشهد السياسي الأمريكي, فالجمهوريون في حقيقة الأمر كانوا قد (خسروا الإنتخابات التي ربحوها) فلقد كان ممكنا معرفة أن صفقة غير موقعة أو غير معلنة كانت قد جرت بين الجمهوريين وبين ترامب الذي لم يكن ممكنا أن يمثل غير نفسه, أي أن الجمهوريين قد إضطروا لتسليم رايتهم للسيد ترامب الذي عرف كيف يطيح بالمرشحين الجمهوريين الواحد تلو الآخر ثم يصرخ في وجه الجمهوريين (أما أنا وأما الطوفان). في واقع الأمر لقد ربح الجمهوريون الرئاسة لكنهم خسروا حزبهم وصاروا في مواجهة أن يخسروا بلدهم, فالسيد ترامب لم يكن في حقيقته (جمهوريا) وإنما ظل على الدوام (ترامبيا), وما حدث أن السيد ترامب هو الذي أفلح في النهاية بـ (تربنة الجمهوريين) أما الجمهوريون فلم يستطيعوا تحقيق حلمهم بـ (جمهرة ترامب). لقد ظل السيد ترامب هو السيد ترامب وأقوى ترامب في العالم, أما الجمهوريون فصاروا هم الرابح الخاسر, ومثلهم الآن مثل (بالع الموس) إن بلعه ينجرح وإن أبقاه لن يقوى على الكلام.
خسارة ترامب من ناحية أخرى لا تشابه خسارة من سبقه من الرؤساء المرشحين لأنه سيجابه حينها إحتمالات محاسبته عن أتهامات أهمها التهرب الضريبي وعن أشكال أخرى من الفساد ربما سيكون من ضمنها تطبيق نظرية صدام في الحكم بالإعتماد على عائلته في تدبير أمور البيت الأبيض حيث تلعب إيفانكا وزوجها المحترم (جاريد كوشنار) دور الإشراف الفعلي على السياسة الخارجية على الأقل, وهو مبدأ لم يكن معمولا به سابقا إلا لدى الرئيس العراقي صدام حسين الذي كان (كوشنره الرئاسي) الفريق أول ركن دمج حسين كامل.
إن كثيرا من السياسيين من أنصار (الصبيان الفخورون Proud Boys), رؤساء وملوك وأمراء وشيوخ وفي مقدمتهم نتنياهو من خارج أمريكا قد ذهبوا إلى أسرتهم بعد المناظرة وقد باتوا خائفين فعلا من إمكانية أن يفيقوا ذات صباح لكي يروا أن عالما سياسيا ليس فيه السيد ترامب ليسوا هم فيه أيضا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هكذا يكتب التاريخ*.. عن العراق الملكي وهل كان طائفيا
- حرب السبعينات بين النجف وكربلاء (4)*
- العراق بين بكائيتين
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد .. (3)*
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد (2)*
- بضعة أفكار عن قضية الإعتراف الإماراتي بإسرائيل.
- المشكلة العراقية والمشكلة اللبنانية
- قلبي مع الموصل كما هو مع بيروت
- كابوسي البيروتي الذي تحقق
- أيها العقابي إذهب أنت وأعتذر أما أنا فلن أفعل ذلك
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد*
- شيعة العراق .. النزوح من دولة الكيان إلى كيان الدولة*.
- شيعة العراق وشيعة إيران .. ضغط الموروث التاريخي*
- شيعة العراق ومتغيرات ما بعد إنهيار الدولة العثمانية*
- دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (4)
- الصدر بين دكتاتوريتين*
- دور السيد محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية ...
- دور محمد باقر الصدر في إشعال الحرب العراقية الإيرانية (1)
- قضاء وفضاء .. والنقطة الساقطة
- أوراق بعثية


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - ترامب أيضا لا يريد أن ينطيها