أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حينما تذكرت الجلبي.














المزيد.....

حينما تذكرت الجلبي.


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6744 - 2020 / 11 / 26 - 18:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تذكرت السيدة (العاصي), التي ظهر أنها الزوجة الثانية لأحمد الجلبي أو الثالثة حينما صرحت بأن لديها ملفات فساد كان قد جمعها زوجها عن زعماء في الحكومة العراقية وإن ما قد تكشفه سوف يطيح برؤوس هؤلاء الفاسدين, فتساءلت أين ذهبت تلك السيدة ومن الذي أغراها بالسكوت, وكان من ضمن ما حسبت حينها أن السيدة أرادت من تصريحها ذاك حماية نفسها بعد مقتل الزوج فتصوَرَّت أن الفاعلين سوف يبقون على حياتها خوفا من الفضائح المخزية ربما خشية منهم أن تكون السيدة قد وضعت الملفات عند طرف ثالث أوصته أن يكشف عن المستور حالما يصيبها الفاسدون بفنجان القهوة الذي أصابوا به زوجها.
ربما تتصور السيدة العاصي أنها في دولة مثل السويد أو إنكلترا أو النرويج أو حتى في الهند حيث يمكن لفضيحة مالية أن تتسبب بسقوط الوزير أو حتى الحكومة التي ينتمي إليها.
إن الفساد الذي زعمت أن زوجها الراحل كان جمع الملفات عنه وعن أصحابه لا يحتاج إلى ملفات لتفضحه, فهو يتحرك وتنطق آثاره وأعراضه في وجوه المئات من الأطفال الذين يعيشون على المزابل ومعدمي الشوارع المشردين والنساء اللواتي يبحثن عن لقمة العيش عن طريق بيع أجسادهن في سوق النخاسة المباشر أو ذلك المغلف بالفتاوى التي تحلل المفاخذة مع الرضيعة أو إرضاع الغريب, وهو يتحرك أيضا في المجاري التي تفيض لأقل زخة مطر وفي الملايين من المهجرين الذين يفترشون الأرض في خيام لا تقيهم مطرا أو برد أو حر, وفي مدارس الخوص والطين والإعمدة التي تركت شواهد على أبنية أخذ مقاولوها الملايين ثم هربوا ليتركوا الشيلمان شاهدا على السرقة والعبث بأموال الناس ومستقبل الأطفال.
هل كنا نحتاج إلى هؤلاء المراوغين الفاسدين أو إلى غيرهم من المتعاركين على النهب والمواقع المافيوية ليكشفوا لنا عن وجود هذا الفساد وحجمه ومستوياته وأبطاله وليجمعوا عنها الملفات لغرض أن يوفروها لصراعاتهم السياسية وليصنعوا من نفوسهم نجوما من نجوم الدفاع عن الإنسان العراقي الذي إستهلكه النظام السياسي الحالي, وهو نظام أقل ما يعاب على أبطاله الفساد في قائمة تجمع كل مفردات السفالة.
بعد موته تصدت السيدة زوجة الجلبي معلنة عن وجود ملفات فساد كان زوجها قد جمعها وإحتجزها وأخفاها, وقد ذكرنا تصريح السيدة بملفات (المالكي) التي تتحدث عن الإرهاب تلك التي كان يهدد بها أصحابها كلما أراد منهم أن يذعنوا لإرادته. ولا ندري كيف يمكن لرجل حريص على أموال الناس في بلد مرهق مستهلك كالعراق أن ينام لليلة وفي عهدته ملف يتحدث عن فساد بملايين وحتى بمليارات الدولار ولا يذهب لأقرب وسيلة إعلامية ليفضحه, أو حتى يلجأ للإستقالة من حكومة ونظام هو لطخة عار كبيرة في تاريخ العراق ثم يسعى جاهدا من مركز المعارضة إلى العمل ضد النظام وفاسديه وطائفييه وإرهابييه.
وللحق نقول أن الجلبي قد حاول أن يفعل ذلك. ليس محاولة منه للإصلاح, ولا لأنه فوجئ أن الفساد قد تجاوز المخيلة, أو حدود المتفق عليه, بل ربما لسبب إدراكه أن الممثلين من الكومبارس هم الذين إستولوا كالعادة على كرسي زعامته, وأنهم آيلين إلى تجاوزه, وأن إيران التي سلبت من أمريكا أو إستلمت منها مهمة تعيين الزعماء العراقيين لم يعد في واردها أن تبقيه زعيما بعد أن صار لديها فائضا من الذيول الذين منحوها قدرة التصرف بكل حرية, لذلك قتلته الجارة بفنجان قهوة.
إن مصيبتنا ليست مع الفاسدين والإرهابيين فقط وإنما هي في أبشع صورها مع جامعي الملفات التي تفوقوا على المافيات قذارة وعيوب, وهؤلاء تراهم وزراء ونواب ورؤساء لجان في مجلس النواب وقضاة حكام كان واحدهم قد إستلم حصته من أموال الناس توا ثم ذهب ليحكم في قضية فساد بطلها جائع عراقي إضطر أن يسرق ليأكل ويعيل أفواه الأرانب في بيته, فهناك فساد وهناك ملفات للمتاجرة بها ومثلها الملفات المالكية التي تعامل بها صاحبها مع قتلة الشعب العراقي, ثم أخذ يهدد بهم القتلة كي يدينوا له ولأسياده بالولاء.
لا يا أقذر الناس, لا يا أساتذة العار وصناع الخزي. إن شعبنا لا ينتظر ملفاتكم ليعرف حجم كارثة الفساد التي يعيشها وليتعرف على نوعها وعلى اسبابها ورجالها, وإن أيا من هؤلاء الذين يتراشقون فيما بينهم بملفات الفساد إنما يتراشقون بها طلبا لحصة حرموا منها أو موقعا لم يحصلوا عليه.
في كل قوانين الأرض وفي كل التشريعات نحن نعلم أن هناك قاعدة تقول : المتهم برئ حتى تثبت إدانته, إلا في العراق فالقاعدة تقول أن كل القيادات الحكومية والتشريعية من مجلس للنواب إلى المجالس القضائية هم مجرمون حتى تثبت براؤتهم.
ويا مٍسْتر الكاظمي . أما آن أوان الكشف عن بعض ملفات الفساد التي جمعتها منذ أن كنت مديرا لإستخبارات النظام وحتى أصبحت رئيسا للوزراء بوعد أن تكون ملاحقة الفساد والفاسدين والكشف عن قتلة المتظاهرين أول ما تنفذه من مهام حال إستلامك للرئاسة, أم أنك أصبحت خير خلف لأسوء سلف, ومنه تعلمت أن قيمة الملف تكمن ببراعة التهديد به لا بالكشف عنه.
تحية للقلة التي لا تتجاوز أصابع اليد والتي خرجت من الماء الآسن بيضاء الثياب وآخرهم الدكتور علاء العلوان وزير الصحة المستقيل من وزارة عبدالمهدي التي أجبرها ثوار تشرين على الإستقالة وليس الضمير الذي غاب ولم يُعثر له على أثر.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزيزان : عزيز السيد جاسم وطارق عزيز (2)
- العزيزان : عزيز السيد جاسم وطارق عزيز (1)
- شيطنة العدو .. بين تعنت الإيديولوجيا ومستحقات السياسة
- إنقلاب تموز عام 1968 ومشاركة عبدالرزاق النايف*
- 17 – 30 تموز ... (1)
- وقد يتعدد الجلادون وتختلف الأسواط لكن المجلود واحد
- ترامب أيضا لا يريد أن ينطيها
- ما هكذا يكتب التاريخ*.. عن العراق الملكي وهل كان طائفيا
- حرب السبعينات بين النجف وكربلاء (4)*
- العراق بين بكائيتين
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد .. (3)*
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد (2)*
- بضعة أفكار عن قضية الإعتراف الإماراتي بإسرائيل.
- المشكلة العراقية والمشكلة اللبنانية
- قلبي مع الموصل كما هو مع بيروت
- كابوسي البيروتي الذي تحقق
- أيها العقابي إذهب أنت وأعتذر أما أنا فلن أفعل ذلك
- حرب السبعينات بين النجف وبغداد*
- شيعة العراق .. النزوح من دولة الكيان إلى كيان الدولة*.
- شيعة العراق وشيعة إيران .. ضغط الموروث التاريخي*


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حينما تذكرت الجلبي.