أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - طائر البلشون














المزيد.....

طائر البلشون


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 6751 - 2020 / 12 / 3 - 18:00
المحور: كتابات ساخرة
    


فجأةً يحطُّ طائر البلشون رحاله على مقربة منّي في الأرض التي أعمل بها. توقّفتُ عن الركش هنيهةً أراقبه مستغرباً؛ فأنا أعرف أن هذا النوع من الطيور لا يألف الاقتراب من البشر. تمعّنتُ به فيما إذا كان جريحاً أو مريضاً، وجدته يضجُّ بالحيوية وهو يلتقط بعض الديدان من على التربة. فاطمأنّ قلبي. اقتربتُ منه خطوة، لكنه ابتعد قليلاً بحذر. تركته وشأنه وتابعتُ عملي وأنا أرامقه بين الفينة والأخرى متمنّياً عليه البقاء إلى جانبي في هذا الصباح الساحر الذي ازدان بحضوره العزيز. وكلما ظهرت دودة أثناء الركش أرميها له فيركض إليها ويتناولها بتلذّذ. إلى أن شبع تماماً. عرفتُ ذلك عندما لم يعد يأبه للديدان التي أرميها باتجاهه. ثم بدأ يتنقّل برشاقة متفقّداً المكان مستطلعاً أدقّ التفاصيل وكأنه ينوي البقاء.
أربع ساعات قضاها إلى جانبي جعلني أنسى تعبي وألمي من العمل الشاق بالأرض الذي أُرغِمتُ عليه كوني متقاعد ولا يكفيني راتبي عشرة أيام فاضطررتُ إلى العمل بصفة عامل زراعي.
الحقيقة أنني فرحتُ كثيراً بطائر البلشون هذا، لأنه استشعر الأمان معي. فقد شرب من ذات العبوة التي أشرب منها. ولم يبارحني لحظةً واحدة. ولا يبتعد عني أكثر من مسافة متر. وكأننا غدَونا أصدقاء. وعندما أجلس لأرتاح يقف قبالتي وهو ينظر صوبي بحزن، وكأنه يريد أن يقول لي: اسرحْ بعيداً يا صديقي في عالم السعادة والهناء. ولا تفكّر كثيراً باجتماعات المهزلة للجنة الدستورية ونقاشاتها السفسطائية. ولا تهتمّ بتعنّت النظام وبعض فصائل المعارضة المتشدّدة فيما يتعلّق بالحلّ السياسي للأزمة السورية. فمآلهم الأخير الخضوع لمشيئة الشعب، شاؤوا أم أبوا. كما إن طوابير الإذلال وهدر الكرامات أم الأفران لن تبقى على حالها. والتقنين الجائر للكهرباء لن يستمرّ. والغلاء الفاحش لكل ما يحتاجه المواطن السوري، سوف يكون له دواء.
حاولتُ التقاط صورة تذكارية معه بطريقة «السيلفي» لكنه رفض بإباء. ما جعلني أخمّن أنه أنثى محافظة. فاحترمتُ رفضها وغادرتُ موقع العمل عند نهاية دوامي وأنا أودّعها راجياً متأمّلاً أن ألقاها صباح غد.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاسة قهوة ومحرمة وطابور..
- هل يكمن الحلّ بقتْلِ كِبار الفاسدين؟
- أرجوك لا تقاطعني!
- «ماذا وراء هذه الجدران؟»
- جدل بيزنطي
- دلال
- ما مصلحة الغرب في فرض العقوبات على سورية؟
- من يقف وراء الحرائق في البلاد؟
- طفولة غير سعيدة
- جمعيّة دفن الموتى
- الأستاذ محمد الأفصع(*)
- الحُبُّ في زمنِ الكِمامة
- ما أبرعهم!
- فلسطين
- بعد طول انتظار
- عيون ومخارز
- «توقاً إلى الحياة»
- حوار مع رفيقي «القائد!»
- الجماهير ترقص فرحاً
- لماذا نحن متخلّفون؟!


المزيد.....




- نجمة عالمية تتألق بفستان استثنائي منذ عام 1951 في مهرجان كان ...
- عند الفجر وقت مثاليّ جدا للكتابة.. نيكول كيدمان محبطة من ند ...
- -ظل والدي-.. أول فيلم نيجيري يعرض في مهرجان كان السينمائي
- -النمر- يحضر على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي بأج ...
- تضارب الروايات حول دخول مساعدات إلى غزة لأول مرة منذ مارس
- قطاع غزة.. 55 قتيلا بينهم فنانة في غارات استهدفت نازحين ومنا ...
- ‏انعطافات في المشهد التشكيلي السوري.. الفن النخبوي هل يلامس ...
- رواية -حارة الصوفي-.. التأريخ بين قبعة الاستعمار وطربوش الهُ ...
- الفنان شامان يمثل روسيا في مسابقة -إنترفيجن- الموسيقية الدول ...
- شاب متعدّد اللغات يحصد الملايين من المعجبين عبر الإنترنت.. م ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - طائر البلشون