أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عصام محمد جميل مروة - نهضة اليسار من كبوتهِ















المزيد.....

نهضة اليسار من كبوتهِ


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6747 - 2020 / 11 / 29 - 17:42
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


قلما راودتنا جاذبية ونظرية التنوير والعقلنة وإعادة وتحليل فلسفة المسائلة تحتاج الى نهضتها من سباتها لعقود ربما تكادُ مملة لإنتظارها.
كثيراً ما نعلمه ونُدريه عن الأنظمة المتجددة في مسارات حكمها وخططها السياسية الفكرية التي تتباطيئ لكى تغدو قاعدة اساسية لمسيرات متواصلة ولا يُرادُ لها التوقف في رغم عمق الأزمات الإقتصادية القاتلة والخانقة التي تعصف على كوكبنا .
اليسار او النظام المعادى والمخالف لقوى ومنظومة اصحاب الرساميل الضخمة التي تفرضها عائدات ضريبة الأموال المتراكمة لأصحاب الكنوز من الذهب والماس والفضة ومن اكتشافات للمناجم وتشغيل البشرية جمعاء ومص دماء الفقراء بلا هوادة او رحمة . هكذا حصل مؤخراً للعالم قبل ثمانية عقود مع طفرة نزاع اكتشاف النفط ومشتقاته بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية "1914-1945" .
من هنا كانت معظم الأنظمة تخضع لإملاءات ضخامة وقوة ومقدرة وعنفوان فرض القرارات السياسية الأقتصادية نتيجة "تسلط حكم وجور القوى على الضعيف" . او في لغة ولهجة اسهل " اطعام الفقراء من بقايا وبذخ الأغنياء " ، لذلك برز التجمع اليساري او القطب الذي مشى لعقود لاحقة هو الذي ناضل في إثبات نظرية الوقوف ضد الطغمة الغاصبة ووضع حداً لها ولفرادتها في إغتصاب الثروات . رأينا ممارسة اليسار بشكل عام يتقدم ويحقق تقدماً وإنتصاراً على كافة مجريات الحركة السياسية والمنظومة والآفة صاحبة النزعة للخصخصة وإمتلاك وإبتلاع الثروات !؟. للحقيقة وللواقع ان نظرية اليسار لا تقتصر على الإنتماء الى الفكر "الماركسي الأنغلزي اللينيني" المتعاقب ، منذ سنوات نجاح ثورة اكتوبر المجيدة "1917" ، كان ذاك العام انتقال العمال والمثقفين والفلاحين والمزارعين من نقطة العبودية الى المشاركة في الرأي!؟. سقطت سلطة القياصرة وتم تجريدهم من إحتكار الأنسان وممتلكاته الخاصة لأخيه في الإنسانية الأضعف. لكن بعد ذلك وفي فترة وجيزة رأينا الإتحاد السوفياتي يتقاسم العالم مع الند والنظير الأكثر امبريالية والتقائها مع امبراطوريات عالمية بائدة ، كانت تتهم بالعبودية ،والإستعمار ،والإستغلال، للشعوب . فرنسية وانكليزية واوروبية منتشرة في اصقاع العالم ، وداست اراضي ما بعد الأطلسي وصولاً الى امريكا بعد اكتشافها .دخول الثورات الى العالم تِباعاً بعد إنتصار الإشتراكية والشيوعية ومتابعة و ملاحقة عفن الرأسمال ؟. الذي ما زال يحقق تصاعداً وهروبه وان كان في النظرية وليس في التطبيق والخيار كان "الأشتراكية ام الإمبريالية " ؟. الا ان اليسار العالمي صار بالتأكيد حجر عثرة لا يُمكن تفتيتهُ بالشكل السهل كما يراه البعض ومنهم غُتاة الإمبريالية العالمية الفاجرة التي لها الاعيب واساليب إستخدام الترهيب والترغيب والتجويع وزرع روح الفتن في كل الإتجاهات حسب مصالحها ، لكى تحقق مُرادها ؟ . امام اليسار العالمي ، العلل المتفاقمة مؤخراً منذ مطلع السبعينيات من القرن المنصرم بعدما وصل صيت الإشتراكية الى القمة واصبح حتى يتأثر في القضايا الكبرى والمهمة والتاريخية على الصعيد الدولى والقاري وصولاً الى "قضايا احتلالية وعنصرية في افريقيا وجنوبها ، وفي ارض فلسطين" وإغتصابها وقضية العرب الكبرى التي ما برحت تتأزم برغم ضمور الثورة والنهضة الفكرية التي إعتمدتها احزاب شيوعية كبرى في " فلسطين ولبنان ومصر والعراق والسودان "!؟. حيث كان لدور كل حزب من تلك الدول نزعة تمرد في الإلتصاق بالأرض من خلال نشر وزرع الروح المشرقة للفكر الشيوعي وبداية إضاءة جديدة غير المتعارف عليها هنا في العالم العربي ، المرتبط بالإسلام او بالحد الأدنى لأنظمة ورواج صيغة الشورى وانظمتها في قوانين الحكم هناك !؟.
لكننا نتساءل لماذا تم مهاجمة اليسار وتحميله مهمة
" خنوع " ونوم الثورات ؟ وتم الإنقضاض عليها ووأدها في محاجرها ؟ هناك اسئلة ضخمة وكبيرة برزت الأجوبة عليها ؟ لماذا وقعت القوى اليسارية العربية في الافخاخ الفاضحة للفشل الذي تسلل اليها "وغدا لا ينظر الى الأخطاء التاريخية المزمنة الكبرى التي نتجت عن عدم ايصال الحقيقة الكاملة الينا واوجه التباعد عن ماهية متطلبات الساعة "؟.
وماذا كان يُرِيدُ مننا الإتحاد السوفييتي بعد التأكد من تأييدهِ التام المُبرم فجوراً للدولة الصهيونية اسرائيل على حساب اصحابها تاريخياً اهل فلسطين .
واصبحت القضية الفلسطينية كأنها فقط اليسار من يقف في وجه استعادة تحريرها ؟. طبعاً هناك عناوين ومواقف موثقة عن ازمة اليسار العربي الأفريقي المتعثر أصلاً منذ البداية . او عن القهر الذي ساد طيلة فترة الحرب الباردة بين القطبين الكبيرين بعد حروب عالمية حصدت الأخضر واليابس والنَّاس معاً.
بعدما فُتحت الأبواب امام اليسار لكي يقتحم ساحات وميادين مباحة كانت شبه مشرعة لأي كان يستطيع التصدر الى الأمام؟. التجارب مثيرة وكثيرة ووفيرة حتى في بعض الدول الأوروبية التي كانت خارج السرب السوفييتي ،لكنها كانت تتصارع على اراضيها وانظمتها المتعددة لإرساء الديموقراطية كما يراها مناسباً حيناً ومعادياً للإمبريالية في اكثر الأحيان .والأمثلة كفيلة في تبوأ الأحزاب الشيوعية طيلة عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية التي قسمت اوروبا .
كان اليسار في فرنسا وفِي اسبانيا وفِي ايطاليا وفِي اليونان يشارك ويتقاسم الحكم بنفوذ عام وإخضاع الأحزاب الشيوعيه في تلك البلاد لتحقيق إقتصاد ناشيئ ونافذ .
يجب العودة الى امثلة متعددة تُجيزُ لها ونُقِرُ وتعترف بأن هبوط وتدنى دور اليسار في كبوتهِ الزائفة والزائغة والغارقة والغائرة ما هي إلا علامات نهوض سوف تستحضرها قوى اليسار حينما يتجلى رؤية الخيوط الضاغطةوالملتفة حول اعناق الإنتماء الى اليسار .
سقوط الإتحاد السوفييتي منذ قدوم "البروستريكا " المحدثة إرتطاماً ذو صدى مدوى في اسوار لم نكن ندري طينة ورخاوة بنيتها او بعدها التام عن الصلابة .
مما جعل الدرب بكل سهولة معبدة الى ذلك الهفوت في الهاوية لأصحاب افكار اليسار . كما اننا ننظر الى الليبرالية المتجددة المتعددة الألوان والأوجه في فتح قنوات وفجوات اخرى . سادت وخطفت غبطة اليسار الذي ما برح يبرر ويعتذر عن اسف متجذر لأن الخطوات الى الأمام كانت تأمر بالمسير في غض رؤيتها ونظرتها عن العودة للأسس والمداميك المعتمدة عليها للنهوض وعبورها ؟ كانت تبدو شبه هشة وضعيفة جداً وبإمتياز. ودليلنا على ذلك تخبط اليسار الأوروبي وتراجعه مباشرة غداة بروسترايكا غورباتشوف عام "1986" وصعوداً . وكان ذلك جلياً عندما هُدِمّ السور والجدار والحائط ما بين الألمانيتين في برلين عام "1989" تشرين الثاني ، مما "أُفسِحّ في المجال امام "اليمين واليمين المتطرف" والإسلام الإرهابي " ، ان يحل مكان مسوغات ومسودات وخطط وبرامج الأحزاب التي تتخذ من يساريتها رؤيةً يُرادُ منها التوغل والتوجه نحو المستقبل .
كبوة اليسار لا بد لها ان تتلاشى رويداً ريثما يتم اعادة بث الروح الجديدة والحديثة التي تتلاءم مع ارضاء اراء جمع كبير من اهل الفكر ، بالإضافة الى بحث جذري عن عدم تكرار الوقوع في المطبات الواردة الينا من الخارج ؟. برغم سقوط وافول نجم الشيوعية في العالم الا ان قدرة اليسار الحالى تبدو ناشطة ومستحدثة تستدعي التناغم مع كل مستجد وان يكون اليسار متأهباً لتقديم تنازلات وإعادة رسم خارطة جديدة لكي نتجاوز تعثر اليسار ومنعاً للوقوع في القاع .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في /29/ تشرين الثاني -نوفمبر / 2020/ ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زنابق منشورة على كافة أرجاء الوطن .. الشهداء الشيوعيون لا ير ...
- الزاد في تُراثِ فيروز
- فرنسا الضحية والجلاد .. العِقاب يُسَبِبّ الإرهاب ..
- شاء من شاء وأبى من أبى .. فلسطين أزلية .. رؤية الشهيد الحي ي ...
- الطاغوت الجمهوري يُساوى الصنم الديموقراطي ..
- تصَدُّع في ركائِز .. الحرية والمساواة والإخاء .. الجمهورية ا ...
- أزمة ناخب أم دعوة تغييّر ..
- ديموقراطية امريكا في دعمها خلع الرئيس الفنزويلي .. وتسمية رئ ...
- تحريض و ترهيب .. ترويض و ترغيب ..
- من ناشط وناطق ومُدافع عن .. المملكة العربية السعودية الى مجه ...
- ضرورة تفعيل أداء الجمهوريات .. كريم مروة في كتابهِ نحو جمهور ...
- لِلحرب العالمية الأولى .. دورات عُنف لا تُغتفّر ..
- إستشراء الفساد لأرباب السلطة .. تمادى الثوار في إنتفاضتهم بِ ...
- مخاطر الإستمرار في التنازل .. عن ارض الأجداد فلسطين ..
- وأد إنتصار اكتوبر المجيد ..
- النِزاعات في الشرق الأوسط .. تتحول الى دمار شامل .. صعب ايقا ...
- حق العودة مَرهوّن بِلا تسوية ..
- غزة تغرق في الدماء .. بين الشجبِ والتنديد ..
- زيارة متأخرة إلى كتاب .. تلك الأيام - معتقدات وطقوس .. للإست ...
- صِناعة الإبداع وفنون المناورة .. جموّل الحكاية منذُ البداية ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - عصام محمد جميل مروة - نهضة اليسار من كبوتهِ