أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - وأد إنتصار اكتوبر المجيد ..















المزيد.....

وأد إنتصار اكتوبر المجيد ..


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 17:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخر حروب العرب والأمجاد كانت في اكتوبر عام 1973
السادس من شهر تشرين الاول اكتوبر من ذلك الخريف كان تحولاً تاريخياً تمّ إدراجهِ على المستوى الدولى وإعتباره إعتداء عربي جماعي على إسرائيل حينها تم التحريض على كافة الاصعدة ضد الدول العربية التي خاضت الحرب بكل جسارة وبسالة من جانب الجيش المصري على بعض جبهات وجوانب القناة في مدينة السويس وإعتبار خرق وعبور قوات القوماندوس والمغاوير المصرية في إختراقها خط الدفاع الدفرسوار وبرليف المحكم اسرائيلياً .
كانت الفاجعة الكبرى ادت بفعلها إستدعاء رئيسة الوزراء للعدو الصهيوني الإتصال مبكراً وإيقاظ الحليف الأول للصهيونية وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية اثناءها في حكومة ريتشارد نيكسون ، هنري كيسنجر الذي سمع بكاءاً حسب تعبيره احيا بهِ اعادة الصورة الى الأذهان عندما كان صغيراً وشاهد القتل والعداء لليهود في ابادة قامت بفصولها النازية في محرقة الهولوكوست الشهيرة .
وبعد ذلك كان هنري كيسنجر قدد حدد أجندة عمل لا تحتمل التأجيل في العمل مباشرة لبداية تنفيذ وشق ما يُسمى خطوة المتر والمربع الأول يحتاج الى عناية وعِنان وليس الى تصريح او اعلان صحفي بل وضع التأهب نصب عينيه مباشرة العمل .
كان الجسر الجوي بين الولايات المتحدة الامريكية سواءاً مباشرةً من اراضيها ام من قواعدها الموجودة في المحيطات والموزعة والجاهزة لدعم اي نظام تراهٌ امريكا ضرورة للوقوف الى جانبه او يجب التخلص منه على غرار انظمة ودول امريكا اللاتينية بعد الإطاحة بالنظام في " تشيلي" حينها ، وغيرها من الحكومات والانظمة التي كانت تسعى الى مواجهة امريكا عبر الأطر والإنتخابات الديموقراطية وإتخاذ الأشتراكية واليسار كنهج معادي للولايات المتحدة الامريكية وللإمبريالية بصورة عامة .
وكانت سمعة امريكا في تورطها الغير انساني في خوضها غِمار حرب مستنقع فيتنام الذي ادى الى صرامة الموقف الأمريكي في إستخدام واقع قديم جديد " العصا مقابل الجزرة" هذا ما قام به هنري كيسنجر مباشرة بعد نهاية حرب فيتنام في مواجهة اعداء امريكا واسرائيل معاً .
فكيف سوف يكون الحال إذا ما تقدمت غولدا مائيير في تقريرها عن الوضع المأساوى لتعرض دولة اسرائيل الى "الزوال " بعد حرب اكتوبر المجيدة من اكثر جبهات السخونة على جوانب حدودها مع كُلٍ من مصر ، وسوريا ، ولبنان، والأردن ، وتدخل بعض فصائل الثورة والمقاومة الفلسطينية حينها في عمليات متواضعة من جنوب لبنان عبر ومن خلال "جبال العرقوب " ، تتكون مرتفعة مُطِلة مباشرة من الجولان السوري والقري الجنوبية المحاذية للشريط الشائك العنصري ،
كانت حركة فتح تعتبر تلك المنطقة محور مباشر تحت سيطرتها وتُطلقُ عليها تسمية " فتح لاند" او ارض فتح .وغياب تام لوجود الدولة اللبنانية والجيش على الحدود.
بعد هزيمة "1967" كانت القيادة العسكرية للجيش المصري قد تواصلت مباشرة مع السوفييت في اسراع اعادة احياء الجيش المصري حيث إستعان جمال عبد الناصر مستنجدا غداة النكسة مباشرة مع الرئيس السوفياتي ليونيد بريجينيف في تدعيم القوات المسلحة المصرية عبر خبراء سوفيات على كآفة الأصعدة تعويضاً عن الخسائر الكبرى الجسيمة التي تكبدتها قوات الجيش في ايام الحرب الستة .
لم تتم كما بدا لاحقاً القصة والمهمة ممهدة الى أن غاب ورحل جمال عبد الناصر عن الدنيا تاركا اثرا ضخماً ربما لا يُعوض في "28 ايلول 1970" ؟
مما ادي الى اسراع خلفهِ محمد انور السادات ان يتابع المشوار لكن سرعان ما تدخلت الولايات المتحدة الامريكية لإنزعاجها من تنامى نفوذ الجيش المصري حيث تم طرد الخبراء السوفييت الذين كانت أعدادهم تجاوزت العشرين الف مما وقع إرباك في التجهيز لحرب أكتوبر وكانت اواخر حروب مصر مع اسرائيل قبل توقيع الاتفاق المشؤوم الشهير كامب ديفيد . هنا يتضح لنا ان حرب تشرين ليست مناسبة لإستعادة نظرية واقعية للحرب التي يعتبرها كثيرون منتصرون في إدائها. لكن السؤال ؟ يبقى اين نتائج تلك الإنتصارات اذا ما كانت فعلاً تسميتها كما توصف "إنتصار مجيد " ، العالم تغير واسلوب الحرب اصبح يُقادُ من داخل المكاتب ومن على منصات وهمية وهنا يجب ان نُقِرُ ونعترف بأن التكنولوجيا هي المحرك الأساسي لأي حرب قادمة . لكن الجيوش ومُجهزيها ومُحضريها تتلقى الإيعازات لمبادئ قيام الهجوم او الدفاع قد خرج عن نطاق قديم وبالي في واقع الامر ، لذلك تلك الدلائل تستحق الوقوف والتمهل في اعطائها الدقة الكاملة لما حصل عام 1973 بعد "وأد الإنتصار مباشرة" .
كم هي رائعة وجميلة الأحاسيس والشعور بالإنتصار لكننا كنا في بداية الطريق ولا ندرى كم سوف تكون نتائج الحرب تلك ثقيلة الى درجة الخجل من انفسنا عندما صفقنا وغنينا ورفعنا شعارات ضد كل من يقف بوجه دعم الثورة الفلسطينية والأحزاب اليسارية التي كانت اساساً مهماً يتنامى داخلنا وتربينا على مبادئ المقاومة لأن الإنتصار يحتاج الى تحضير والأشبال والشباب هم حتماً مستقبل يجب النظر الى تحديد مساراته على كافة الأصعدة .
اثناء وقوع الحرب عام 1973 ، كُنا مجموعة صغيرة من الشبان او الصبيان لا يتجوز عمر اكبرنا " 13-15" عاماً حين ما كنا نتجول في الحقول بين مزارع الزيتون وغابات السنديان في الأودية والجبال والمسالك الوعرة بإتجاه نهر الليطاني حيث تتواجد بساتين الليمون والبرتقال والحمضيات نتيجة وفرة مياه النهر العذبة ،كانت سلوتنا وملاذنا في مزاولة النشاطات اليومية صعودًا وهبوطا ، وكانت زيارتنا للنهر اكثر من مرة في اليوم أحياناً كثيرة .
سمعنا اصوات ازيز محركات الطائرات تاركة خيوط بيضاء خلفها في سماء زرقاء ، بعد انفجارات لأصواتها، كانت إسرائيلية القيادة من طِراز " الفانتوم " او " الأف ستة عشر " ، في مقابل ومواجهة سرب اخر من الطائرات السوفيتية الصنع تتنوع ما بين
" الميغ " و" السوخوي" . وكنا نميز ونفرق بين اسماء الطائرات نتيجة تكرار وكثرة تردد وسماع الراديو الذي كان الوسيلة الوحيدة لمعرفة اخر الأخبار من ميسوري الحال وكانوا يرفعون اصوات المذياع تباهيا لحيازتهم السر الوحيد لأخر فصول الحرب .
كنا نبتسم ونفرح عندما كانت اصوات الصواريخ"سام" ومشاهدة اعمدة الدخان تلاحق الطائرات التي تتجه نحو الأراضي العربية المحتلة فلسطين .
كما اننا رأينا بأم العين كيف كانت طائرات سورية تتجه نحو شرق الجنوب اللبناني بإتجاه قمة هضبة جبل الجولان المحتل ،
كانت وقائع حرب تشرين مفرحة قليلاً وثقيلة في نتائجها تباعاً .
المناورات التي بدأت تحت اسم المشاورات والمفاوضات وصلت الى مرادها اليوم بعد مرور خمسة عقود من الكر والفر حتى اصبحت التنازلات شبه عادية وليس خجلاً بعد الإتصالات المباشرة مع الصهاينة في عُقر دار العرب .
تعهد هنري كيسنجر حينها ان تكون دولة اسرائيل اقوى دول المنطقة حِفاظاً على اليهود وعلى مصالح الولايات المتحدة الامريكية مع دول عربية كبرى تُنتجُ نفطاً وغاز ، ان شعارات كيسنجر تتحقق بكامل حذافيرها بعد "وأد الإنتصار " .
عصام محمد جميل مروة..
اوسلو في /4/ تشرين الأول -اكتوبر /2020/ ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النِزاعات في الشرق الأوسط .. تتحول الى دمار شامل .. صعب ايقا ...
- حق العودة مَرهوّن بِلا تسوية ..
- غزة تغرق في الدماء .. بين الشجبِ والتنديد ..
- زيارة متأخرة إلى كتاب .. تلك الأيام - معتقدات وطقوس .. للإست ...
- صِناعة الإبداع وفنون المناورة .. جموّل الحكاية منذُ البداية ...
- صخب ديموقراطي و عضبٌ جمهوري
- مجازر صبرا وشاتيلا حصاد الصهيونية والعنصرية .. الصامتة لكل م ...
- مِن دياب الى اديب .. عون على السمع ارسل .. ماكرون إنجِزوا و ...
- أعتراف الغرب شِئنا ام أبينا إن الإسلام .. مصدر قلق بعد الحاد ...
- القناص والصائد هنري كيسنجر يُنجِزُ .. التطبيع من بوابة الوزي ...
- هل ما زال لُغز الإختفاء والتغييب مُحيراً .. الإمام موسى الصد ...
- مساعى السلام والتطبيع قطار سريع .. عربيٌ نحو الركوع وتناسى ف ...
- القراصِنة الصهاينة يتذرعون بحماية امن .. معابر ناقلات النفط ...
- من افكار الجنرال غورو إيصال .. لبنان الكبير الى جيل إيمانويل ...
- الجمهورية العائمة على .. فساد وفوضى دائمة ..
- الأسمال الثقيلة البالية .. لبيروت .. يحرقُها اكثرُ من نيرون ...
- رِثاءُ بقايا رُبوع الوطن
- كُنوز مِن مناجِمّ إبداعات كريم مروة. .. إصرار وإدخار دمج الز ...
- أثار الخراب السياسي للعراق بعد .. إحتلال الكويت منذُ الثاني ...
- الحياد الماروني الملغوم في .. مواجهة نمط المقاومة المعلوم ..


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - وأد إنتصار اكتوبر المجيد ..