أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة شحادة - طبيب جرّاح














المزيد.....

طبيب جرّاح


جميلة شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 6745 - 2020 / 11 / 27 - 17:41
المحور: الادب والفن
    


تنفس الصعداء بعد أن أنهى بنجاح عملية جراحية لطفل يبلغ الرابعة من عمره. لقد استنفذت العملية الكثير من طاقته الجسدية والنفسية. فإجراء جراحة في الجمجمة، عملية لا تخلو من المجازفة. ماذا لو نجحت العملية وأصيب أحد الأعصاب بعطب كعصب الرؤية مثلا أو ذاك المسؤول عن تحريك الأطراف السفلى من الجسم، أو...
مهما كان الجراح ماهرا، هناك دوما احتمال لحدوث أمر طارئ قد يفاجئه أثناء عمله، قد يتعلق هذا الأمر به أو بالمريض أو بغيرهما. لا شيء مضمون في غرف العمليات الجراحية، ومجرد التفكير باحتمالٍ طارئ أو بالضرر الذي سينجم عنه، يضع الطبيب والمعالج حتما في وضع لا يحسدان عليه.
خرج الدكتور خالد من غرفة العمليات، أسرعت إليه إحدى العاملات في مكتب الاستقبال في المستشفى لتخبره بأن زوجته كانت قد هاتفتها قبل دقائق، وطلبت التحدث إليه في أمرٍ هام. شكرها الدكتور خالد وأخبرها بأنه سيفعل. تابع طريقه نحو غرفة الطفل الذي أجرى له العملية الجراحية، بعد أن نقله الممرضون من غرفة العمليات، بعد أن زال مفعول المخدر، الى غرفة أخرى في المستشفى لمتابعة العلاج. دخل الدكتور خالد غرفة الطفل ليطمئن على وضعه قبل أن يعود الى بيته. كان عليه أن يعود الى بيته في هذا اليوم عند الخامسة مساءً، لولا عويل سيارة إسعاف توقفت أمام غرفة الطوارئ في المشفى الذي يعمل فيه قد منعته من ذلك. كانت سيارة الإسعاف قد نقلت طفلا بعد أن تعرض لحادثة دهس، كادت أن تودي بحياته. على عجلٍ تمّ استقباله، وبعد معاينة وضعه، تقرر أن حالته تستدعي نقله لغرفة العمليات لإجراء عملية جراحية عاجلة، هي من تخصص الدكتور خالد.
نظر الدكتور خالد الى وجه الطفل وتذكر ابنه الذي يجايله، رقّ قلبه، أمسك بيد الطفل، تحسسها بلطف، رفع رأسه نحو الأجهزة الموصولة بجسم الطفل، قرّر أن يمكث بجانبه بعضا من الوقت ما دامت حالته تستوجب ذلك. انهمك بتقديم العلاج للطفل، وما بين مراقبته لأجهزة التنفس، ونبض القلب وبين قياس الضغط والحرارة، نسي الاتصال بزوجته. مضت ساعة، اطمأن الدكتور خالد على مريضه، أمسك هاتفه الذي أغلقه منذ دخوله غرفة العمليات، واتصل بزوجته. ذهل لسماعه بكاءً مريرا يقطّع نياط القلب على الطرف الآخر، كانت زوجته تجهش بالبكاء دون توقف، كانت تبكي بحرقة ابنهما، ابن الأربع أعوام، وقد فارق الحياة في عيادة الحي.
***********
* كُتب النص بتاريخ، 26.9.2019



#جميلة_شحادة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلوب نقية
- حقل الياسَمين
- رقصة واحدة مع البحر
- صديقتي ولكن
- عند هطول المطر
- هل ستأتي؟
- حبيبي أنا
- أن تكون غريبا
- لا أوصيكم بشيء
- الصّورة مشوّهة
- شتّان ما بين نخلة تَحترق، ومَسكن يُهدم
- عاش الوطن
- في محطة الإنتظار
- حديث طيور مهاجرة
- الفراشة الشقية
- جميلة شحادة - مِرثاة
- جيلان والذئب
- نور
- أريد ابناً
- غداً...فجر جديد


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة شحادة - طبيب جرّاح