جميلة شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 6708 - 2020 / 10 / 19 - 21:24
المحور:
الادب والفن
دَعُوني أرحلُ بهدوء.
لا أوصيكُم بشيء
لأنَّ الوَصايا تثْقبُ عباءةَ إخوتي
وتُزيلُ الكُحلَ مِنْ عيْنِ شقيقتي
دعوني أسيرُ الى مدينةِ الأطفالِ
أشاركهُم اللعبَ وما تبقَّى منْ براءتِهم.
هناك؛ سأدفنُ كوابيسَ المُدُن
هناك؛ سأنامُ حيثُ لا يَقْوى أن يسرقَ النفاقُ مخدتي
هناك؛ سأسهرُ ليلتي حتى انبلاج الفجرِ
مع العصافير والأرواحِ الطاهرة.
لا أسلحة معي أصدُّ بها الريحَ العاتية
ولا غطاء يَقيني مَطَر الجبالِ الشاهقة
ربّما؛ أغلّفُ جسدي بورقةِ سيلوفان صفراء
وأحدّقُ في عيْنِ الشّمسِ
فتكشفُ لي حقيقةَ القمر
لن أكشفَ لقطّاعِ الطريقِ ما تخبرني بهِ الشمس
لنْ أُفشي السِرَّ الذي بيْني وبيْنها
فقط، سأخبر زارعي بذورَ الحكمةِ في أرض اللهِ
عنْ عدالةِ الشمسِ في توزيع نورِها.
لنْ أشي بسارق المعبدِ
لن أحرضّ الفقراء على تمزيق دمىً من ورقِ
لن أرتقَ الثقوبَ في ثوبِ المنافقِ
فقطْ، أريدُ أن أحملَ كتابي بيَدي
وأرحلُ بهدوء
#جميلة_شحادة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟