أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ساطع هاشم - الفخ الديني














المزيد.....

الفخ الديني


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 6734 - 2020 / 11 / 16 - 18:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كانت العادة اثناء تتويج ملوك الإنكليز ان يشتموا البابا والكاثوليك في قَسَمْ التتويج، واستمر هذا التعصب والتقليد حتى وفاة الملكة فكتوريا وتولي ابنها ادوارد السابع العرش سنة 1901 حيث تم منع هذه التقاليد، لما فيها من تعصب واحقاد من مخلفات الحروب الدينية القديمة.
ومما اشتهرت به الثورة الفرنسية 1789 في سنتها الأولى الغاء عبادة الله، وإلغاء التقويم الميلادي واستبداله بتقويم الثورة حيث يبدأ التاريخ مع العام الثوري الأول، وجعل الشهر يتكون من ثلاثة أجزاء كل جزء عشرة أيام بدلاً من أربعة أسابيع ونصف، واستمرت هذه القوانين حوالي السنة ونصف، هذا بالإضافة الى المقاصل التي قطعت رؤوس العشرات وتخريب الكنائس ومطاردة القساوسة وغيرها، وكل هذا جاء كردة فعل عنيفة نتيجة لاستهتار اهل الدين ورجاله بالإنسان والمجتمع والقيم الإنسانية لعدة قرون والتي كانت احد الأسباب لنشوب الثورة, وترسخت اليقظة والحذر من رجال الدين منذ ايام تلك الثورة ولحد الان ليس في فرنسا وحدها وانما في عموم اوربا
وفرنسا هي اول دولة بالعالم فصلت الدين عن الدولة، وشعارهم هو انه طالما كان الدين بعيداً عن الحكومة والسلطة فلا هو ولا الكهنة والقساوسة والملالي قادرين على اضطهاد الناس، لأنه اذا توحدت الحكومة والدين فأن العذاب البشري قادمٌ كالطوفان، ولان الدين احسن وسيلة لإخافة ولإرهاب الناس حتى اذا لم يكن بالسلطة، وهكذا منعوا منذ بداية القرن العشرين دروس الدين بالمدارس
أقول هذا وانا افكر باليوم الذي ستنتصر به ارادة الشعب العراقي وشبيبته الحرة على رجال الدين واحزابهم وقتلتهم وتخريبهم للمجتمع قريباً، فكيف ياترى سيجري التغيير وردة الفعل على مجازر الإسلاميين ونظامهم الجائر؟
وكيف سيعاد بناء المجتمع والانسان في بلادنا بعد هذا الدمار الهائل الذي خلقه لنا أصحاب اللحى والكروش وجعلوا حياة الانسان جحيماً لا يطاق؟
وبالواقع فأن سبعة عشر سنة من حكم الإسلاميين لم تؤدِ الى تكريس حكمهم كما كانوا يأملون، بل أدت الى انحطاطهم بالكامل، وفضحهم وتعرية مشروعهم الفاشي الهدام وزوالهم حتمي ومسالة وقت, ففي عصرنا الحالي فان كل شيء عمره قصير، من الاثاث الى الكتب الى الثياب الى الافكار والحكومات والعواطف، كلها سلع مصممة لتموت فور استعمالها وهذا ينطبق تماما على الحركات الاسلامية الرجعية كلها دون استثناء، فقد انتهت منذ زمن ويجب ان تزول

اكتب هذا وانا العن هذا الزمان الذي جعلنا ان نقرأ حتى للإسلاميين أولاد الشيطان، واتذكر عندما كنا أيام الصبا والشباب نسمع ونقرأ اخبار انتصارات الاشتراكية والرأسمالية وتعاون الدول والمشاكل الاقتصادية لكلا النظامين والصراع الثقافي والايدلوجي بينهما والنضال في سبيل السلام ونزع السلاح العالمي، واخر اصدارات فلاسفة الغرب والشرق ومثقفيهم، ونسمع ونتابع اخبار الإضرابات العمالية ومظاهرات الشبيبة والطلبة بالعالم، واحدث الأغاني واللوحات والأفلام والاختراعات وغيرها العديد، وكيف كنا متفائلين بالمستقبل.

وفجأة جاءتنا الديانة الخمينية الملعونة بثورتها الرجعية وعنجهياتها وارهابها وحولت حياتنا بالشرق الى نارٍ وكبريت، فصرنا نضيّع وقتنا مجبرين ونحن نتابع سفاهات رجال الدين واحزابهم وجرائمهم التي بدأت تتكاثر في حروب واحتلالات وعمليات انتحارية بلا توقف مع تعميم التعصب والعنصرية والطائفية واشاعة الخوف والرعب والكراهية واحقاد لا مثيل لها، فضاعت اخبار الإنسانية في الاقتصاد والثقافة والعلم والفن والمجتمع، وضعنا باخبار الوهابيين والاخوانجية والخمينية وتجار الدين، حيث الهدف من هذا الدين عند هؤلاء السفاحين هو الفتح والتدمير والغزو لأجل القتل

كلنا يعرف ان حكام العالم وقادته وملوكه يتفاخرون ويتفاضلون بما انجزوه وبالآثار الحضارية التي يتركونها، فبماذا سيفتخر الإسلاميون ورجال الدين ومراجعهم التافهة عندنا، عندما ستحين ساعة زوالهم العاصفة قريباً؟

وهذا ما ينبغي ان ينتبه اليه ثوار تشرين، لان ذلك يعطيهم الامل بان ثورتهم الحالية قادرة على كنس كل التيارات الإسلامية واحزابها ومراجعها ومعمميها الحالية بشكل جذري، لانهم عصابات وقطاع طرق خارجين عن القانون وليسوا بشراً مسالمين.

ولابد من التذكير بانه ليست طبقة رجال الدين الفاسدة والمفسدة والمتدينين هم وحدهم من ارتكب المجازر بحق الابرياء بل ان للبعث وعساكره السبق في هذا التنكيل بالشعب العراقي بأسره وبكل طبقاته الاجتماعية وقومياته

وعلى الشبيبة الثائرة ايقاف حركة قاطرة العالم الان، حتى يتم انزال هؤلاء السفاحين من مركبة الحياة البشرية لتنسحق انظمتهم الجائرة ولتموت وحدها في صحاري العرب والعجم مع كل المخازي والماسي التي جلبتها لهذا الشعب المغدور.

دعونا رجاءاً نأمل وندعم شبيبتنا في كفاحهم ونحلم معهم بتلك الأيام السعيدة القادمة قريباً الخالية من هذا الوسخ البشري الطارئ.



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعداداً لتشرينية جديدة
- المناضلة ماري محمد
- العلمي والعاطفي
- الاختيار والاضطرار
- ثوار تشرين في عيدهم الاول
- الفانوس غير السحري
- القلق وسادة الفنان
- فن للتسلية فن للترقية
- دين وفن
- ساحل البحر
- فن النافذة وفن المرآة
- بيروت
- كارل ماركس
- صوت الالوان
- تائهاً في حجرة
- مقبرة في الشتاء
- هل يعيش القتلة سعداء؟
- دولة الفساد الخضراء
- شعلة تشرين
- معارك بالخريف


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ساطع هاشم - الفخ الديني