أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جميل السلحوت - رواية سرّ الزّيت والتّفاؤل بالمستقبل














المزيد.....

رواية سرّ الزّيت والتّفاؤل بالمستقبل


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 15:30
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


كتب الأسير وليد دقّة روايته الموجّهة لليافعين "حكاية سرّ الزّيت" في سجن "جلبوع" عام 2017، وأصدرتها عام 2018 "مؤسسة تامر للتّعليم المجتمعي". وتقع الرواية التي رافقتها رسومات الفنات فؤاد اليماني في 96 صفحة من الحجم المتوسّط؟
صدر حتّى الآن عشرات المؤلفات التي تتراوح بين الرّواية والقصّة والشّعر والمذكّرات التي خطّتها أقلام فلسطينيّة عانت من ويلات الأسر بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي أهلك البشر والشّجر والحجر.
حكاية سرّ الزّيت
وليد دقّة: ولد الأسير الفلسطيني وليد دقّة هام 1961 في باقة الغربيّة، في المثلّث الفلسطينيّ، ووقع في الأسر عام 1986، وحكم عليه بالسّجن المؤبّد، ولا يزال وراء الأبواب المغلقة، حصل على ماجستير في العلوم السّياسيّة وله عدّة دراسات وأبحاث. وفي عام 1999 اقترن الأسير وليد دقّة بالصّحفيّة سناء أحمد سلامة، ورزق الأسير وزوجته بابنتهما ميلاد التي جاءت إلى العالم 3 فبراير- شباط- عام 2020 بعد حمل زوجته عن طريق نطفة مهربة.
عودة إلى رواية "حكاية سرّ الزيت": يلاحظ أنّ الكاتب سمّى نصّه" حكاية سرّ الزّيت"، ولم يطلق عليها رواية، كما يلاحظ أنّ النّاشر "مؤسّسة تامير للتّعليم المجتمعي"، لم تكتب تصنيفا للنّصّ على الغلاف عندما أصدرته، وهذا يعني أنّنا أمام حكاية موجّهة لليافعين، وأنّ النّصّ ليس رواية، مع التّنويه بأنّ هذا لا ينتقص شيئا من قيمة النّصّ الذي يعتبر النّصّ الأوّل الذي يكتبه أسير ويوجّهه لليافعين.
تحكي الحكاية مغامرةَ الفتى جود، وخطّته التي تتطلّب مساعدةً من أصدقائه: الأرنب السمّور، والعصفور أبو ريشة، وبراط الحمار، وأم رومي شجرة الزيتون، والقط الخنفور، والكلب أبو ناب.
أهداف النّصّ: يجد التّنويه بداية إلى أنّني لم أقرأ النّصّ في كتاب ورقيّ، بل قرأته كما وصلني في البريد الإلكترونيّ، وهذا يعني أنّه يصعب على المتلقّي أن يحيط بجوانب النّصّ المختلفة عندما يكتب عنه، ولن يستطيع الإقتباس ببعض ما جاء في هذا النّصّ، وبالتّالي سأعتمد على الذّاكرة في كتابتي هذه. وقد لجأ الكاتب إلى الخيال في سبيل خدمة نصّه. فماذا يريد قوله؟
وإذا كان بطل الحكاية هو الطّفل جود، الذي هو ثمرة لنطفة من أبيه مهرّبة من وراء البواب المغلقة، ومحروم من زيارته لأبيه، كعقاب من المحتلّ للأسرى الذين هرّبوا نطفا منهم، لينجبوا أطفالا من زوجاتهم دون أن يلتقوهنّ، فإنّ جود هذا تعاون مع طائر وكلب وقط وأرنب وحمار وشجرة زيتون معمّرة، التي زوّدتهم بزيتها الذي يسمح لهم بالتّخفي لعبور جدار التّوسّع الإسرائيلي، ليستطيع جود زيارة والده دون أن تحول موانع الاحتلال الكثيرة دون ذلك. وأعتقد أنّ الكاتب في اختياره لشجرة الزّيتون قد استفاد من قصيدة الشّاعر الكبير محمود درويش "أوراق الزّيتون" التي يقول فيها:
لو يذكرُ الزّيتون غارسَهُ
لصار الزّيت دمعا
يا حكمة الأجداد
لو من لحمنا نعطيك درعا
لكن سهل الرّيح
لا يعطي عبيد الرّيح زرعا
إنّا سنقلع بالرّموش
الشّوكَ والأحزانَ... قلعا
سنظلّ في الزّيتون خُضرتَه
وحولَ الأرضِ درعا
يضاف إلى ذلك أنّ شجرة الزّيتون رمز للسّلام، كما هي دلالة على حضارة الشّعب الفلسطينيّ العريقة، حيث يوجد في فلسطين اثنا عشر مليون شجرة زيون معمّرة، أي يزيد عمر الواحدة منها على الألف عام. وهذه الأشجار يقتلع المحتلون بعضا منها، ليزرعوها في مستوطناتهم، في محاولة منهم لنهب الثّقافة الفلسطينيّة ونسبها إليهم. لكنّ شجرة الزّيتون في "حكاية سرّ الزّيت" عرفت أبناءها الذين هم أحفاد من غرسوها، فاحتضنتهم وأخفتهم في ساقها الضّخم عن عيون المحتلين، ودهنتهم بزيتها السّحري؛ ليزور جود والده الأسير في سجون الاحتلال دون عناء" وهذا هو سرّ الزّيت الذي ورد في النّصّ.
فهل استبق الكاتب ميلاد ابنته عندما كتب هذا النّصّ أو جاء نصّه تعاطفا مع زملائه الأسرى الذين هرّبوا نطفاتهم، وحملت منها زوجاتهم ومنعهم الاحتلال من رؤية فلذات أكبادهم؟ لكن هذا لا يغيّر من قيمة النّصّ ومن الأهداف التي يرمي إليها.
وهل جاء التّعاون بين الزّيتونة التي تمثّل تراث الآباء والأجداد مع "الابن جود"، كإشارة إلى مستقبل الأجيال النّاشئة التي لم تقبل السّكوت على مظالم الاحتلال، وستنتصر عليه كما انتصر "جود" على سياسة منع أبناء النّطف المهرّبة من زيارة آبائهم والإلتقاء بهم؟ وهذا التّفاؤل الذي ورد في ثنايا النّصّ جاء مقرونا بالحثّ على العلم، لأنّ أحدالأسباب الرّئيسة في هزائم أمّتنا هو الجهل، ولا تنتصر الشّعوب إلا بالعلم.
اللغة والأسلوب: اعتمد الكاتب في نصّه على السّرد الحكائيّ الإنسيابيّ أكثر من اعتماده على السّرد الرّوائيّ، وهذا ساعد على تنمية عنصر التّشويق، ويلاحظ أنّ الكاتب أكثر من استعمال اللهجة الفلسطينيّة المحكيّة، مع وضع معانيها باللهجة الفصحى لتسهيل فهم النّصّ على من لا يستعمل اللهجة المحكيّة.
2-11-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-جهلنا وقصورنا الإعلامي
- بدون مؤاخذة-الجنس الآري والحرباء
- بدون مؤاخذة-عندما يتحوّل المجرم إلى ضحيّة
- بدون مؤاخذة-لنتحاور بهدوء
- بدون مؤاخذة-كلاب الشّيخ وحمير موسى
- بدون مؤاخذة- ماهر الأخرس وخيار الحياة أو الموت
- فوزي البكري ابن القدس وشاعرها
- رواية-قبل أن يأتي الغرباء- وعودة للتاريخ
- نسب أديب حسين ورواية الرّامة التي لم تُروَ
- بدون مؤاخذة- اسرائيل لم تخترق جدرانا
- بدون مؤاخذة-تصريحات فريدمان ليست عفوية
- بدون مؤاخذة-تعبئة عربية لتكريس الاحتلال
- بدون مؤاخذة-سيادة الدول وسقوط حكامها
- بدون مؤاخذة-محمية البحرين والمتصهينون العرب
- بدون مؤاخذة-الدعارة السياسية
- رسائل الأسير حسام شاهين إلى قمر
- أنا اسمي رفيف قصّة عن ذوي الاحتياجات الخاصّة
- بدون مؤاخذة- قانون القوّة
- بدون مؤاخذة-أوّل الرقص حنجلة
- بدون مؤاخذة-كنس الاحتلال أوّلا


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - جميل السلحوت - رواية سرّ الزّيت والتّفاؤل بالمستقبل