أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - العابرون للطوائف














المزيد.....

العابرون للطوائف


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 12:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في تعددها الإثني والطائفي والمذهبي (في إطار كل طائفة) ليست البلدان العربية حالاً شاذة بين المجتمعات الإنسانية الأخرى، المعروفة بتعدد الأجناس والأعراق والطوائف والمذاهب التي يعيش أصحابها على أراضي هذه البلدان ويكونون بالتالي مجتمعاً واحداً أو مشتركاً، تجمعهم، وفي أحيان كثيرة، تكاد تصهرهم مشتركات قوية لا يعيقها التنوع أو التعدد القومي والطائفي.
بل إن المجتمعات متعددة أو متنوعة التكوينات يمكن أن تكون أكثر حيوية وثراء ثقافياً واجتماعياً بالقياس للمجتمعات أحادية التكوين، لأن التنوع يعني التفاعل الخلاق بين المكونات المختلفة، ويعني أيضا تعدد الروافد الثقافية والتاريخية التي تضفي تلك الحيوية.
لكن المسألة الطائفية، على النحو الذي نشهده اليوم في المجتمعات العربية - الإسلامية، يمكن أن تصبح أداة موظفة توظيفاً سياسياً، يحتمل الكثير من أوجه الإقصاء والفرز وتأجيج العداوات بين أفراد الطوائف المختلفة، وإنتاج الكراهية وتعميمها في المجتمع، بحيث لا يعود بوسع أبناء الطوائف المتعددة أن يبنوا بينهم جسوراً، ويتجاهلوا المشتركات الكثيرة التي توحدهم وتجمعهم، لصالح تضخيم، وحتى افتعال، ما يفرق ويمزق.
ليس في متناول قوة أخرى غير الدولة أن تعالج هذه التوجهات والميول التناحرية بين ممثلي الطوائف والملل، وهذا يتطلب من هذه الدولة أن تشغل موقعاً وسطاً بين كافة مكونات مجتمعها، فتدير آليات الدمج والتعايش بينها، ما يشترط ألا تقدم الدولة نفسها على أنها ممثلة لطائفة أو فئة بعينها من طوائف أو فئات المجتمع على نحو ما نرى في بعض بلداننا العربية.
بمنهاج مثل هذا يمكن للدولة تجنيب المجتمع مخاطر الفتنة، عبر توكيد فكرة المواطنة التامة، القائمة على تكافؤ الفرص والمساواة في الحقوق والواجبات، مما يعمق من فكرة الانتماء الوطني ويعززها، ويضعف حدة التعصب الطائفي، الذي ينشط كلما ضعفت آليات الدمج الوطني التي تعزز المشتركات على حساب عوامل الفرقة أو التنافر.
في المرحلة التي علت فيها موجات التنوير والتحرر القومي والوطني ودعوات الوحدة والتقدم برزت قوى يمكن أن نصفها بالعابرة للطوائف، وشكلت التيارات اليسارية والقومية العمود الفقري لهذه القوى، لأنها عززت من طابعها غير الطائفي وغير العرقي في الكفاح ضد الهيمنة الأجنبية ومن أجل نيل الاستقلال الوطني وتحقيق التنمية وبناء الدولة الحديثة، وأفلحت هذه القوى، إلى حدود كبيرة، في إضعاف التوظيف السياسي المغرض للطائفية، بل إن الطائفية ذاتها، كفكرة وممارسة، توارت إلى الخلف، ولا نقول إنها انتهت، والدليل على ذلك أنها سرعان ما عادت نشطة جراء الأزمة السياسية التي تمر بها منطقتنا العربية منذ سنوات، خاصة مع الدفع المحموم في اتجاهات التقسيم وإقامة الكيانات والكانتونات المذهبية.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمقهورين أجنحة
- (كوتا) للنساء
- الوطني والعالمي
- معارف أم معلومات؟
- حديث عن (الأقليات) في العالم العربي
- سوبر ماركت كبير
- زمن جيفارا
- ردّ الصاع صاعين
- بين التاريخ والرواية
- بطل سرفانتس
- المثقف النقدي
- تعددية الثقافات لا مركزيتها
- الناس تحب الأساطير
- المدينة التي تتذكر كل شيء
- من منظور تشومسكي
- أوروبا بين الخطيبي وفرانز فانون
- عمالقة أم عصر عملاق؟
- (مناعة القطيع) والأخلاق
- أطروحات حول الفكر والحرية ودور المثقف
- كيف كُتب التاريخ؟


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - العابرون للطوائف