أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - المدينة التي تتذكر كل شيء














المزيد.....

المدينة التي تتذكر كل شيء


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6707 - 2020 / 10 / 18 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


شدّني كثيراً هذا العنوان الذي وجدته على رأس مقال في أحد أعداد مجلة «الثقافة العالمية» الكويتية، ترجمه إلى العربية مجدي عبدالمجيد خاطر. أما المقال نفسه فقد كتبه جيف مانو الذي قدّمته المجلة على أنه مؤسس أحد أشهر المواقع المعمارية على شبكة الإنترنت، وحكماً من هذا التعريف لنا أن نتخيّل أن الكاتب تناول ذاكرة المدينة من وجهة نظر معمارية أيضاً.
مع ذلك فإن الكاتب يفتتح مقاله بالعودة إلى رواية جيمس جويس «عوليس» التي تسجل جميع تفاصيل يوم عادي في حياة بطلها، لكن مؤلف الرواية كان يرمي إلى ما هو أبعد، كما قال هو نفسه، بأن تصبح روايته بمثابة صورة أدبية مجسمة لمدينة دبلن التي تدور فيها الأحداث، «حتى إذا اختفت المدينة يوماً من الوجود فجأة، أمكن إعادة بنائها من خلال كتابي».
في صورة من الصور يمكن تعميم ما تمناه الكاتب، ولعلّه أفلح في تحقيقه فعلاً، على سواه من الروائيين الذين ارتبطت أعمالهم بسيرة وذاكرة مدن بعينها، حيث يمكن لهذه الأعمال أن تحافظ على ذاكرة المدينة كما التقطتها عينا الروائي، في حال اختفت بعض المعالم والتفاصيل من هذه المدينة في مستقبل الأيام.
المدينة بالذات، خاصة إذا كانت عاصمة البلد المعني، هي خزّان ذاكرة مملوء بأدق التفاصيل وبحشدٍ لا متناه من الوجوه والأحداث، وليس من عادة المؤرخين، كقاعدة تحتمل الاستثناءات بطبيعة الحال، أن ينتبهوا إلى ما يعدّونه تفاصيل أو هوامش، لأنهم يبحثون عن الأحداث التي يمكن وصفها بالمفصلية في تاريخ المدينة، وبالتالي في تاريخ الوطن كاملاً.
الأدباء هم من يولون العناية للتفتيش عن تلك التفاصيل والتقاطها. وحسبنا هنا التذكير بعلاقة أديبنا الكبير نجيب محفوظ، كمثال، بمدينته القاهرة وهو أمر قيل وكتب حوله الكثير، فما كتبه محفوظ لم يقدّم لنا القاهرة المعيشة في حياته وحياة مجايليه ومن سبقهم فحسب، وإنما قدّم ذاكرة المدينة للأجيال القادمة أيضاً.
كاتب المقال لا يقف عند هذه المسألة بالذات، فلم تكن تلك غايته، لكنه يلفت أنظارنا إلى أن ما يطلق عليه اليوم وصف «المدن الذكية»، بما تتوفر عليه من شبكة مراقبة محكمة بأكثر الأجهزة تطوراً، يجعل منها فعلاً مدناً تتذكر كل شيء، فلا تفوتها شاردة أو واردة، كما يقال، دون أن تلتقطها، فها هي نبوءة جورج أورويل في روايته (1984) تتحقق أمام ناظرينا في أكثر تجلياتها وضوحاً، حيث بات الجميع، أينما كانوا، مراقبين، لكن ليس بعين الروائي بالضرورة.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من منظور تشومسكي
- أوروبا بين الخطيبي وفرانز فانون
- عمالقة أم عصر عملاق؟
- (مناعة القطيع) والأخلاق
- أطروحات حول الفكر والحرية ودور المثقف
- كيف كُتب التاريخ؟
- نحن و(نوبل)
- (أنا والجدة نينا) لأحمد الرحبي - الأنا في مرآة الآخر الروسي
- كم من - كعب أخيل - عندنا؟
- صراع دول لا حضارات
- مَن نحن؟
- المسكوت عنه في مسألة التعددية الثقافية
- كتاب يوثق تاريخ المرأة البحرينية في القرن العشرين
- المجتمع المدني بين التقديس والشيطنة
- قصص من العالم
- نحن والدولة
- المنفى الجماعي
- صلاح جاهين .. اليومي والمتخيّل
- كيف صنع جمال عبدالناصر مساري
- مرقد الطاغية


المزيد.....




- -دليل الهجرة-.. رحلة جاكلين سلام لاستكشاف الذات بين وطنين ول ...
- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - المدينة التي تتذكر كل شيء