أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - مرقد الطاغية














المزيد.....

مرقد الطاغية


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 14:23
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في إحدى قصائده تنبأ الشاعر الإسباني لوركا بأن جثته لن يُعثر عليها بعد موته. وللدهشة فإن هذا ما حدث، ففي مكانٍ ما في التلال المحيطة بغرناطة في عام 1936 قتلت فرق الموت الفاشية، المؤتمرة بأوامر فرانكو، لوركا الذي كان في الثلاثينات من عمره فحسب. كان يهجس بالموت، لذا طلب أن تبقى نافذته مفتوحة عندما يموت.
لكنه لم يَمتْ، إنما قُتل غيلة. لم تكن ثمة نافذة لتفتح لحظة قتله في الفضاء الشاسع تحت السماء الأندلسية، ولكن الشاعر الذي أراد لنفسه موتاً شاعرياً كان يقول نبوءته في أن شعره سيُحلق من خلف نوافذ غرناطة، التي عاش، وتعلم، وناضل، وقُتل فيها، ليطوف الدنيا.
في العام 2008 أمر قاضٍ إسباني وضع على عاتقه مهمة إنصاف ذكرى ضحايا الفاشية في الحرب الأهلية بفتح عدد من المقابر الجماعية، استجابة لنداء ذوي من فُقدوا خلال فترة حكم فرانكو، وُقدر عددهم ب500000 شخص. ويفترض أن رفات الشاعر كان في واحدة من هذه المقابر، لكن لم يرجح بعد نبأ بالعثور عليه.
نتذكر هذه الحكاية المؤلمة ونحن نقرأ خبراً عن قرار المحكمة العليا الإسبانية بإخراج رفات قاتل لوركا، الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، لدفنه في مكان آخر. جثمان فرانكو مدفون حالياً في ضريح ضخم يسمى وادي الشهداء، إلى جانب عشرات الآلاف من ضحايا الحرب الأهلية. وبالنسبة للكثيرين فإن هذا الضريح الضخم مدعاة للمقت، والغضب، فهم يرون فيه تمجيداً للفاشية التي أوقعت مئات الآلاف من الضحايا، بل إن المرقد أصبح مزاراً لأتباع اليمين المتطرف.
نقل رفات فرانكو إلى مكان أقل إثارة للجدل يأتي في سياق سجال أشمل في المجتمع الإسباني حول الموقف من حقبة الحكم الفاشي. سقطت النازية والفاشية في ألمانيا وإيطاليا، فيما بقي صنعيتهما فرانكو في الحكم حتى العام 1975، ولم يسمح توازن القوى السياسي في المجتمع بوقفة جادة تجاه الماضي الذي يؤرّق ذاكرة قطاعات واسعة من الإسبان، خاصة ذوي الضحايا الذين دفنوا في مقابر جماعية.
يمكن تأخير النقاش قسراً حول الصفحات المثيرة للجدل في التاريخ لبعض الوقت، لكن لا يمكن منعه إلى الأبد. وها هي إسبانيا التي تفتش عن رفات شاعرها العظيم لوركا، كي تضعه في قبرٍ يليق باسمه، وبشعره، ونضاله، مثقلة بالشعور بأن قبر الطاغية فرانكو، بالطريقة التي هو عليها، يشكل عبئاً على الذاكرة يجب تحريرها منه، بعد أن أزيلت تماثيل فرانكو وأعيدت تسمية العديد من الشوارع التي تذكر بالماضي الفاشي.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشجاعة المفتقدة في كتابة تاريخنا البحريني
- كائنات نجيب محفوظ
- عبدالله العروي والخانات الثلاث
- أناييس نن - شظية من هنا، شظية من هناك
- عبودية الآلة كما رآها أوسكار وايلد
- قسمة ضيزى
- المشي الحر
- غواية الشحرور الأبيض
- ذبابة سقراط
- ما القضية التي تشغلنا
- في قلوب الناس باقٍ - الفنان سلمان زيمان: أشعل ذاكرة لن تنطفى ...
- الأطباء الحفاة
- «كورونا » يكشف عاهات العالم
- محنة المثقف
- سمير أمين
- فيلتسيا لانغر.. وداعاً
- هكذا تكلّم أحمد سند في الأول من مايو
- معاقبة موسكو أم ترامب؟
- بين البحرين وتونس
- الروس والعرب


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - مرقد الطاغية