أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - كائنات نجيب محفوظ














المزيد.....

كائنات نجيب محفوظ


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6685 - 2020 / 9 / 23 - 21:44
المحور: الادب والفن
    


سبق أن أوردنا في مقال سابق حكاية الشاب نجيب محفوظ عندما تقدم للالتحاق بقسم الفلسفة بكلية الآداب، حين مثل أمام لجنة القبول التي كان يرأسها الدكتور طه حسين وسأله هذا الأخير، لماذا اختار دراسة الفلسفة بالذات؟ فأجابه بأنه مهتم بمعرفة أسرار الكون والوجود وما وراء الطبيعة وما إلى ذلك، فرّد عليه طه حسين، بين الجد والهزل: أنت فعلاً تصلح لدراسة الفلسفة لأنك «بتقول كلام محدش فاهم منه حاجة».
لهذه الحكاية تتمة، فقد اجتاز نجيب محفوظ سنوات الدراسة الأربع في قسم الفلسفة، ونال منه شهادة البكالوريوس عام 1934، وكان ترتيبه الثاني بين خريجي القسم في ذلك العام.
لم يُطلق نجيب محفوظ الفلسفة بمجرد تخرجه. دارسو وكاتبو سيرته يذكرون أنه عنى بالبحوث الفلسفية بعد ذلك، فنشر عدة مقالات فلسفية تجاوزت العشرين مقالاً، ونشرها في «المجلة الجديدة» التي كانت إحدى الدوريات التي رأس تحريرها طه حسين، ومن تلك المقالات: «فكرة الله في الفلسفة»، و«فلسفة الحب»، و«فلسفة برجسون» وغيرها.
أكثر من ذلك سجل نجيب محفوظ في دراسات الماجستير في القسم نفسه، واختار لأطروحته موضوع: «مفهوم الجمال لدى علماء المسلمين»، ولكنه سرعان ما عزف عن الدراسة وعن كتابة المقالات الفلسفية، واتجه إلى كتابة القصص القصيرة والطويلة، ومنها ولج، لاحقاً، عالم الرواية.
هل كفَّ محفوظ عن الولع بالفلسفة؟
الإجابة بالنفي: لم يكف عن ذلك، لقد أخذ بالفلسفة إلى عالمه الأدبي، إلى قصصه ورواياته، ولاحظ النقاد أن الكثير من شخصيات أعماله، خاصة في «اللص والكلاب»، و«الشحاذ»، وبالطبع «أولاد حارتنا» تجسد أفكاراً فلسفية وتحمل رؤى حول الوجود والكون ومكان الإنسان فيه، أي تلك التي ذكرها أول مرة أمام طه حسين في مقابلة التقدم لدراسة الفلسفة.
إن عمق نجيب محفوظ ورحابة الفضاءات التي حلق فيها في قصصه ورواياته آتيان من متانة تأسيسه الأول، حين اختار، وهو لما يزل شاباً، حقلاً معرفياً معقداً وثرياً مثل الفلسفة، وصحيح أنه كف عن كتابة المقالات الفلسفية مباشرة، ولكن الفلسفة انبثت في صفحات رواياته، ودخلت في تكوين الشخصيات التي أبدعها أو استقاها من الحياة الثرية في مجتمع حيوي كالمجتمع المصري، فجالت في تلك الصفحات، وهي تحمل تأملاتها وتناقضاتها وتوقها وأشواقها وتمزقاتها.
هذا درس مهم نتعلمه في الحياة وفي الأدب، الذي لا غنى لمن يحترفه عن الموهبة وجودة التكنيك، ولكن قبل ذلك وبعده عمق الرؤية وسعتها.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالله العروي والخانات الثلاث
- أناييس نن - شظية من هنا، شظية من هناك
- عبودية الآلة كما رآها أوسكار وايلد
- قسمة ضيزى
- المشي الحر
- غواية الشحرور الأبيض
- ذبابة سقراط
- ما القضية التي تشغلنا
- في قلوب الناس باقٍ - الفنان سلمان زيمان: أشعل ذاكرة لن تنطفى ...
- الأطباء الحفاة
- «كورونا » يكشف عاهات العالم
- محنة المثقف
- سمير أمين
- فيلتسيا لانغر.. وداعاً
- هكذا تكلّم أحمد سند في الأول من مايو
- معاقبة موسكو أم ترامب؟
- بين البحرين وتونس
- الروس والعرب
- إرهاب عابر للقارات
- ترامب الأوروبي


المزيد.....




- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...
- الجامعة العربية: اللغة العربية قوة ناعمة لا تشيخ وحصن يحمي ه ...
- تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب في احتفالي ...
- يقدم نظرة نادرة على حياة العائلة.. فيلم وثائقي عن ميلانيا تر ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - كائنات نجيب محفوظ