أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - المنفى الجماعي














المزيد.....

المنفى الجماعي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6692 - 2020 / 10 / 1 - 00:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تنصرف الأنظار عند الحديث عن المنفى، في الغالب الأعم، نحو الأفراد. أي إلى المنفى من حيث هو معاناة فردية، فالمنفي هو شخص حرم من وطنه لسبب من الأسباب، تتصل في غالبها بضروب الاضطهاد الديني أو العرقي أو السياسي، حين يتصل الأمر بأصحاب المواقف السياسية أو الفكرية المختلفة في المجتمعات التي تنعدم فيها، أو تضيق، حرية التعبير.
وكانت تجربة المنفى الفردي موضوعاً أثيراً في الأدب، خاصة في أجناس السرد، والرواية منها على وجهٍ خاص، بما في ذلك في أدبنا العربي، وتحضر في الذهن هنا بعض روايات حنا مينه، خاصة في «الثلج يأتي من النافذة» وعبدالرحمن منيف في «شرق المتوسط» و«الآن هنا»، غير أن النماذج الروائية العربية التي تناولت هذا الموضوع كثيرة.
لكن لا تنصرف الأنظار بالكثافة نفسها نحو تجارب المنفى الجماعي، وهي تجارب أكثر وجعاً وقسوة، حين يجد شعب من الشعوب، أو قوم من الأقوام نفسه محمولاً على النفي القسري، الإجباري، لا لشيء إلا لأنه يحمل صفة الانتساب إلى ذلك الشعب أو القوم والملة.
نحن العرب بالذات شهدنا وعشنا واحدة من أشد تجارب المنفى الجماعي ألماً واتساعاً في العصر الحديث، هي محنة تهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه على دفعات، بدأت بالتهجير الأول والأوسع والأقسى في عام 1948، حين أرغمت العصابات الصهيونية الإرهابية أعداداً هائلة من الفلسطينيين على النزوح من بلادهم إلى دول الجوار، في «ترحيل» ظنوه مؤقتاً، سينتهي بزوال أسبابه؛ لكن المحنة طالت، واستمرت حتى اليوم، خلالها ولدت أجيال من الفلسطينيين لم تطأ أقدامهم أرض بلدهم، ولم تقر أعينهم برؤيتها؛ بل تبع ذلك التهجير موجات تالية.
لكن المنفى الجماعي لم يكن قدر الفلسطينيين وحدهم عبر التاريخ، فمثلهم تعرضت أمم وشعوب أخرى للتجربة القاسية ذاتها، وضرب إدوارد سعيد، الذي هو الآخر كان ضحية المنفى بصفته فلسطينياً، بالأرمن مثالاً. وقد اختار سعيد الأرمن بالذات مثالاً؛ لأنهم- حسب وصفه- شعب موهوب تعرض للنزوح مرات عديدة؛ حيث كانت أعداد كبيرة منهم تعيش في شتى أرجاء منطقة شرقي البحر المتوسط، وخصوصاً في الأناضول؛ لكنهم تعرضوا لحملات الإبادة الجماعية على أيدي الأتراك فتدفقوا إلى المناطق القريبة في بيروت وحلب والقدس والقاهرة؛ لكنهم لم يلبثوا أن نزحوا من جديد؛ بفعل الحروب الأهلية أو استشراء المشاعر الشوفينية في المجتمعات التي نزحوا إليها.
محنة المنفى، فردياً كان أو جماعياً، كما شخصها إدوارد سعيد لا تكمن في كون المنفي مرغماً على العيش خارج وطنه؛ بل أيضاً في كونه يعيش يومياً مع ما يذكره بأنه منفي، فلا يتواءم مع المكان الجديد، ولا يتحرر من الوطن الذي حُرم منه.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح جاهين .. اليومي والمتخيّل
- كيف صنع جمال عبدالناصر مساري
- مرقد الطاغية
- الشجاعة المفتقدة في كتابة تاريخنا البحريني
- كائنات نجيب محفوظ
- عبدالله العروي والخانات الثلاث
- أناييس نن - شظية من هنا، شظية من هناك
- عبودية الآلة كما رآها أوسكار وايلد
- قسمة ضيزى
- المشي الحر
- غواية الشحرور الأبيض
- ذبابة سقراط
- ما القضية التي تشغلنا
- في قلوب الناس باقٍ - الفنان سلمان زيمان: أشعل ذاكرة لن تنطفى ...
- الأطباء الحفاة
- «كورونا » يكشف عاهات العالم
- محنة المثقف
- سمير أمين
- فيلتسيا لانغر.. وداعاً
- هكذا تكلّم أحمد سند في الأول من مايو


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - المنفى الجماعي