أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - عندما تبحث عن دفاتر عتيقة














المزيد.....

عندما تبحث عن دفاتر عتيقة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 08:20
المحور: الادب والفن
    


لا نامت أعين الثوار من الطراز العظيم ! عظيمون في الحبّ و الثورة و الحرب. عليك أن تتصعلك على أبوابهم كي يقبلوك ضمن الثّلة حتى لو كانت أبوابهم فيسبوكية .تقرأ منشوراتهم تعتقد أنهم من أصل سويسري حيث لم يعد يشغلهم شيء سوى البحث عن السّلم المكلّل بالورود في سورية المهدّمة ، و التي أصبح فيها القتل أسلوب حياة . هم لم يجرّبوا الجوع. ثوريون يصلحون لكل زمان ومكان ، حجتهم في يدهم وهم يمرون فوق السّراط المستقيم، وفوراً إلى الحقّ ، والحقيقة .
ألوم نفسي على الدّوام على عزلتي ، ثم أعيد النظر في الماضي، و أعرف أنه لو عاد ذلك الماضي لكرّرت تجربتي في العزلة ، فأنا لا أستطيع مجاراتهم في تفوقهم ، كما أنني أبتعد على كل ما يعكر مزاجي حيث لا طاقة لي بالجدل البيزنطي الذي أخذ مني عمراً.
يتواصل معي الصديقات و الأصدقاء على الماسنجر ، و ربما بعضهم يمكن صداقته حتى النهاية حتى لو كان مختلفاً معك فكرياً ، و البعض لا تستطيع الاقتراب منه فأنت تقرأ أفكاره من صورته، ومقولاته العظيمة حول المؤامرة، و الامبريالية و الصهيونية. الموضوع باختصار هو أنني أحببت أن أزور ابنتي في كندا، بحثت عن أصدقائي الحقيقيين على الفيس بوك علّني أدعوهم، أو يدعونني لندردش حول لا شيء، نهتم بالتّمتع بالحديث عن غفلتنا في الماضي. الحقيقة أنني وجدتهم . صورهم رائعة ، و الأروع من ذلك هو صور أصدقاءهم ، وشعراءهم، ورموزهم الثورية العالمية. صورهم تشبه صور ستالين ولينين ، وناديجدا ، هم مناضلون منذ عام 1917 ولا زال التاريخ لا يعنيهم .
قرأت بعض منشوراتهم كي أفهم نفسي فإذ بي لا أفهمني حيث لم أستطع معرفة معنى الامبريالية طوال الفترة التي كنت أناهضها ، كما أنني أفتح صفحة جديدة مع تاريخ اليهود العرب لأعرف معنى الصهيونية، قرأت عن الشعراء اليهود العرب قبل " قضية العرب الأولى " رأيتهم مساهمون في بناء الاقتصاد العربي ، و أماكنهم قد تكون أضعاف مساحة فلسطين، لكنّني خلال إعادة القراءة لا أتجرّأ على الحديث ، أخشى أن يصيبني ما أصاب المدّرس الفرنسي ، وهذه المرة على يد الإرهاب العلماني، العلمانية في بلدنا دين . لكن لن يقتصر البحث عن هؤلاء ، وعلي أن أبحث عن أصدقائي المؤمنين من جميع الطوائف : " إلا هؤلاء" أمرهم عجب ، بعضهم يحمل راية" إلا أنت يا رسول الله" وبعضهم يقول عن أحدهم أنه نور على نور، وأنه إمام الزمان، ويلعن الإرهاب و التطّرف.
عدت بذاكرتي إلى كتاب "سوريا: الدولة المتوحشة" للفرنسي ميشيل سورا في فضحه سياسة القتل التي اعتمدها نظام حافظ الأسد في زمن لم يكن فيه الإعلام مفتوحا، ومع أن الرجل كان من داعمي القضية الفلسطينية، لكنه قتل بعد نشر الكتاب على يد " الجهاد الإسلامي الذي تبين فيما بعد أنهم حزب الله".
يغطي الكتاب الوقائع الدموية لإرهاب الدولة ضد الإخوان المسلمين، ويكشف تفاصيل مجازر جسر الشغور وحلب وتدمر، ومجزرة حماة في مطلع أيار/ مايو 1981، والتي وقع ضحيتها بين 200 و500 ضحية رميا بالرصاص أو عبر إعدامات جماعية في الشوارع، ثم مجزرة حماة الكبرى في شباط / فبراير 1982.
إذا كان ميشيل سورا الفرنسي قتل بدم بارد و لم تتمكن فرنسا من حمايته ، وربما لم تطالب بجثمانه لولا ضغط عائلته على الدولة وكذلك الصحافة ، فماذا سوف يكون مصيري؟
أنا لست ميشيل سورا، لأنني تربيت في دولة " سورية الأسد" و أفهم اللعبة جيداً . سألت نفسي: حتى لو أرسلت لهم -عني أصدقائي الحقيقيين- طلب صداقة، و التقينا في مناسبة ما مثل رأس السنة ، هل أضمن أنهم سوف يكبتون غضبهم منّي؟ هنا أعني الرّجال ، وبخاصة بعد الكأس الرّابع من الفودكا . لو غضبوا فإنهم سوف يشتمونني علانية ، وسوف تكون نساؤهم أوّل من يفتح لي الباب، ثم يعلنون حملة عليّ يعلمونني فيها أصول الضيافة . النساء العلمانيات يطبّقن الشريعة الإسلامية في طريقة الخضوع لنزوة أزواجهن.
كل ذلك الحديث مبني على افتراضات، ومن باب الحذر فقط قرّرت أن أحتفل بعزلة أمينة، ويدور في ذهني الآن عنوان جديد لكتاب مثل: " أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية المتوحشة ، الإسلام السياسي في سورية"، أو" المجتمع المدني السوري المتوحش" حيث أن أغلبهم احتج على زوجة ماكرون لأنها امرأة، ولآنها كبيرة في السّن . أما أن يخبرك صديق فيسبوكي بعد منتصف الليل على أساس أنه لديه مشروع مربح، ويطلب منك أن تعلم النساء فنّ العناق فهذا شيء آخر، وبخاصة إن كان يقود حملة" إلا أنت يا رسول الله"!
كتبت حول فئة لم، ولن تتغير مع الزّمن حتى لو تأكدت أن غيفارا ربما آمن بالقتل ، هم يلغونك، تخاف منهم .
وللحديث بقية . . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد منتصف الليل
- لستُ امرأة عظيمة
- سيرة ذاتية لكلّ امرأة في بلادي
- ععندما يصبح المسؤول ثائراً
- الجانب المظلم من الإنسان
- لن تكون الهمجية أقوى من اإنسانية
- خمسة آلاف عام من الحضارة، لكننا اليوم خلف التّاريخ
- لا فرق بين إدمان التّدخين، و إدمان الكحول
- احذر مخالفة القانون في السويد ، فالسلطة الرابعة تخطو خلفك
- العنف داخل الأسرة
- أيها العجوز: اجعل مسكنك المقبرة
- صندوق الأسرار-الجنس-
- قصّة الشّرف في سطور
- هل مارست الجنس مع الفقر؟
- جائزة نوبل للأدب 2020-الشّاعرة الأمريكية لويز غلوك-
- غريزتنا البدائية -الرّغبة-
- أسرار جائزة نوبل -سولجينتسين
- لا لثقافة الارتزاق
- الصّراع من أجل البقاء
- امرأة ملتزمة في لحظة ضعفها


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - عندما تبحث عن دفاتر عتيقة