بهاء الدين محمد الصالحى
الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 18:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بناء المظلومية فى تاريخ الفكر العربى زاخر من خلال خلق نماذج قياسية تم التركيز عليها فى استدعاءات تاريخية على مستوى الأدب والسياسة ، ولعل ذلك الربط قائم على فقر الواقع الفكرى العربى بفعل تنامي وتيرة الاستغلال والقهر العسكري الذى أفرز ظاهرة التوحد مع القاهر ، ولعل قصائد المدح والغزل اللتان ملأتا صفحات الفكر والتاريخ الشعري العربى وكذلك وصف الطبيعة والبكاء على الإطلال علاوة على الافتخار بأمراض الحياة الاجتماعية من خلال وصف القبيلة وتقبيح غيرها ، وكذلك تراث النقائض والهجاء الذى تواتر فى عهد اسلامى هو العهد الاموى بين الفرزدق وجرير وشاطرهم الشاعر المسيحي الأخطل ، علاوة على تدبيج انماط تعبيرية متعلقة بأحداث تاريخية مثل مقتل البرامكة الذين احتلوا مكانة عالية فى الحياة الاجتماعية العربية فى عهد الدولة العباسية الأولى التى استمدت حياتها السياسية من الدعم الفارسي للدولة فى مراحل التكون الأول علاوة على احتقار الحكام العباسيين لمجموع الشعب الذين تم الاستقرار على تقبيحهم لغويا من خلال كلمة الشطار وإلصاق كل الصفات السيئة بتلك الكلمة ، والدليل الأبرز على ذلك انتصار العامة من أهل بغداد على جيش طاهر ابن الحسين ولكن هروب الأمين من المواجهة اضعف موقفهم فأضطرهم للتوافق ، وذلك تأسيسا على ان الدولة فى تلك المرحلة كانت مجموعة من القبائل المتوافقة فى التوجه السياسى والمصلحى المغلف بغلالة الدين والفقه ، علاوة على هشاشة الانتقاء المرجعي للدولة من خلال عصبية محمد وعلى وهنا نقع كفكر اسلامى فى واقع الشخصنة بعيدا عن الواقع الموضوعي المحرك لطبائع التاريخ فالفكرة يجسدها رجل يمثل مرجعية قاهرة يظل الأمر قائما طالما راعى الانتماء للنموذج وليست سيطرة سيرة شخص ، والسؤال هنا ماذا ورث محمد ؟
فقد ترك دينا له كتابه المرجعي وتطبيقاته المقننة سلوكا من خلال عصمة النبي ولم يورث النبي العصمة .
ولماء جاء الخلل فى تحويل افكار الدين الى نماذج مجسدة تغنى عن القيمة المجردة وتستمد شرعيتها من سلوك شخص ومواقفه ، يكون هنا حجر أساس وبناء المظلومية .
ولعل ابرز نموذج لدينا هو مظلومية الحسين وهو أمر له عودة من حيث النشأة والتسويق والهرمية التاريخية .
#بهاء_الدين_محمد_الصالحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟