بهاء الدين محمد الصالحى
الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 11:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جاء السادس من أكتوبر والعبور العظيم لقناة السويس بمدلوله العسكري والذى احتفظ بقيمته حتى زمن قريب ، وحلت محله عدة اعتبارات عسكرية وأمنية أفقدت هذا النصر قيمته ، وذلك من خلال عدة اعتبارات :
1- تحويل ذلك النصر الى تكأة للتسليم لإسرائيل بمقدرات المنطقة تحت حجة إننا لن نستطيع مقاومة أمريكا اكثر من ذلك علما بأننا نقاوم أمريكا من أول معركة السد العالى وكذلك مساعدتها لإسرائيل فى حرب 67 والدليل على ذلك الاستنتاج ماكتبه الرئيس السادات نفسه فى مقدمة مذكراته البحث عن الذات من إيمانه بفكرة الحرب المحدودة الموفرة لجو من السلام بعدها .
2- إصراره على إدارة المعركة بعقل المفاوض وتهميشه للقرار العسكري فيما يخص تطوير الهجوم وكذلك معالجة الثغرة وهى تفاصيل لمتابع جدال سعد الدين الشاذلي مع السادات بعيد الحرب ، مما أضر بإدارة الصراع فولد الثغرة التى عادلت نتائج الحرب فقد حققت الثغرة لأول مرة احتلال إسرائيل لجزء من البر الغربي للقناة ، وذلك كله ناتج سوء أدارة المعركة ، وعدم تقدير الموقف السياسى فلن تستطيع إسرائيل احتلال دمشق لعدم وقوعها فى حرب مدن لأن ذلك خارج حساباتها الإستراتيجية على المدى الطويل .
3- التسليم التام لمقررات اجتماعه الأول مع هنري كيسنجر ذلك العبقري الذى استطاع تفكيك عقل السادات ووضع له برنامجا خاصا أدى فى النهاية لإبراز السادات مباركا لضرب المفاعل النووي العراق فى 5/9/1981 إذ اجتمع بيجين بالسادات قبلها بيوم .
4- حديثه الدائم عن التسويات ماقبل الحرب وكأنما إسرائيل عدوا تقليديا وليس عدوا دينيا يعمل وفق مخطط ثقافي ، وتلك آفة فكر السادات الذى أراد خلق نمط دعائي تاريخيا لنفسه على حساب مقدرات شعبه .
ومن هنا وجب الإشادة بتضحيات الجندي المصري وإدانة النتائج السياسية لاستثمار ذلك النصر .
#بهاء_الدين_محمد_الصالحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟