أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - وداعاً ايها العاشق الكبير














المزيد.....

وداعاً ايها العاشق الكبير


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


بعد خضوعه لعملية جراحية في قلبه.. حيث اجريت له هناك, بعيداً عن فلسطين واللد ويافا, هناك, باحدى المستشفيات الالمانية.. توقف قلب فلسطين النابض في المبدع الكبير الاستاذ اسماعيل شموط.. فقلبه لم يعد يحتمل هذا الجرح الفلسطيني النازف كل يوم من جديد!

منذ ان تعرفت عليه بصورة شخصية.. وكان ذلك على هامش حفل التكريم الذي اقامته بلدية الناصرة.. اثر منحه وسام القدس عام 1997.. كتبت عن ذلك اللقاء اول مقالاتي في الفنون التكشيلية – الفلسطينية خاصة.. نشر في "الاتحاد" حصراً, في اواخر شهر كانون اول من ذات السنة, وذلك تحت عنوان "رحلة في الشريان".. ومن ثم توطدت اواصر الصداقية بيننا.. الاستاذ اسماعيل شموط والفنانة تمام الاكحل من ناحية.. وانا من الناحية الاخرى.. وقد داوم, كعادته في كل شيء يحبه, على الاتصال بي.. لم يكن يمضي بضع اشهر الا ويتصل بي مطمئنا او محدثاً عن امور جديدة وهموم تشغل باله.. الا وهي هموم ارض وانسان فلسطين!! كم كان احبته من حوله يطلبون منه الا يستمع لنشرة الاخبار؟؟ كي يحافظ على نوع من هدوء البال.. ولو ظاهرياً.. الا انه لم يكن يستطيع ان يترك اي شيء يتعلق بفلسطين ولا يعرفه.. وبما ان كل الوقائع حملت في سياقها مزيدا من النزيف الفلسطيني.. مزيداًَ من الالم والهموم.. فقد كان ذلك يتعبه كثيراً ويزيده كآبة والم!!

عاد منذ ايار الماضي الى عمان, بعد ان قضى في المانيا قرابة الشهرين, اذ خضع حينها لعملية جراحية لقلبه.. وحين عاد اتصل بي وطمأنني عن احواله.. تحدثنا عن امال واحلام كبيرة مؤجلة!! على امل ان يزول الاحتلال, كي نستطيع ان نفترشها على بساط ترابنا الابي.. في رام الله في القدس في الخليل في غزة.. وهنا في الجليل.. في يافا في اللد.. هي بعض من الحلم الفلسطيني.. في الاستقلال والحرية!!

عشق الراحل الكبير اسماعيل شموط فلسطين.. فحملها طي ريشته والوانه, وكان الفنان الفلسطيني الاول على الاطلاق.. ذاك الذي رسم المأساة الفلسطينية بكل ابعادها وماسيها الانسانية والتاريخية.. حتى عد بحق وامتياز رائد مسيرة الفن التشكيلي الفلسطيني الاول!!

لم يكن يرتاح.. ولم يصل الى حالة من الشعور ادعى بها انه انجز مهمته.. بل على العكس من ذلك.. فقد ثابر على العطاء الفني.. وقد انجز رائعة الفن التشكيلي الفلسطيني هو والفنانة تمام الاكحل.. تلك المجموعة من الجداريات التي حملت عنوان "السيرة والمسيرة".. والتي اعلن عنها منذ بداية تنفيذها انها وقف للمتحف الوطني الفلسطيني العتيد.. جال بها معظم عواصم العالم.. اطلع الناس على سيرة الماساة الفلسطينية.. وحلمه بالعودة والاستقلال والحرية.. واصدر كتاب عنها, احتوى مسيرة انجاز تلك الجداريات التي وصل تعدادها الى 19 جداية بالالوان الزيتية.. وقد ضم الكتاب تلك الجداريات مع شرح سيرتها ومسيرتها!

في المرة ما قبل الاخيرة التي تحدثنا بها.. وكان ذلك في اواخر اذار العام الحالي.. اخبرني عن كتاب الباحثة الاسرائيلية جانيت انكوري.. التي تناولت في بحثها موضوع الفن التشكيلي الفلسطيني.. والتي كتبت فصلا خصاً عن الاستاذ اسماعيل شموط وعن تاريخه واعماله.. وقد صدر البحث باللغة الانجليزية, حاولت ان انشر الجزء الذي تناول مسيرة الاستاذ شموط واعماله.. الا انه دون جدى, فقد كانت الصحافة المحلية متخبطة بموجة انتخابات الكنيست. وكنت انوي الى جانب ذلك ان انشر بعضاً من اخر اعماله واعمال الفنانة تمام الاكحل, تلك التي انجزت في سنة 2004, والاخيرة التي انجزت عام 2005 واوائل 2006.. لكن هيهات!!

يؤلمني حقاً هذا الغياب ايها العاشق الكبير.. كما المني الغياب المفتعل وانت بعد على قيد الحياة!! فبعد التنسيق معك توجهت بدوري في العام 2004 الى مهرجان اللد, واقترحت عليهم اقامة امسية تخص الفنان اسماعيل شموط.. نعرض خلالها نماذج من اعماله ونتحدث عنه.. ونعطيه فرصة لان يتحدث عبر الهاتف الى اهل اللد والرملة ويافا.. تلك الربوع التي تعشش ذكراها في رئتيه كما الهواء!! وقد توجهت يومها ايضاً الى بعض المؤسسات الاهلية, كي نقوم بزيارة الاستاذ اسماعيل شموط ونصور لقاء مطولاً معه, يحكي فيه عن تجربته الفنية والتاريخية والنضالية.. من اللد الى خانيونس الى القاهرة فروما فبرلين فبيروت فبغداد فعمان فبيروت فعمان.. لكنهم تأخروا بالرد.. الى ان رحل ليلة اليوم الثلاثاء 4 تموز 2006, عن عمر ناهز ال 75 عاماً.

وداعاً ايها العاشق الكبير.. يا من عشقت فلسطين بكل شيء.. ولم تساوم!! عشقت فلسطين.. فرسمت اول ملاامحها في وجنتيك.. وكتبت اول رسائلها عن تاريخ الفنون التشكيلية في مقلتيك.. وزودتنا باعمال وثقت تاريخ الانسان الفلسطيني وماساته.. عبر اكثر من نصف قرن.. ونثرت غبارك في كل ارجاء الدنيا!! ففي كل بلد من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها.. بعضاً مما حمل بصمات يديك!!

وداعاً ايها العاشق الكبير.. ووعداً حملته اعمالك على مر الايام والسنين.. اننا عائدون.. وان "الارض حبلى والسنون".. وان ما تركته من ارث عظيم ستفخر به فلسطين على مر الزمان.. وستفخر به الانسانية على مدى الاجيال.. فمن له قلب كقلبك ايها العاشق الكبير.. لا يترك الدنيا ولا يزول.. انت باق كالارض والزيتون.. وستحمل شمس الحرية لحظة بزوغها على ارض فلسطين.. ستحمل اسمك بأحرف من حب ومن ياسمين.. اسوة بكل ابنائها الطيبين.

وداعاً ايها العاشق الكبير.. وحسبي انني حظيت بصداقتك وبحبك الابوي.



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمسرح ميدان
- يا دولة العدالة والعدل العظيم
- شفاعمرو الان .. الان الان!!
- في رحاب المهرجان الثالث للنحت بالخشب
- بحبوحه ع القانون
- هيك اشي ما بيصير غير عنا - 2
- وجعي .. وانا بخير!!
- هيك اشي ما بيصير غير عنا 1
- ما بين الانتحار والخياة
- حين احبك شهوة واشتياق
- يا دم الشهداء سامحني.. ها انني بلغت!!
- رسائل البحر3
- اننا مليون مستحيل
- مهرجان الفن الايمائي الدولي الاول – شفاعمرو 16-14 نيسان 2005
- خيوط شمس دافئة في ايام شتاء باردة
- كلمات مرسومه في معرض كميل ضو
- فن الزخرفة والخط العربي حضارة وهوية
- تعدد العملاء.. والحقيقة واحدة!!
- حسبك انك برهان كركوتلي
- ما زالت الوان الامل تضيء


المزيد.....




- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - وداعاً ايها العاشق الكبير