أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - في الظلام تلمعُ عيون القط














المزيد.....

في الظلام تلمعُ عيون القط


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


درست رسالة السيد كاظم حبيب الموجهة إلى الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة قرب إنعقاد مؤتمره الثامن . أنا شخصياً لا أعرف كاظم حبيب ، ولذلك ليست لديّ أيّة حساسية شخصية تجاهه ، وكان سواءً عندي لو تعرّفت عليه يوماً أم لا .

يبدأ السيد كاظم حبيب مقالته بالقول أنه كان يفكر في الكتابة ثم تردد ، ثمّ قرر الكتابة لأنه رأى أن لا موجب لعدم الكتابة ، وقد آن الأوان للإدلاء بدلوه . وأنا لم أفهم سبباً لتردده وقد عرف عنه مكانته العلمية وتاريخه الحزبي ، كما لم أفهم معنى آن الأوان . أبسبب الظلام الدامس المخيم على العراق فتلمعُ عيون القط ؟ ذكرت أن ليست لديّ حساسية تجاه شخص كاظم حبيب ، ولكني أرى من الضروري مناقشة الأفكار التي أوردها ، ولذلك أطلب من القراء الكرام التركيز على الموضوع لا على صاحب الأفكار .

كل الشيوعيين في العالم ، صحوا على حقيقة مرّة بسقوط الإتحاد السوفييتي حيث كان غياب الديمقراطية السبب الرئيسي في إنعزال القمة عن القاعدة ونشوء الهوّة التي سقط فيها النظام . وقد تمت دراسة الحالة هذه من جهات عديدة ، ولأغراض عديدة ، منها من أرادت تفسيرها بعجز النظرية العلمية وعدم صلاحيتها وعدم جدوى تبنيها من قبل الأحزاب في البلدان .

النظرية العلمية ، كما درسناها هادية وليست قالباً يتم تفصيل الظروف في بلدان العالم للتوافق معها ، بل يتمّ تطويرها لكي تتوافق مع الظروف الذاتية والموضوعية في كل بلد . إلاّ أنها ، ومن منطلق مبدأ الصراع الطبقي تظل نظرية الطبقة العاملة ( البروليتاريا ) وليست بأي حال نظرية الطبقات الإجتماعية الأخرى . وقد كان نشاط الطبقات الإجتماعية الأخرى حثيثاً ومستمراً منذ عشرات العقود لتحريف النظرية أو حرفها عن توجهها وإلتصاقها بمصالح الطبقة العاملة ، وقد ظهرت في التأريخ أسماءٌ كثيرة في ممارسة هذا النشاط ، وكان دائماً منطلقها الإنحدار الطبقي البرجوازي لأصحابها ، رغم تزويق إدعاءاتهم بالحرية ، والحق في التطوير . إنّ تطوير النظرية يتم لتتطابق مع ظروف بلد معين و ليس بسلخها عن الطبقة ذات المصلحة بها ، وبالتأكيد ليس بجعلها خيمة لطبقات إجتماعية أخرى لا تتواءم مصالحها معها . إنّ هذا النشاط مهما تمّ تغليفه بمزروقات الكلام هو تحريف للنظرية وليس تطويراً كما ورد في المقال .

إن الحركة الصناعية في العراق متخلفة ، كجزء من السياسات التي نفذها الحكام في إطار خدمتهم للدول الصناعية المستعمرة ، ومن هنا فإن الطبقة العاملة ( البروليتاريا ) إن وجدت فإنّ قاعدتها ليست واسعة ، وبالتالي فإن الحزب الذي يمثلها لا بد أن يكون متناسباً مع هذا الواقع ، ونحن في هذا المجال لا ننكر ما كان للحزب من سعة جماهيرية في يوم من الأيام ، إلاّ أن تلك السعة الجماهيرية كانت تمثل طبقات إجتماعية غير الطبقة العاملة ولذلك إنفرطت بزوال الظروف التي كانت السبب في إلتفافها حوله . إن الطبقات الأخرى وخاصة البرجوازية الصغيرة تتميز بالإنتهازية والوصولية فليس في النظرية ما يحث الحزب الإعتماد عليها والتحالف معها إلاّ لأغراض تكتيكية ولتحقيق أهداف قصيرة الأجل .

لا شك لدى أي شيوعي عراقي ، أنه لم تتواجد قيادة كفوءة للحزب بعد قيادة فهد ، وذلك بسب أن القيادات كلها كانت من كوادر ذات إنحدار طبقي برجوازي صغير ، وكان التركيز لديها على الأمور الشخصية والخلافات غير المبدأية ، وبالتالي خلت من القابلية للتركيز على القضايا الإستراتيجية ووضع الخطط والبرامج لتحقيق تطوّر في نشاط الحزب وكوادره . إنّ هذا العجز الذي لازم الحزب عقوداً طويلة جعل الحزب يتأرجح في مسيرته إلى اليسار تارة بعد ثورة الرابع عشر من تموز حيث صارت المسيرات تهتف بشعار ( إسألوا الشرطة ماذا تريد .... ) وإلى اليمين تارة حين راجت الدعوة لحل الحزب والطلب إلى أعضائه الإنتماء إلى الإتحاد العربي الإشتراكي في الستينات . لا تجد شيوعياً لا يؤيّد التجديد والتحديث ، ولكن لدى الطبقة العاملة العراقية مقدسات ( هي قيمٌ وإيمانٌ وعقيدة ) هي وجود الحزب ووجوده بهذه التسمية وليس بغيرها .

إنّ الحزب الشيوعي هو حزب الطبقة العاملة ، فليست الظروف هي التي تجعله يُوسّع قاعدته بقبول البرجوازيين الصغار . إنّ الحزب الشيوعي يناضل من أجل بناء الشيوعية ، والشيوعيون مؤمنون أنهم يمشون بخطوات من مسيرة آلاف الأميال ، فليس بينهم من يغير طريقه ليختصر المسافات ويزج المسيرة في متاهات تعيد العجلة إلى الخلف .

إنّ الدعوة إلى تغيير إسم الحزب تحت أية ذريعة كانت في هذا الظرف هي عملٌ في خضمّ الصراع الدائر الحثيث في البلد لتهميش دوره التاريخي ، وهي تحمل أنفاس طبقة البرجوازية الصغيرة ، وهي دعوة لإذابة الحزب في الأحزاب السياسية للبرجوازية العاملة في الساحة العراقية أو تحويله إلى حزب للبرجوازية الصغيرة بدعوى أن يكون مؤهلاً كما جاء في المقال لكسب الجماهير لأغراض تحقيق بعض الإستحقاقات في الإنتخابات .

إن الحزب قد حقق بعض النجاحات في العقد الأخير ، من الواجب على كل مراقب تشخيصها ، وذلك لتمكنه من تحليل الواقع الذاتي والموضوعي للبلد وممارسته تكتيكات موفقة ، وهناك أمل كبير في إستمرارية هذا التيار المتصاعد لصياغة إستراتيجية واضحة للحزب وفتح آفاق واسعة للمستقبل ببناء الحزب الشيوعي بناءً رصيناً وتعزيز دوره في قيادة الطبقة العاملة العراقية . فنحن لا نريد نواباً في البرلمان بثوب برجوازي يتكلمون بإسم الحزب الشيوعي ، بل نأمل أن الطبقة العاملة في يوم ما توصل نوابها إلى البرلمان وممثليها إلى الحكم .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة و المصالحة الوطنية
- فتقٌ جديد
- الصراع
- تقليعات آخر زمان
- الوطن للجميع
- وا حكومتاه
- وأخيراً حكومة
- بين نوري ونوري
- التاسع من نيسان
- نداء إلى المراجع الدينية
- العودة إلى السّراب
- الﮕمر مَسلول
- الحادي عشر من آذار
- المرأة
- السراب
- العودة إلى بغداد
- طبقية الديمقراطية
- المصالحة الوطنية
- الدين والدنيا
- رسالة إلى القاضي رزكار


المزيد.....




- تسببت بإصابة راكب.. انشقاق زلاقة مائية على متن أكبر سفينة سي ...
- ترامب يعلن عن موعد ومكان قمته المشتركة مع بوتين
- في مراسم صامتة...ناغاساكي تحيي ذكرى مرور 80 عاما على إلقاء ا ...
- ناغازاكي تحيي ذكرى مرور 80 عاما على إلقاء القنبلة الذرية
- بأزياء مستوحاة من تايلور سويفت.. أمّ أمريكية توثّق مراحل نمو ...
- مصر.. ماذا نعلم عن كارثة حادث طريق الكريمات والضحايا وتعليق ...
- كيف تحوّلت جمجمة كرتونية إلى رمز للتحدّي في إندونيسيا؟
- قمة بين ترامب وبوتين في ألاسكا.. وموسكو تشترط اعترافًا بالمن ...
- ترامب يفرض غرامة بمليار دولار على جامعة كاليفورنيا على خلفية ...
- أيرلندا تعتزم حظر الاستيراد من المستوطنات الإسرائيلية


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - في الظلام تلمعُ عيون القط