أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام قاسم - في الميزان- ثورة 14 تموز 1958- وحكومة عبد الكريم قاسم.















المزيد.....



في الميزان- ثورة 14 تموز 1958- وحكومة عبد الكريم قاسم.


سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)


الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انهت ثورة 14 تموز فترة الحكم الملكي في العراق والذي استمر لمدة 37 عاماً توالى خلالها الحكم ثلاثة ملوك، الملك (فيصل الأول) أكدت الوقائع والشهادات موته مسموماً، والملك (غازي) قتل بحادث سيارة مدبر، والملك (فيصل الثاني) والأمير (عبد الإله الوصي) تم تصفيتهم يوم 14 تموز 1958. ليبدأ بعدها عهد الجمهورية وفترة حكم العسكر الذين لا يجيدون سوى تلقي الأوامر أو إصدار الأوامر الديمقراطية في حساباتهم نوع من الترف غير المبرر.
اعترف الاتحاد السوفيتي بالنظام الجديد في العراق بعد أربعة وعشرين ساعة من إعلان الثورة وخرجت تظاهرات كبيرة في موسكو تأييداً لثورة تموز ضد محاولات التدخل الأمريكي في شؤون لبنان والعراق الداخلية وأصدر بيانين بهذا الشأن في يومي 16 و 18 تموز 1958 عرّى فيها الادعاءات الزائفة للولايات المتحدة وبريطانيا حول حماية استقلال لبنان والأردن بطلب من حكومتيهما. كما أكد رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي في رسالة وجهها في 19 تموز إلى رؤساء حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والهند بأن التدخل الامبريالي المسلح في لبنان والأردن والخطر الماثل بعدوان مماثل على العراق والدول العربية الأخرى قد يؤديان إلى نتائج غير متوقعة وفي منتهى الخطورة ويخلقان سلسلة من ردود الفعل التي قد يكون من المتعذر وقفها.
تعتبر ثورة 14 تموز مفاجأة تاريخية ومرحلة جديدة في إنهاء الحكم الملكي 1921 ـ 1958 والنفوذ البريطاني وكانت منعطفاً وحدثاً تاريخياً في تاريخ العراق والمنطقة العربية فقد تركت آثارا عميقة في واقع العراق السياسي والاقتصادي والعسكري. كانت بغداد حاجزاً ضد انتشار الشيوعية كما وظّفها الغرب في سياسته التي دارت في إطار الحرب الباردة لمحاصرة المد السوفيتي.
كانت ثورة 14 تموز انقلاباً عسكرياً وثورة شعبية في آن واحد، كانت انقلاباً عسكرياً لأنها نفذت في شكل انقلاب عسكري تقليدي أي بهجوم عسكري مباغت نفذته وحدات عسكرية نظامية للاستيلاء على السلطة ولإسقاط وملاحقة الزمرة التي كانت تحكم العراق من قَبل. وكانت ثورة شعبية لأنها كانت تعبّر في الواقع عن تطلعات وطموحات الجماهير الشعبية المليئة بالحقد على الاستعمار وأعوانه من الحكام المحليين.
كانت أسباب الثورة الشعبية قد نضجت خلال عشرات السنين السابقة وعبر النضال والانتفاضات التي شهدها العراق خصوصاً في سني ما بعد الحرب العالمية الثانية.
إن ما حدث في 14 تموز هو ثورة وليس انقلابا والدليل أن ثورة 14 تموز قد غيّرت النظام من ملكي إلى جمهوري وأنجزت وغيّرت كثيراً من القوانين لصالح الشعب. منها قانون الاصلاح الزراعي وإلغاء قانون دعاوى العشائر، وقانون الأحوال الشخصية، والسياسية النفطية وقانون رقم 80، وغيرت من الإجراءات القانونية لصالح الطبقات الفقيرة، بمعنى آخر نقلت المجتمع العراقي ووضعته على سكة الحداثة وتغيير الوعي الاجتماعي بتجلياته الجمالية والحقوقية والسياسية والفلسفية وحتى الدينية.
كانت ثورة 14 تموز ثورة وطنية تحررية بالدرجة الأساس جاءت استكمالاً لثورة 1920 وما أعقبها من نضال وطني موجه ضد الاستعمار وأعوانه، فحتى ساعة قيام الثورة كانت السفارة البريطانية في بغداد لا تزال الجهة الرئيسية في اتخاذ القرار بالنسبة لأهم الشؤون العراقية وكان العراق لا يزال مكبّلاً بما فُرض عليه من عضوية حلف بغداد وطوق الاسترليني والاتحاد الهاشمي. كان النظام الملكي حامياً للمصالح الاستعمارية ليس في العراق وحده بل في جميع البلدان العربية والشرق الأوسط. إن ثورة تموز ثورة وطنية تحررية منسجمة مع رغبات ومصالح جميع أعداء الاستعمار والرجعية المنحدرين من مختلف الطبقات والمراتب الاجتماعية من عمّال وفلاّحين وكسبة ومثقّفين وبورجوازيين وملاّكين .
أسهم الشيوعيون وشركاؤهم في جبهة (الاتحاد الوطني) في السهولة التي تداعت الملكية بها وأصبح من المؤكد أن الشيوعيين عرفوا مسبقاً بنيات عبد الكريم قاسم، وتكفّل ضباط مقرّبون إليه بإبقاء قيادة الحزب على علم جيد بما كان يجري. وأكثر من هذا فإن عبد الكريم قاسم نفسه أوفد عبر رسول الثورة (رشيد مطلك) إلى كل من:
1- الحزب الشيوعي العراقي بواسطة (كمال عمر نظمي) العضو الشيوعي في اللجنة العليا لجبهة الاتحاد الوطني يوم الجمعة في 11 تموز باليوم المحدد للثورة.
2 - وإلى الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة (كامل الجادرجي) من خلال (رشيد مطلك نفسه) .
وقد سمع كل من عبر جبهة الاتحاد الوطني (صديق شنشل) سكرتير حزب الاستقلال و (فؤاد الركابي) زعيم حزب البعث واتخذت جميع الإجراءات اللازمة لدعم مبادرة الضباط الأحرار فوراً .
نفذ ثورة 14 تموز ضباط أحرار فكان من الطبيعي أن يصبحوا على رأس السلطة الجديدة، غير أن التحضير للثورة لم يجرِ فقط على أيدي هؤلاء الضباط، بل جرى بمشاركة كافة الأحزاب والقوى الوطنية العراقية، وقد كانت (جبهة الاتحاد الوطني) التي ضمّت (الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب البعث وحزب الاستقلال) هي القاعدة السياسية العريضة للثورة.
كانت الأحداث المتسارعة التي سبقت قيام الثورة قد عجّلت بقيامها، إذ شهد العراق أحداث جسام خاصة بعد ثورة مايس عام 1941 ومعاهدة (بورتسموث) 1948 والعلاقات العراقية ـ البريطانية وأثرها على الداخل العراقي ثم قيام (حلف بغداد 1955) والانقلاب في سوريا وتدخل الحكومة العراقية لتغيير النظام فيها وإعلان الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس سنة 1956 وموقف الحكومة العراقية الهزيل من العدوان الثلاثي عليها مروراً بتشكيل (جبهة الاتحاد الوطني سنة 1956) وإعلان وحدة مصر وسوريا سنة 1958 وأثر الوحدة على العراق وقيام الاتحاد العربي الهاشمي بين العراق والأردن كرد فعل على قيام الوحدة بين سورية ومصر ثم قيام حركة الضباط الأحرار الذين أخذوا على عاتقهم تنفيذ ثورة 14 تموز بقيادة عبد الكريم قاسم.
نجحت الثورة وألقى الثوار بيانهم الأول تلاه عبد السلام عارف:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب الكريم
بعد الاتكال على الله وبمؤازرة المخلصين من أبناء الشعب والقوات الوطنية المسلحة، أقدمنا على تحرير الوطن العزيز من سيطرة الطغمة الفاسدة التي نصّبها الاستعمار لحكم الشعب والتلاعب بمقدراته وفي سبيل المنافع الشخصية. إن الجيش منكم وإليكم وقد قام بما تريدون وأزال الطبقة الباغية التي استهترت بحقوق الشعب، فما عليكم إلا أن تؤازروه. واعلموا أن الظفر لا يتم إلا بترصينه والمحافظة عليه من مؤامرات الاستعمار وأذنابه، وعليه فإننا نوجه إليكم نداءنا للقيام بإخبار السلطات عن كل مفسد ومسيء وخائن لاستئصاله. ونطلب منكم أن تكونوا يداً واحدة للقضاء على هؤلاء والتخلص من شرّهم.
أيها المواطنون، إننا في الوقت الذي فيه، نُكبر فيكم الروح الوطنية الوثّابة والأعمال المجيدة، ندعوكم إلى الإخلاد والسكينة والتمسك بالنظام والتعاون على العمل المثمر في سبيل مصلحة الوطن.
أيها الشعب، لقد أقسمنا أن نبذل دماءنا بكل عزيز علينا في سبيلكم، فكونوا على ثقة واطمئنان بأننا سنواصل العمل من أجلكم وأن الحكم يجب أن يُعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه، وهذا لا يتم إلا بتأليف جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة وترتبط برباط الأخوّة مع الدول العربية والإسلامية وتعمل بمبادئ الأمم المتحدة وتلتزم بالعهود والمواثيق وفق مصلحة الوطن وبقرارات مؤتمر باندونغ. وعليه فإن الحكومة الوطنية تُسمّى منذ الآن (الجمهورية العراقية). وتلبية لرغبة الشعب فقد عهدنا رئاستها بصورة وقتية إلى مجلس سيادة يتمتع بسلطة رئيس الجمهورية ريثما يتم استفتاء الشعب لانتخاب الرئيس. فالله نسأل أن يوفقنا في أعمالنا لخدمة وطننا العزيز إنه سميع مجيب.
العقيد الركن عبد السلام محمد عارف
عن القائد العام للقوات المسلحة الوطنية بالنيابة

يذكر الدكتور(حكمت شبّر) شهادة في ثورة تموز: "استيقظنا فجر الرابع عشر من تموز 1958 على صوت الراديو ينادي أهل بغداد بالخروج للمساهمة في الثورة. لم نكن في البداية نصدق ما قاله الراديو فالثورة تعتبر في تلك الأيام معجزة كبيرة نظراً لظروف البلد المعوّق بإجراءات أمنية شديدة، ولكن زمجرة الجماهير أخذت تتصاعد ووصلت إلى حينا في الكرادة فخرجنا كالمجانين إلى الشوارع في ذلك اليوم الخالد والكبير الذي غيّر الكثير من القيم وتسبب فيما بعد بالكوارث الكبيرة بالرغم مما أشاعته الثورة في بدايتها من أجواء مفرحة بتغييرات عميقة لأبناء الشعب العراقي.
تفجّر البركان العراقي دماً وانطلق العنف بكل طاقاته في ذلك اليوم وكانت الجماهير في حالة جنون وغليان تطالب بالثأر من رجال الحكومة، مئات الآلاف من المواطنين الذين انطلقوا من مناطق بغداد المختلفة يهزجون بهتافات الثورة والانتقام من طغمة نوري السعيد ورجالاته، ولم يكن هنالك مجال للعقل والتعّقل في لجم الاندفاع الجنوني لتلك النيران المنطلقة من جوف العراقيين وهم في اندفاع لم نشاهده في مختلف الانتفاضات السابقة. كانوا يتراكضون نحو دور الحكومة والقصر الملكي للظفر برجالات الحكم وقتلهم. ظفر المتظاهرون الثائرون ببعض من أعضاء الحكم في فندق بغداد من الوزراء الأردنيين فقتلوهم وسحلوا جثثهم كما ظفروا بجثة (عبد الإله) الوصي على عرش العراق والمتسبب الرئيسي في إعدام العقداء الأربعة وزعماء الحزب الشيوعي وقطّعوا جثته إرباً إربا. كما سحلوا جثة نوري السعيد في اليوم الثاني للثورة.
هناك بديهية مفادها أن كل مرحلة تاريخية هي وليدة المرحلة السابقة لذلك فمن نافلة القول أن بذور ثورة 14 تموز قد نمت في رحم العهد الملكي نفسه. والثورات لا يمكن تفجيرها حسب الطلب أو بفرمان من أحد وإنما هي نتيجة لانفجار تراكمات ومظالم ومتطلبات سياسية واجتماعية واقتصادية، وعندما تنتفي الوسائل السلمية الديمقراطية لتحقيق هذه التحوّلات المطلوبة، وتتوفر لها الظروف الموضوعية والعوامل الذاتية، عندئذ يحصل التغيير بالعنف الدموي وما يصاحب ذلك من هزّات عنيفة واضطرابات خطيرة في المجتمع بغض النظر عن النتائج والعواقب.
إن المسؤول الأول والأخير عن اندلاع ثورة 14 تموز 1958 هو النظام الملكي نفسه ونوري السعيد تحديداً، الذي وقف ضد الديمقراطية والتحوّلات الاجتماعية والانتقال السلمي للحكم بين المكونات الاجتماعية وأمعن في انتهاك حقوق الجماهير الديمقراطية، وأعاق مؤسسات المجتمع المدني، وأوقف التطور السلمي التدريجي، ووقف عقبة كأداء أمام التحوّلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي فرضتها قوانين التطوّر إلى أن استنفد دوره. وحتى الانتفاضات الشعبية والوثبات الوطنية فشلت في تغيير سياسة السلطة نحو الأفضل بسبب القمع، لذلك صرّح قائد الثورة الزعيم عبد الكريم قاسم: "لو اعتقدنا أنه كان باستطاعة الشعب أن يزيل كابوس الظلم الجاثم على صدره لما تدخلنا بالقوّة المسلحة ولكننا كنا نعرف أن الناس كانوا يائسين ولا من يدافع عنهم.
لقد قام النظام الملكي على أركان ثلاثة: هي السيطرة البريطانية، والبرجوازية العقارية وملاك الأراضي الكبيرة، والإقطاع. وأصبح لهذه القوى الثلاث مصالح مشتركة يحميها النظام القائم، ولا يسمح بإجراء أي تغيير من شأنه المساس بها، ولذلك كان يقف بوجه الحركة الوطنية التي كانت تمثل مصالح القوى الاجتماعية الصاعدة في المجتمع والتي تسعى إلى إسهامها في الحكم بما يتلاءم وطموحاتها وآمالها، ومن ثم تحقيق أهداف الشعب في السيادة التامة والرفاه.
إن خروج الجماهير العراقية في يوم 14 تموز مبتهجة وهاتفة بالتحرر والتخلّص من قيود العهد الماضي وفرحة بالانطلاق لعهد جديد دلالة على مقدار الظلم الذي كان قد تعرّض له الشعب.
لقد أنجزت ثورة تموز الكثير من مهمات المرحلة وحققت العديد من أحلام الناس الفقراء. منها تفجير الوعي السياسي لدى الجماهير الشعبية الواسعة التي كانت محرومة من المساهمة في النشاطات السياسية، وتعزيز الاستقلال السياسي، وحققت الثورة الحفاظ على كيان العراق السياسي واستقلاله الناجز وسيادته الوطنية الكاملة، وإلغاء جميع المعاهدات الاستعمارية الجائرة والمخلّة بالسيادة الوطنية، كما حررت النقد العراقي من الكتلة الإسترلينية.
ألغت ثورة تموز سياسة الانحياز نحو الغرب والأحلاف العسكرية التي سار عليها النظام الملكي والتي أدت إلى إضعاف العراق عسكرياً. حقّقت ثورة تموز العديد من المنجزات منها، إصدار قانون الجمعيات عام 1961 والذي بموجبه أجيزت ما يقارب من 700 جمعية. وإجازة الأحزاب السياسية المؤمنة بالديمقراطية. حررت الثورة سياسة العراق الخارجية من كل سلطان وتوجيه خارجي. ألغت العلاقات الإقطاعية من خلال إلغاء قانون حكم العشائر الذي كان يخوِّل شيوخ الإقطاع بحسم القضايا الجزائية في مناطقهم وهو قانون سنه الانكليز لإرضاء شيوخ العشائر من أجل كسب ولائهم. إصدار قانون الإصلاح الزراعي وهذا بحد ذاته ثورة اجتماعية لصالح الملايين من الفلاحين الفقراء. قامت الثورة بتشريع قانون الأحوال الشخصية الذي بموجبه أعاد الاعتبار للمرأة العراقية التي كانت مسحوقة في جميع الأزمنة ما قبل الثورة وأقرّ القانون مساواتها بالرجل في الميراث وشهادتها في المحاكم تعادل شهادة الرجل.
تشكل مجلس السيادة برئاسة الفريق نجيب الربيعي وعضوية كل من محمد مهدي كبة والعقيد خالد النقشبندي وعبد الكريم قاسم رئيساً للوزراء.
شكل عبد الكريم قاسم وزارته الأولى صبيحة يوم الثورة وكانت وزارة ائتلافية تكونت من:

1- الزعيم الركن عبد الكريم قاسم - رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع
2- العقيد الركن عبد السلام محمد عارف - نائبا لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية.
3- حمد حديد - وزيرا للمالية
4- العقيد الركن ناجي طالب - وزيرا للشؤون الاجتماعية
5- هديب الحاج حمود - وزيرا للزراعة
6- محمد صديق شنشل - وزيرا للإرشاد
7- فؤاد الركابي - وزيرا للإعمار
8- إبراهيم كبة - وزيرا للاقتصاد
9- عبد الجبار الجومرد - وزيرا للخارجية
10- جابر عمر - وزيرا للتربية والتعليم
11- مصطفى علي - وزيرا للعدلية
12- الدكتور محمد صالح محمود - وزيراً للصحة
13- بابا علي الشيخ محمود - وزيرا للأشغال والمواصلات

يعتبر عبد الكريم قاسم من أكثر الشخصيات التي حكمت العراق بعد ثورة 14 تموز إثارة للجدل. أصبح عبد الكريم رئيساً للوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلّحة ووزيراً للدفاع وكالة وأول حاكم عراقي بعد الإطاحة بالنظام الملكي. كان عبد الكريم عضواً في تنظيم الضباط الوطنيين (الأحرار( ساهم مع قادة التنظيم في التخطيط لثورة 14 تموز 1958 التي قام بتنفيذها مع زميله في التنظيم (عبد السلام محمد عارف) وضباط آخرون والتي أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية العراقية.
عُرف قاسم بوطنيته وحبّه للطبقات الفقيرة التي كان ينتمي إليها، وقد اتُهم من قِبل أعدائه بعدم فسحه المجال للآخرين بالإسهام معه في الحكم، واُتهم من قِبل خصومه السياسيين بالتفرّد بالحكم، كان يسمّيه الشعب العراقي ما عدا أعدائه في الشارع وكافة وسائل الإعلام آنذاك بـ(الزعيم الأوحد) حباً به لتفرده في محبة الفقراء. كان قاسم قريباً من الشعب والشعب كان يشعر به أخاً وصديقاً ربما (كاريزما) الرجل وتواضعه وبساطته كان لها الدور في ذلك.
لقد كان عبد الكريم قاسم زعيماً وطنياً بحق، أحب العراق وأحب الفقراء وخدمهم خلال سني حكمه القصيرة كما لم يخدمهم زعيم قبله (حكم لهم وليس حكم بهم). وأعتقد بأنه لو تيسّر له البقاء عشر سنوات لاختلف العراق جذرياً عمّا هو عليه الآن، لكن قوى الشر والظلام والأنانية والتعصّب تكالبت عليه خصوصاً الإقطاع والقوى الرجعية اليمينية الظلامية الفاشية بقيادة (حزب البعث) التي تضررت من الثورة أو أنها على الأقل ضاقت ذرعاً بمكاسبها لأنها ساوت الفقير بالغني والمرأة بالرجل في الحقوق والواجبات في حين انتشرت المدارس في العراق وتوسع بناء المساكن خصوصاً للفقراء والعمال والضباط والمعلمين والمهندسين والمراتب في الشرطة والجيش.
إنجازات الزعيم قاسم كثيرة: أهمها القضاء على الإقطاع وإلغاء قانون دعاوى العشائر وإصدار قوانين منصفة كثيرة مثل قانون الأحوال الشخصية وقانون الإصلاح الزراعي وقانون مجانية التعليم وقانون تأميم النفط وغيرها.
أراد قاسم أن يبني دولة عصرية قويّة متماسكة عادلة ومنصفة لكل أبنائها، لكن عبد الكريم ربما سبق عصره بقرن من الزمن فالعراق لم يكن مهيئاً لمثل هذه القفزة التقدمية النوعية، فالانقسامات الطائفية والقومية عميقة في المجتمع وانتشار الأمية والجهل جعل الناس أسرى لمزايدات ومكائد الدجّالين والنفعيين الذين تمكنوا من تقسيم المجتمع طائفياً وقومياً ثم السيطرة عليه.
رفض عبد الكريم الانضمام إلى (الوحدة الفورية الاندماجية) مع (الجمهورية العربية المتحدة)، الأمر الذي ولد خيبة أمل لدى جماهير واسعة من العراقيين ولمراكز القوى والشخصيات السياسية العراقية والعربية ومنها الرئيس المصري جمال عبد الناصر والأحزاب القومية بمختلف تياراتها.
كان عبد الكريم قاسم يؤسس للوطنية العراقية غير التابعة لمصر الناصرية، كان الشعب العراقي يتضور جوعاً وفلاحوه محرومون من الأرض لأنها كانت ملك لملاّكين إقطاع جائرين ومسنودين من قِبل النظام الملكي والانجليز، لذا أراد قاسم أن يمنح الشعب الخبز والحرية أولا ومن ثم ينطلق نحو المشاريع الوحدوية العربية.
لم يكن طريق الثورة والزعيم مفروشاً بالورود، تجاذبات فرقاء الداخل علاوة على الوضع الإقليمي والعالمي ضيّعت مزيداً من الوقت والفرص. بعد خمسة عشر شهراً من انبلاج فجر الثورة وفي شارع الرشيد وسط بغداد، صوبت رصاصات المناوئين نحو صدر الزعيم (عبد الكريم قاسم) في محاولة لاغتياله، كان صدام حسين الذي أصبح رئيساً للعراق لاحقاً ثم تم إعدامه أحد منفذي هذه العملية. نجا الزعيم قاسم ليطلق قولته الشهيرة بحق من أرادوا قتله: "عفا الله عما سلف".
في حوالي الساعة 7:30 من مساء السابع من تشرين الأول قطعت إذاعة بغداد بثّ برامجها وأعلنت أنه قبل ساعة واحدة، وبينما كان قاسم يقود سيارته في شارع الرشيد أطلقت (يد آثمة) النار عليها وأصابته بجروح (طفيفة جداً) في الكتف والذراع، وكانت اليد الآثمة المقصودة هي (حزب البعث).
لم يسلّم الضباط الأحرار السلطة للمدنيين، كما نشأت خلافات بين الضباط الأحرار أنفسهم نتيجة لشعورهم أن قاسم وعارف وعبد اللطيف الدراجي هم من قطفوا ثمار الثورة لوحدهم.
شعر (رفعت الحاج سري) مؤسس حركة الضباط الأحرار بالغبن وعدم التقدير له، ورأى (عبد الوهاب الشواف) في تعيينه آمراً لحامية الموصل نوعاً من النفي الذي لا يستحقه.
كان الشعور السائد لدى البعض من الضبّاط أن قاسم لم يُرضِ كثيرين من زملائه في الثورة الذين انقلبوا عليه مثل: (عبد السلام عارف) و(عبد الوهاب الشواف) و (رفعت الحاج سري) و(ناظم الطبقجلي) وغيرهم.
يذكر الدكتور خليل عبد العزيز في كتابه محطات من حياتي: "بعد انتصار ثورة الجيش والشعب في الرابع عشر من تموز 1958 وتأسيس أول جمهورية في العراق، بدأت على الفور النشاطات والأعمال المعادية، فبجانب تحركات القوّات العسكرية البريطانية والأمريكية التي اتخذت من الأردن ولبنان معسكرات لها وأطلقت التهديدات بالقضاء على ثورة 14 تموز، بدأ حزب البعث والقوميون العرب وبعض القوى الإسلامية - الإخوان المسلمون - بشن هجمات دعائية ضد النظام الجمهوري، وكان الرجل الثاني في قيادة الثورة العقيد عبد السلام عارف قائداً للنشاط التخريبي للإطاحة بثورة تموز وقائدها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم، داعياً للوحدة الفورية الاندماجية مع الجمهورية العربية المتحدة، كما أجرى المعارضون اتصالات رسمية وغير رسمية مع القادة والمسؤولين في كل من القاهرة ودمشق. وتم تنظيم مظاهرات وتحشدات تدعو لإعلان الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة، وتخلّى البعثيون عن جميع الشعارات الوطنية التي كانت تتبناها (جبهة الاتحاد الوطني)، بالرغم من اشتراكهم رسمياً في أول وزارة بعد ثورة 14 تموز. وكان لابد من مواجهة هذا النشاط المعادي، ففي الجانب الدوّلي بادر الاتحاد السوفيتي بإطلاق الإنذارات للولايات المتحدة وبريطانيا والدول الاستعمارية، وهدّدوا بالتدخل ضد أي هجوم عسكري على الجمهورية الفتية، كما تم بسرعة تنظيم مناورات حربية على الحدود الإيرانية والتركية وجرى تحريك الأساطيل إلى البحر الأبيض المتوسط.
أدّت تلك الأحداث إلى توتر الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، وبالرغم من التوجه السياسي الذي سارت عليه حكومة الثورة في التصدي لمحاولات التخريب، إلا أن نشاطات القوى المضادة لم تتوقف، وبالطبع فإن ذلك شمل مدينة الموصل ولا بد من القول أن أغلبية الضباط العسكريين من أهل المدينة كانوا يقفون إلى جانب البعثيين والقوميين والإسلاميين، ويتلقون الإسناد والدعم من آمر موقع الموصل العقيد عبد الوهاب الشواف.
من جهة أخرى كانت ثورة 1958 يتزعمها تيارين تابعين لكل من عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وكانت أهداف التيارين مختلفة. تيار عبد الكريم قاسم يهدف لإبقاء الدولة متخذا من العراق هوية انطلاقه ومن أولوية العراق بأفق الأرحب نحو وحدة البلدان العربية. بينما كان تيار عبد السلام عارف ينتمي للفكر العروبى الإسلاموي الوحدوي المتخذ من عروبة العراق منطلقاً.
كان العامل الآخر المؤدي إلى الشك هو الطبيعة الهجينة للقوى المؤيدة للنظام الجديد، وهذا ما انعكس على تركيبة مجلس الوزراء الذي ضم أعضاء شديدي التباين في أصولهم وطباعهم ومصالحهم. كان رئيس الوزراء (عبد الكريم قاسم) من ذوي الدخل المتوسط وهو ابن عائلة فقيرة، وكان شخصاً مراوغاً جداً وإلى حدّ الغرابة. وعبد السلام عارف نائب رئيس الوزراء فكان ابناً لبائع قماش صغير وكان شديد الاندفاع ومتقلّب المزاج، ومغرقاً في إسلامه، وسريع التأثر إلى درجة ملحوظة بأكثر الآراء السياسية تعارضاً وأقلها انسجاماً وتكاملاً.
في ظل الظروف التي سادت العراق منذ عام 1959 حيث بدأت الانتكاسة في العلاقات بين الأحزاب السياسية الوطنية من جهة وبين الحزب الشيوعي وعبد الكريم قاسم من جهة أخرى، تلك الانتكاسة التي تتحمل كافة الأحزاب السياسية، وعبد الكريم قاسم نفسه مسئوليتها حيث غلّب كل حزب مصالحه الذاتية على المصلحة العليا للشعب والوطن.
كان عبد الكريم قاسم يعمل جاهداً للاستئثار بالسلطة إضافة إلى سعيه الحثيث إلى تحجيم الحزب الشيوعي بعد المد الواسع الذي شهده الحزب خلال العام الأول للثورة وبشكل خاص المسيرة التي سيّرها الحزب في الأول من أيار (عيد العمال العالمي) تلك المسيرة التي لم تُرعب عبد الكريم قاسم فحسب بل أرعبت البرجوازية الوطنية وأرعبت القوى الإمبريالية حيث صرّح رئيس المخابرات الأمريكية (آلن دلاس) بأن أخطر ما يواجه عالمنا اليوم هو الوضع في العراق .لقد ارتعب عبد الكريم قاسم من تلك المسيرة ودخل في قلبه الشك من سياسة الحزب الشيوعي واعتقد أن الحزب قد أصبح قاب قوسين أو أدنى من الوثوب إلى الحكم، بعد ذلك الشعار الذي كان يردده أكثر من مليون مشارك في تلك المسيرة (عاش الزعيم عبد الكريم، حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيم) وجعلته يصمم منذ ذلك اليوم على تحجيم الحزب الشيوعي وتقليم أظافره.
انقلاب شباط عام 1963:
في الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة الموافق الثامن من شباط 1963 شن الانقلابيون هجومهم، باغتيال القائد الشيوعي (جلال الأوقاتي) قائد القوات الجوية، ثم قصفت الطائرات مطار الرشيد ووزارة الدفاع بالصواريخ ومحاصرة عبد الكريم قاسم في مبنى وزارة الدفاع.
كان فريق الانقلابيين يضم حزب البعث بقيادة كل من: علي صالح السعدي، وأحمد حسن البكر، وطالب شبيب، وحازم جواد، ومسارع الراوي، وحمدي عبد المجيد، والضباط البعثيين، عبد الستار عبد اللطيف، والمقدم المتقاعد عبد الكريم مصطفى نصرت، وصالح مهدي عماش، وحردان عبد الغفار التكريتي، ومنذر الونداوي. بالإضافة إلى القوى القومية التي ضمت كل من: عبد السلام عارف، وطاهر يحيى، وعارف عبد الرزاق، وعبد الهادي الراوي، ورشيد مصلح، وعبد الغني الراوي وعدد آخر من صغار الضباط.
كانت جموع غفيرة من أبناء الشعب قد ملأت الساحة أمام وزارة الدفاع والشوارع المؤدية لها وهي تهتف للثورة وقائدها عبد الكريم قاسم وتطالب بالسلاح لمقاومة الانقلابيين.
ربما كان قاسم يتوقع من أؤلئك الذين اعتمد عليهم في القوات المسلحة أن يقمعوا الانقلاب ولكنهم كانوا في وادٍ آخر، وربما خاف قاسم من إعطاء السلاح للحزب الشيوعي على مستقبله السياسي إذا ما تم قمع الانقلاب على أيدي الشيوعيين، وفي كلتا الحالتين كان قاسم مخطئاً، ودفع حياته، ومستقبل الشعب ثمناً لتلك الأخطاء التي ارتكبها طيلة فترة حكمه.
استسلم عبد الكريم قاسم للانقلابيين متصوراً أنهم سوف يسفرونه للخارج أو أنه سيحصل على محاكمة عادلة، كما أوعدوه.
اقتيد عبد الكريم قاسم من وزارة الدفاع أثر استسلامه بعد مقاومة دامت 24 ساعة إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون في التاسع من شباط 1963 وتحت أقبية المبنى، تم اغتيال أول حاكم عراقي ارتبط اسمه بلقب الزعيم، كانت محكمة صورية لبضع دقائق أنهت حياة ذلك الرجل برصاصات الانقلابيين الجدد. سقط من كرسيه المتواضع إيذاناً ببداية عهد دموي جديد. بعد أن كان قد حكم العراق لمدة أربع سنوات وستة أشهر وأربعة وعشرين يوماً. كان خلالها الزعيم مخلصا للعراق فقط لم يكن عميلا لأي جهة بل كان (عراقوي) بامتياز.
يقول الدكتور عقيل الناصري في كتابه عبد الكريم قاسم في يومه الأخير الجزء الثالث: "في الإذاعة بدأ عبد السلام عارف بنفسه استجواب الزعيم قاسم. وكان استجواباً حسب رواية عدد من الشهود خاطفاً ومأساوياً في ذات الوقت. فكل ما كان يهم عارف في الاستجواب هو أن ينطق قاسم أمامه أنه لم يكن القائد الحقيقي لثورة 14 تموز 1958 وأنه أي قاسم خان الثورة. آنذاك كان الضباط الصغار يتشاجرون فيما بينهم لنيل قيادة المجموعة التي تتولى قتل عبد الكريم قاسم. وقد أنتهى الأمر باختيار (عبد المنعم حميد)". كما يذكر الناصري في مورد آخر: "توقف الاستجواب عند هذا الحد بعد أن استمر بمجمله مدة لا تزيد عن 15 دقيقة. وبعد أن انسحبت آنذاك مجاميع الانقلابيين إلى غرفة أخرى وجرت مناقشة حول مصير الزعيم ورفاقه وكان (أحمد حسن البكر) الذي أصبح رئيس وزراء، كما تقول إحدى الروايات، قد تقدم إلى الموجودين وقال لهم: "هل تريدون أن نحاكمهم الآن وننفذ بهم الحكم، أم تريدون أن نبقيهم ونحاكمهم بعد ذلك؟ "فقال أحد الحاضرين: "إذا لم يُقتل قاسم الآن، وإذا علم الشيوعيين بأنه حي لم يقتل، فإن الثورة تظل مستمرة لمدة خمسة أو ستة أيام، اقتلوه الآن ولا تبقوه حياً". فأيده جميع الحاضرين.
أشار الكاتب شامل عبد القادر في لقاء له مع (س) نقلا عن أحمد حسن البكر، نشره في موقع جريدة المشرق في السابع من كانون الثاني 2018 بخصوص موقف البكر أو غيره من إعدام عبد الكريم قاسم ما يلي: "سمعتُ أن الفريق ماهر عبد الرشيد وكان برتبة ملازم في كتيبة الدبابات الرابعة هو الذي تسلّم عبد الكريم قاسم وجماعته وأركبهم بالدبابة وذهب بهم إلى دار الإذاعة وأن ضابطاً اسمه (وجدي) ضرب الزعيم، فضربه ماهر ونهره قائلا له: "لا يجوز الاعتداء عليه لأنه ما زال قائد الجيش". في دار الإذاعة وافق الجميع على إعدام عبد الكريم قاسم إلا أحمد حسن البكر وكان هو المعترض الوحيد على إعدامه وأنا سمعتُ هذه الحكاية من البكر نفسه إذ قال البكر أنه كان يجب أن تجري لعبد الكريم قاسم محاكمة أصولية عن جميع أخطائه وقال البكر لي مؤكداً صحة موقفه: "يمكن الرجوع إلى محضر قرار الإعدام حيث لا تجدون توقيعي في المحضر المفقود. كانت محاكمة صورية (بل لم تكن هناك محاكمة أصلاً). كما قال البكر: "إن الثورة لم تأتِ ونحن لم نأتِ من أجل القتل والانتقام وقد أكد البكر هذا الكلام في رسالة محفوظة لديّ مرسلة من البكر بعد نجاح حركة 17 تموز 1968 قال لي فيها إن الثورة نجحت من دون إراقة قطرة دم واحدة كما حصل في عام ( 1963)".
تم تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في يوم التاسع من شباط 1963 ولم تمضِ سوى لحظات حتى كان عبد الكريم قاسم قد سقط قتيلا ومعه معاونيه.

خلاصـــــــــــة:
يمكن ايجاز فترة عبد الكريم قاسم وأسباب سقوط حكومته بما يلي:
1- الخلافات الحادّة بين الضباط الأحرار أنفسهم بعد الثورة، وخاصة الخلافات المستمرة بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، نتيجة لادعاء الأخير بأنه هو من فجّر الثورة، وعلاقته مع عبد الناصر وتوجهاته القومية الأسلاموية. حتى وصل به الحال وفي أغلب الخطب التي كان يلقيها إلى أن يبتدئ خطبه بآية من القرآن الكريم، ثم يُحيي الجماهير باسمه واسم جمال عبد الناصر متجاهلا اسم عبد الكريم قاسم. ثم تمادى أكثر في محاولة للانقلاب على حكومة عبد الكريم وتم إحالته الى المحكمة العسكرية العليا في التاسع من كانون الأول 1958 وتم إعفاءه من منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة وتعيينه سفيراً في بون. وفي الخامس من شباط 1959 حُكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت على أثر أحداث بلبلة حدثت في صفوف الجيش والشعب. لكن بقي قرار الحكم في درج الزعيم عبد الكريم دون تصديقه أو إعفاءه حتى عام 1961 حيث تم إطلاق سراحه وبقي تحت المراقبة حتى قيام انقلاب شباط 1963.
تساهل عبد الكريم قاسم مع عبد السلام عارف وعصبته رغم محاولة الاغتيال وعلاقته المشبوهة مع جمال عبد الناصر مهد الطريق لبقية الضباط للتآمر على حكومة عبد الكريم قاسم.
2- كانت ثورة 1958 يتزعمها تياران تابعان لكل من عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وكانت أهداف التيارين مختلفة. تيار عبد الكريم قاسم يهدف لإبقاء الدولة بعيدة عن أي عمل وحدوي لحين تحقيق أهداف الثورة في القضاء على الجهل والإقطاع وتوفير الحياة الحرّة الكريمة للمواطنين كان قاسم (عراقوي). بينما كان تيار عبد السلام عارف ينتمي للفكر العروبى الإسلاموي الوحدوي المتخذ من عروبة العراق منطلقاً.
3- الحركات المسلحة على حكومة قاسم، حركة عبد الوهاب الشواف، وعصيان الزعيم الركن ناظم الطبقجلي والعقيد الركن عبد العزيز العقيلي والعقيد رفعت الحاج سري مدير الاستخبارات العسكرية. وكانت حركة الشواف قد فشلت بسبب عدم الانسجام بين الضباط القائمين بالحركة. وسرعة تحرك عبد الكريم قاسم لإجهاض التمرد. وتم قتل (الشواف) واستسلام أغلبية القوات المشاركة في التمرد، وإعدام الزعيم الركن ناظم الطبقجلي والعقيد الاحتياط مصطفى رفعت الحاج سرّي في 20 أيلول 1959.
4- تخلّي عبد الكريم قاسم عن الشيوعيين وفك الارتباط بهم نتيجة للأحداث التي رافقت حركة عبد الوهاب الشواف في الموصل، ومن ثم مطالبتهم بالاشتراك في الحكم .
"فشل الحزب الشيوعي العراقي ( وبقية الأحزاب) في مساعيه لإعادة الحياة إلى جبهة الاتحاد الوطني كي يجري العمل المشترك بتحقيق البرنامج الذي اعلنته هذه الأحزاب في عام 1957، لأسباب تتعلق بتعتنت الأطراف القومية والتدخل الفض من قبل قادة الجمهورية العربية المتحدة تحت ذريعة الوحدة الاندماجية ظاهرياً في حين كانت هناك أسباب أخرى لهذه الضغوط منها ما تعكس خشية هؤلاء الحكام من أن يسير العراق على خطى بناء سياسي قائم على التعددية السياسية والديمقراطية واحترام المكونات القومية في البلاد وهو ما كان يتعارض مع منهج الحكم في العربية المتحدة القائم على حل الأحزاب وتخوينها تحت شعار "الحزبية خيانة" وفرض نظام الحزب الواحد كتعبير عن الاستبداد السياسي واحتكار السلطة وتجاهل الحقوق القومية للمكونات القومية القاطنة في عدد من البلدان العربية ".
5- الصراع بين الأحزاب السياسية. ذكر الباحث سابقاً أن الأحزاب السياسية كانت قد شكّلت جبهة وطنية في عام 1956 (جبهة الاتحاد الوطني) والتي ضمّت (الحزب الشيوعي وحزب البعث والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال) واستقطبت الجبهة جماهير واسعة وكان هدفها إقامة حكم وطني ديمقراطي متحرر. تواصلت الجبهة مع الضباط الأحرار وشاركت في ثورة 14 تموز 1958.
اختلفت أهداف تلك الأحزاب المشكلة للجبهة، الأمر الذي أدى إلى حدوث صراع فيما بينها. كان طموح أحزاب الجبهة بعد نجاح الثورة إقامة نظام سياسي ديمقراطي يضمن الحريات العامّة للشعب. لكن تشبث العسكر بالسلطة وعدم تسليمها إلى المدنيين أدى إلى صعوبة إقامة نظام ديمقراطي في البلاد بسبب طبيعة العسكر المعتادة أما إلى تلقي الأوامر أو إلى إصدار الأوامر.
لذلك بغياب الديمقراطية وعدم وجود نظام مدني أضف إليها الخلافات بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف بصورة عامّة والخلاف حول الوحدة الفورية مع (الجمهورية العربية المتحدة) أدى إلى انقسام الجبهة بين مؤيد إلى عبد الكريم قاسم وهم كل من (الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي). والقسم الآخر مع عبد السلام عارف الداعي إلى الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة وهم (حزب البعث وحزب الاستقلال). وكان الحزب الشيوعي قد رمى بثقله لدعم عبد الكريم قاسم كما انحاز قاسم إلى الحزب الشيوعي بسبب انحياز التيار الآخر إلى عبد السلام عارف.
6- رغم الخلافات التي سادت الجبهة (جبهة الاتحاد الوطني) إلى أن المساعي لإعادة توحيدها من جديد كانت مستمرة، مما أدى إلى توصل الأحزاب إلى صيغة (ميثاق عمل مشترك) وانضم إليهم الحزب (الديمقراطي الكردستاني)، رغم توقيع الميثاق إلى أن الأحزاب القومية أخذت تعمل بصيغة منفردة فقد تم تشكيل (الاتحاد القومي)، كما وقع الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردستاني ميثاق عمل.
7- أن الجبهة الوطنية قد انتهت عملياً بعد قيام ثورة تموز 1958 عندما استبعد الحزب الشيوعي من التشكيلة الوزارية رغم أن الحزب الشيوعي كان قد وضع قواه لمؤازرة الثورة والدفاع عنها وافتقار الجبهة أساساً إلى منهاج عمل موحد لما بعد الثورة.
8- تسرّع الحزب الشيوعي في طلب مشاركته في مجلس الوزراء (معتبراً إياه مطلب شعبي مُلح يتجاوب مع ضرورات صيانة الجمهورية)، حيث خرجت مظاهرات حاشدة للحزب الشيوعي في أيار 1959 ترفع شعار (المطالبة باشتراك الحزب الشيوعي بالحكم).
9- كما أن خلافات أخرى كانت قد نشبت بين الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي على أثر اصدامات وقعت بين أنصار الحزبين في كربلاء والحي والنعمانية والشامية.
10- كان لحزب البعث الدور الأرأس وخاصة (الخط العسكري) في التخطيط والتنفيذ لجميع محاولات إسقاط حكم عبد الكريم قاسم حتى قيامه مع القوميين الآخرين بانقلاب شباط 1963.
11- طيلة فترة حكم عبد الكريم قاسم وبسبب التجاذبات بين الأحزاب والصراع بين الضباط الأحرار أنفسهم، لم يتمكن عبد الكريم من بناء دولة مؤسسات حقيقية ممكن أن تقود إلى حكومة رشيدة توفر الرفاه للشعب الحالم بتأسيس نظام ديمقراطي مدني يحترم حقوق الإنسان، رغم حب الجماهير له باعتراف خصومه.
يذكر حنا بطاطو: "يعترف غير قليل من أولئك الذين وقفوا ضده في تلك الساعة بأن عامة الشعب كانت تكن له حباً مخلصاً يفوق حبها لأي حاكم آخر في تاريخ العراق الحديث" .
ولأن "عبد الكريم قاسم على الأقل أنقذ العراق من أن يكون سالبة في أيدي القوى الخارجية، وأنه وبطريق قويم جداً، وسع في بعض الأحيان، وإن يكن لحد محدود، في حرية التعبير أكثر مما فعله أسلافه. ومع الأخذ بالاعتبار كل ما يتردد من مآخذ على عهد قاسم، فالثابت أننا سنسمع العراقيين وإلى سنين عديدة مقبلة كثيرة، يقارنون عهد قاسم بما جاء بعده من عهود مقارنة تنتهي لمصلحته هو لا مصلحتها" .
ويشير إلى ذات الفكرة الدكتور علي كريم سعيد بالقول: "هناك ظاهرة تستحق النظر وهي أن الجمهور العراقي العريض ظل منذ رحيل قاسم ولحد اللحظة الراهنة حذر من تأييد كل الحكومات التالية. وظلت ذاكرة عهد عبد الكريم قاسم مثيرة للاهتمام أكثر من غيرها وطيبة في أذهان الكثيرين بل أن قاسم ظل يضيق على الحكام اللاحقين بسبب إدمان الشعب على مقارنتهم به".
وهذا الموقف مستنبط من دوره في تأسيس اللحظة التاريخية الخاصة بتطور العراق والسير به على طريق الحداثة، مما فرضته عملية الصراع الاجتماعي ليلعب الدور الحيوي النشيط بين الطبقات، ومن المنجز المتحقق لصيرورات التقدم الاجتماعي، من تبني مطالب الاغلبية الشعبية، الربط الجدلي بين النزعتين الوطنية ( العراقوي) والقومية ( العروبية).
12- التآمر الذي حاكته المراكز الرأسمالية وبصورة خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والجمهورية العربية المتحدة بشخصيتها رئيسها جمال عبد الناصر، والماسونية العالمية، وشركات النفط انتقاما من القانون رقم 80.
13- الحركة الكردية المسلحة في شمال العراق، إذ لعب، في البدء، فيها شيوخ العشائر دوراً أرأسياً قيادياً وفي تحالفتها الخارجية المتناقضة مع ماهية مصالحها الإستراتيجية ومع قاعدتها الجماهيرية من فلاحين أصحاب المصلحة الحقيقية، وبالأخص مع أعدائها الاستراتجيين من قبل الشاه والمراكز الرأسمالية بخاصة مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
يشير هادي الجاويشلي وكيل وزارة الداخلية بصدد الحركة الكردية بالقول: "أن عبد الكريم قاسم عاملنا نحن الأكراد معاملة متميزة بدون تفريق وتمييز مع أخواننا العرب، فالمرء يبقى حائراً كيف تغيرت تلك الأحوال، في حين أن (الحزب الديمقراطي الكردستاني) كان يتظاهر بأنه يساند الزعيم عبد الكريم قاسم وسياسته. فالأيام كانت تمضي وتفاجأ الدولة بحدوث تجمعات مسلحة في الشمال في الوقت الذي كان الملا مصطفى البرزاني مسافراً إلى الاتحاد السوفيتي في ذلك الحين، وعندما عاد مكث في بغداد عدة أيام وكانت السلطة تعتقد بأن تلك التجمعات المسلحة سيتفرق شملها بتأثير من البارزاني. وهنالك من يقول أن البارزاني لم يكن على علم بهذه التجمعات المسلحة، وإنما القائمين بها كانوا بعض أصحاب الأراضي الزراعية الواسعة في محافظة السليمانية وأنهم قاموا بهذه الحركة وألبسوها ثوباً وطنيَّا بمساعدة بعض قادة الحزب المذكور ولدى دراسة البارزاني للموضوع ظهر له عدم إمكانية إخضاع هذه الجمهرة المسلحة للدولة وإن أية محاولة يقوم بها في هذا الشأن يفقده مركزه الاجتماعي وآخرين يعتقدون خلاف هذا الرأي مدّعين بأنه تم توقيت هذا الموعد لقيام الحركة بأن يكون في الوقت الذي يغيب عنه البارزاني عن العراق بغية معالجة الموضوع فيما إذا فشلت الحركة. وبعد عودته تم تكليفه لمعالجة المشكلة في الشمال، إلا أنه حدث عكس ذلك وأنضم إلى القائمين بالحركة ولم يعد ثانية لبغداد طيلة حياته".
14- الجهات التي خسرت مواقعها الاجتصادية والسياسية متمثلةً: بالإقطاع وقيمه، والكمباردور وسلوكه الاقتصادي، وبقايا الضباط العثمانيون وتمسكهم بالسلطة، ونخبة الحكم الملكية الأوليغاركية.
15- التحالف مع القوى الظلامية من المؤسسة التقليدية (العشيرة والقبيلة والدينية الشيعية والسنية).
يقول (طالب الرفاعي) أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية معترفا بخطئه: "لم يكن عبد الكريم قاسم طائفياً إنما كان ميله إلى الشيعة، إلا أننا كرجال دين لم نعرف استثمار هذا الميل وأنا كنت من أشد المحاربين لعبد الكريم قاسم، لكن أشعر الآن بخطأ توجهي آنذاك (بعد خراب البصرة) كان يمكن لهذا الرجل أن ينقل العراق إلى عصر آخر. لقد ساقنا البعثيون والقوميون إلى معاداة عبد الكريم قاسم، ساقونا ببغض الشيوعيين والقضايا الشخصية كانت داخلة بقوة في عواطفنا وتوجهاتنا".
16- كان على الحزب الشيوعي في تلك الظروف التآمرية المحيطة بالعراق وثورة الرابع عشر من تموز أن لا يلجأ إلى تلك المسيرة التي طالب فيها المشاركة في السلطة رغم أحقيته بذلك، وأن يناضل من أجل انتخاب مجلس تشريعي يسن دستوراً دائماً للبلاد، وإرساء النظام الديمقراطي الذي يكفل الحقوق الديمقراطية لشعبنا بعربه وأكراده وسائر أقلياته، جنباً إلى جنب مع دعم السلطة الوطنية بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم بوجه المحاولات الرجعية الهادفة إلى اغتيال ثورة الرابع عشر من تموز، بدلاً من استفزاز السلطة والبرجوازية الوطنية، فقد كان الحزب والسلطة الوطنية في قارب واحد، وغرق السلطة يعني بالضرورة غرق الحزب كما جرى في الثامن من شباط 1963 عندما تلذذ الحرس القومي بتعذيب الشيوعيين والمعارضين لحزب البعث وانقلابهم الغادر. لم يستطع عبد السلام عارف من بناء مؤسسات الدولة على أساس ديمقراطي ولم يتمكن من انتخاب مجلس تشريعي، ويمكن تعليل هذا الفشل الذي ينطبق أيضاً على فترة حكم عبد الكريم قاسم أيضاً. بسبب التجاذبات بين الأحزاب والصراع بين الضباط الأحرار أنفسهم، مما انعكس سلباً على الشعب الحالم بتأسيس نظام ديمقراطي مدني يحترم حقوق الانسان.
المصادر:
-الزبيدي ليث عبد الحسن. ثورة 14 تموز 1958 في العراق. مصدر سابق. ص 210.
-نوري بهاء الدين. ثورة 14 تموز كما يراها سياسي معاصر لها. 12 تموز 2011 . http://bahadeen.com
- للمزيد راجع، رفعت الجادرجي صورة آب، الحياة اليومية في دار السياسي كامل الجادرجي، ص. 153- 185، مؤسسة الابحاث العربية، بيروت 1985.
-بطاطو حنا، الشيوعيون والبعثيون والضباط الأحرار. الكتاب الثالث، ص 113. مصدر سابق.
-المدهون، رانية عبد الرحيم. ثورة تموز 1958 بالعراق. التجمع القومي الديمقراطي الموحد. http://theunitedna.com
-الحريزي حميد. الدكتور حكت شبّر، شهادتي، ثورة 14 تموز 1958. كتابات في الميزان، التأريخ 10 تموز 2015. http://www.kitabat.info.
-حسين عبد الخالق. أسباب ثورة 14 تموز 1958. كتابات في الميزان. تأريخ 15 تموز 2011. http://kitabat.info
- حسين جميل. العراق العهد الجديد، دار منيمنة للطباعة والنشر، بيروت، 1958، ط1، ص 30.
-حميد الكفائي. جمهورية عبد الكريم قاسم تخلو من معلم يحمل اسمه. صحيفة المدى، 2019/07/15 . https://almadapaper.ne
-بطاطو حنا. الشيوعيون والبعثيون والضباط الأحرار. مرجع سابق، ص 243.
-عبد العزيز خليل. سجون.. إغتراب.. نضال. محطات من حياتي. دار سطور للنشر والتوزيع، بغداد، 2018، ص 262.
- بطاطو حنا. الشيوعيون والبعثيون والضباط الأحرار. مرجع سابق، ص 121.
- الحمداني حامد. انقلاب 8 شباط الفاشي. الحوار المتمدن - العدد: 54 ، بتاريخ 4/ 2 - 2002 . http://www.ahewar.org
-الناصري عقيل. عبد الكريم قاسم في يومه الأخير. ج 3، ط2، دار الحصاد، دمشق، 2015، ص 99- 100.
-عبد القادر شامل. أحمد حسن البكر.. ودوره في تاريخ العراق السياسي الحديث (1914م ـ 1982م) لماذا أمر البكر بجلب عريف كردي إلى القصر الجمهوري؟ موقع المشرق. تاريخ النشر 7/1/ 2018.
-عادل حبه، اخطاء جسيمة ارتكبها الشهيد عبد الكريم قاسم مهدت لكارثة الثامن من شباط عام 1963، المنشور في الحوار المتمدن بتاريخ 6/2/2019.
-بطاطو، الجزء 3، ص. 296، مصدر سابق.
-الأكاديميان أديث وأيف بينزور، العراق: دراسة في علاقاته الخارجية وتطوراته الداخلية 1915- 1975، ترجمة عبد المجيد القيسي جزءان، ص. 459، الجزء الأول، الدار العربية للموسوعات، بيروت 1989.
-سعيد، علي كريم. عراق 8 شباط، من حوار المفاهيم إلى حوار الدم، مراجعات في ذاكرة طالب شبيب، دار الكنوز الأدبية، بيروت 1999، ص 103.
-الجاويشلي، هادي. الزعيم عبد الكريم قاسم وموعده مع التأريخ، الدار العربية للموسوعات، بيروت 2011، ص 11.
-رشيد الخيون. آمالي السيد طالب الرفاعي. ط.2، دار مدارك الأمارات العربية، دبي 2012، ص 143-145 -183.



#سلام_قاسم (هاشتاغ)       Salam_Kasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي ضحية التصعيد الايراني السعودي
- الإعلام العربي الواقع والطموح
- العيد الوطني للسويد- تأميماً للدين وانتصاراً للدولة على الكن ...
- من المسؤول عن تردي الدراما في العراق؟
- صعود اليمين المتطرف في اوربا – السويد انموذجا
- قراءة في بعض مواد الدستور السويدي
- دور القوى الموازية في حماية نظام الحكم
- الجبهة الوطنية المتحدة و وزارة نوري السعيد الرابعة عشرة
- إلى رئيس الوزراء الجديد محمد علاوي.
- ناجي شوكت يلعن اليوم الذي دخل فيه السياسة
- ناجي شوكت ومشكلة حل مجلس النواب
- فوضى البرامج الحوارية العراقية
- الديمقراطية أم التنمية
- النصر حليف الشباب في معركتهم المصيرية
- لقد كسرنا حاجز الخوف
- الشعب غير مهيء بعد
- الإعلام المنفلت والسلاح المنفلت
- مصلحون أم مفسدون
- لماذا الاستغراب!!
- دولار أم يورو


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام قاسم - في الميزان- ثورة 14 تموز 1958- وحكومة عبد الكريم قاسم.