أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام قاسم - فوضى البرامج الحوارية العراقية















المزيد.....

فوضى البرامج الحوارية العراقية


سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)


الحوار المتمدن-العدد: 6470 - 2020 / 1 / 21 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البرامج الحوارية واحدة من البرامج الأكثر مشاهدة لدى الجمهور العراقي، فهي تقدم تقارير وحوارات ونقاشات موضوعية بين مثـقفين وسياسيين ومفكرين من أجل خلق رأي عام عن مواقف وشخصيات لها تأثيرها في المجتمع سواء سلبا أم إيجابا.
بعد عام 2003 تم افتتاح عشرات القنوات الفضائية في العراق تابعة لرجال دين ولسياسيين عراقيين ولرجال أعمال إضافة إلى القنوات الحكومية، ساهمت هذه القنوات بصنع شخصيات إعلامية مهمة لها وزنها في الساحة الإعلامية، وأخرى سياسية لها وزنها في المشهد السياسي العراقي.
أن الدور الذي تقوم به البرامج الحوارية دوراً فاعلا لما تـُحققه من مشاهدة ومشاركة جماهيرية. والبرامج الحوارية تعبّر عن الاتجاهات المختلفة للقنوات التلفزيونية العاملة في العراق. وبما أن البرامج الحوارية تعتمد اساساً على الحوار لذا أصبح لزاماً على مقدمي البرامج الحوارية أن يتقنوا لغة الحوار من أجل نجاح برامجهم. خصوصاً بعد ظهور القنوات التلفزيونية الخاصة منح مقدمي البرامج الحوارية حرية التخلص من القيود التي تفرضها عليهم الرقابة.
يعرّف تشارلز كمبل الحوار بأنه" إنه علاقة متبادلة يحاول فيها طرفان أو أكثر التعبير بدقة عما يقصدانه، وأن ينصتوا باحترام إلى ما يقوله كل طرف مهما اختلفت الرؤى".
ويعتمد الحوار على الاحترام عبر التحدّث بعبارات لائقة واحترام الطرف الآخر وإعطاء كل طرف حقه في الحديث. و مقدم البرنامج هو الشخص الذي يدير الحوار ممثلا عن القناة التي يعمل فيها وفي نفس الوقت يُنيب عن الجمهور في طرح الأسئلة على الضيف أو الضيوف، ويلعب مقدم البرنامج دوراً مهماً في إنجاح برنامجه ويجب أن يكون على دراية بموضوع الحلقة عبر القراءة والمطالعة حتى يكون لائقاً وقادراً على إدارة الحوار.
يوجز عماد الأصفر في كتابه (اجراء المقابلات وإدارة الحوار للبرامج والاخبار) مواصفات المحاور الجيد بالنقاط التالية:
1- يجب أن يتمتع المحاور الجيد بقدرة على الإصغاء وملاحظة الانفعالات واستغلال ما قد يفلت من أفواه الشخصيات التي يحاورها.
2- فضول وحدس الصحفي ومقدرته على تلمس قضايا واحتياجات ومطالب الجمهور، والإصرار على تلبيتها، وممارسة الإلحاح على ضيوفه لتحصيل إجابات واضحة ولكن بلغة مؤدبة.
3- الحرص على انتهاج الموضوعية وبلوغ أعلى درجات الحياد والنزاهة. فبدون ذلك يسقط الصحافي في فخ الاستعلاء على الجمهور ويصبح فريسة محاولات فاشلة لخداع الرأي العام، وسيغرق في مستنقع الانحياز ويتحول إلى بوق كلُّ همه الترويجُ لصالح طرف أو جهة مهما كانت حقيقتها، وهو ما سيفقده جمهوره ويحكم عليه بالفشل الذريع.
يقول كاظم الربيعي في كتابه مهارات الإعداد والتقديم التلفزيوني مقدمة عامة "هناك جمهوراً عراقياً واعياً لدرجة كافية تمكنه من التمييز بين البرامج التي تقدم مواد تحليلية سياسية سواء تلك التي تخدم الحقيقة أو التي تشوّهها، لكن الكثير مع الأسف يميل إلى إعلام التهييج والتهريج، الذي هو إحدى نتائج التخلف الاجتماعي السائد بين عامة الناس. وهي صفات الشعبوية التي تلبي النزعات الانتقامية والتعويضية والتخريبية والتشويهية لدى المقهورين الباحثين عن فرجة تسلّيهم وعن ترفيه ينفّسون به عن إحباطاتهم. وهذا الإعلام الشعبوي سيظل سائداً ومحبباً إلى الفئات المقهورة واليائسة، فجميعهم يريد للإعلام أن يكون فـرْجوِيّا وللسياسة أن تكون فضائح ترفيهية تقدم لهم ذرائع للتخريب وللتشويه ولممارسة العنف بكل أشكاله.
بلغت القنوات القنوات الممولة من القطاع الخاص (شركات، شخصيات)، قنوات ممولة من المال السياسي (أحزاب، حركات، شخصيات) حوالي أكثر من سبعين فضائية.
والمتابع لهذه القنوات يجد أن الفوضى وعدم الوضوح كانت السمة الغالبة على تلك القنوات من خلال ما تقدمه من نشرات أخبار وبرامج حوارية أغلب ضيوفها هم من السياسيين المتناحرين فيما بينهم، حتى أصبحت حواراتهم عبارة عن صراخ وتبادل اتهامات وكل منهم يدافع عن طائفته وحزبيته الضيقة. كما أن هذه القنوات جميعها مملوكة لأشخاص يمثلون طوائف معينة وأحزاب معينة أو قومية معينة أو دين معين، وهذه القنوات وضعت العراق بالمرتبة الأخيرة من اهتماماتها، لأنها أصبحت ناطقة باسم المذهب والدين والقومية والحزب ومالك القناة.

ولتحليل ما حصل في حلقة يوم أمس بين مقدم برنامج (وجهة نظر) الدكتور نبيل جاسم، وهو شخصية اعلامية مميزة، لكنه أخفق في حواره مع اللواء عبد الكريم خلف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وخلف شخصية كانت له آراء محترمة قبل انتفاضة اكتوبر، لكن توجهاته اختلفت بعد تسلمه للمسؤولية. وبما أن الدكتور نبيل جاسم وهو زميل عزيز استاذ في كلية الإعلام فأنه يعلم علم اليقين بأن المحاور الجيد عليه الإبتعاد أثناء الحوار عن مايلي:

• عدم طرح أسئلة مغلقة جوابها نعم أولا.
• عدم تقديم ادعاءات أو تهماً.. وللأسف الدكتور نبيل قدم العديد من التهم لضيفه الذي هو من اختاره، وهو يعلم أن الضيف ناطق باسم القائد العام ويمثل وجهة نظر الحكومة، مثلما الدكتور نبيل محاور باسم قناة دجلة التي يملكها الكربولي وهو الممول للقناة، والذي يمنح كادر قناته المال من أجل الترويج لسياسته.
• الابتعاد عن الأسئلة الطويلة والتي فيها معلومات كثيرة. حاول الدكتور نبيل طرح اسئلة تحتاج إلى حلقة كاملة لغرض الإجابة عنها، لكنه لم يمنح الضيف فرصة حتى لالتقاط انفاسه.
• البقاء على الحياد ولا تقحم رأيك الشخصي. خرج الدكتور نبيل جاسم عند حياده ونصب نفسه ناطقا باسم الحراك الجماهيري.
• لا توجه أسئلة افتراضية أو مشروطة.
• الابتعاد عن المبالغة والاستعراض وتعقيد المواضيع. لم يسعى الدكتور نبيل إلى احتواء الموقف وتقليل التشنج بل كان وهو المعروف بهدوئه أكثر تشنجاً من الضيف.
• لا ترفع الكلفة مع الضيف. في هذه النقطة رفع الدكتور نبيل الكلفة مع الضيف تماماً عندما راح يناديه بعبد الكريم وبطريقة فيها استهزاء واضح.
حسناً فعل الدكتور نبيل جاسم عندما اعتذر لجمهوره الكريم وهذه شجاعة تحسب له، متمنياً له النجاح في حلقاته القادمة بدون أي تشنج أو انفعال.



#سلام_قاسم (هاشتاغ)       Salam_Kasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية أم التنمية
- النصر حليف الشباب في معركتهم المصيرية
- لقد كسرنا حاجز الخوف
- الشعب غير مهيء بعد
- الإعلام المنفلت والسلاح المنفلت
- مصلحون أم مفسدون
- لماذا الاستغراب!!
- دولار أم يورو
- مشاهداتي خلال فترة العدوان الأمريكي على العراق مشهد رقم 3
- مشاهداتي خلال فترة العدوان الأمريكي على العراق مشهد رقم 2
- مشاهداتي خلال فترة العدوان الأمريكي على العراق ، مشهد رقم 1
- احفاد بابل وسومر يشكون العطش
- جائزة ستوكهولم جونيور للمياه
- البيئة السياسية في العراق
- شر عل حبل
- هل يستحق العبادي ولاية الثانية
- قبل أن تتمرد على السيد الرئيس
- الدعاية والأعلان وسوء الأستخدام
- عصر السرعة وانفجار المعرفة والتقنية الرقمية
- والله عجيب


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام قاسم - فوضى البرامج الحوارية العراقية