أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح1















المزيد.....

الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6613 - 2020 / 7 / 8 - 19:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية وإثباتها لموجد الأول أو الموجود الخالق,وقد يعترض معترض على ان يكون الزمن وهو محدد وجودي متعلق بالكونية الموضوعية للوجود لان الفرع لا يمكن ان يقاس به الكل قياس اكبري أو قياس أعظمية فما يثبت للأصل يثبت للفرع والعكس صحيح, وهو برأي المنطق الحديث يقوم الناتج وفق نسبية منضبطة تجعل من هذا القانون محل شكية وعدم حتمية النتائج وهذا له أهمية في تقدير لقيمة الزمن في إثبات الوجودية المطلقة ومنها وجودية الخالق.
فمن تعريف الزمن ابتداءً من التعريف الموضوعي له وهو ما اتفق العلماء عليه حول تعريف أرسطو للزمن، فحسب تعريف هذا الأخير يكون الزمن هو حساب الحركة، منذ القدم اتفق الناس على وحدات للتقسيم الزمن, ومن بين هذه الوحدات, الثانية, الدقيقة والساعة...وهذا التقسيم ليس إلا عرفيا, فقد نتفق على تقسيم آخر هذا, ببساطة تعريف الزمن موضوعيا يعتمد على محددين الأول ثابت والثاني متحرك أي انه يعتمد كما في قانون الوجودية على بيان الشئ من خلال وجود نقيضه، فمثلا نحن لا نعرف اللون الأبيض إلا من خلال وجود الأسود أو لون أخر يبين لنا وجود اللون الأبيض لأنه لا يماثله، فالزمن يعتمد على وجود الثابت والمتحرك فهو قياس سرعة المتحرك ابتداء من نقطة ثابتة إلى نقطة أخرى ثابتة, فهو إذن قياس المسافة محسوبة على السرعة فقياس حركة المادة من النقطة أ إلى نقطة ب محسوبا على عامل السرعة ويسمى المعدل عامل الزمن, وهو معادل نسبي يحتاج إلى محددات ثابتة لتحديد المتحرك،
لذلك فهو بموجب المنطق الحديث عند العالم نيوتن أن الزمن مطلق ويجري بالتساوي دون أية علاقة بأي مؤثر خارجي. ولكن اينشتين لم يتقيد بما سبقه من العلماء وفكر بالأمر من وجهة نظر مختلفة تشمل الكون الفسيح . لقد وقف العلم عاجزا أمام شرح كثير من الظواهر الطبيعية....ولم تجد هذه الظواهر تفسيرا لها, إلا بالاعتماد على النظرية النسبية لأينشتين التي تتمحور حول علاقة الشئ بما حوله وهذه العلاقة إذا كانت حركية فإنها تعطي نتائج نسبية تعتمد على ما للمحيط من عوامل مؤثرة عليه, فالزمن بُعْدٌ عظيم؛ وفضاء فيزيائي موضوعي كبير يتحرك فيه الوقت من البداية الأزلية بمقدار حركة الفُلْك... فيتجدد بقدر معلوم حقيقي ملموس، وآخر متخيل موهوم... فسكن الزمن الإنسان بقوة؛ مثلما سكن الإنسان فيه، فصار له ماض تاريخي؛ وحاضر واقعي يتطلع منه إلى زمن مجهول افتراضي متخيل لا يعلم عنه شيئاً سمي المستقبل فهن عوامل الحركة هي التي تولد قانون الزمن ألتتابعي لا الزمن باعتباره حركة بين نقطتين ثابتتين فالغد مجهول كما ان الأزل مجهول ولكن المعلوم فيه الوعي الزمني أي ما عاشه الإنسان فقط.
ومن هنا أخذ الزمن يتحول إلى فلسفة في فكر الإنسان وعواطفه وتتنوع أقسامه باعتبار الذات والوجود والمجتمع والغيب... فتشكل الزمن النفسي والمعرفي والوجودي والاجتماعي والطبيعي... ولم يعد كل منها يماثل الزمن الفيزيائي/ الموضوعي الخارجي... صار الزمن هو الإنسان نفسه عند القدماء ومن ثم عند المحدثين... وأخذ كل منهم ينظر إلى الفن والأدب والعمارة والوجود... بمنظار زمني ذاتي أو موضوعي... وتشكلت أنماط جديدة للزمن في مفهوم الناس (الزمن المتصل- المتحول- المتقطع- الذريّ- المحايد- الوجودي- النفسي- الاجتماعي- الأسطوري-البنيوي- الفني...)‏فالزمن بهذا الوعي لم يعد عنصراً محايداً في حياة الإنسان، قديماً وحديثاً.
في الوقت الذي اشتملت على فكرة السفر في الأزمان المستقبلية لتكتسب صفة البقاء والخلود... فالكتابة نقلتها من حالة الزمن ألميقاتي التاريخي المؤقت إلى الزمن المطلق المستمر... وهي بهذا الفعل كسرت رتابة الزمن الخطي الذي يبدأ بنقطة ما وينتهي إلى نقطة أخرى؛ كما كسرت رتابة الزمن التعاقبي ألميقاتي الذي يمثل تجربة ما متصلة كانت أم منقطعة... كما أنها تجاوزت مفهوم الزمن الذهني الذي يظل محققاً في الذاكرة ويعبر عن فكرة ما في زمن ما... متخيلاً كان أم حقيقياً.‏
هنا يكون أساس هدم نظرية نيوتن ومن وافقه الرأي من العلماء السابقين واللاحقين باتجاه مفهوم الزمن النسبي, واخترع المحدثون تسميات دقيقة لكل نمط مثل (الزمن الفني والمعرفي والاجتماعي، والطبيعي والوجودي والنفسي، والنقدي). فلم يعد الزمن محصوراً بجوهره الفيزيائي والموضوعي الذي عرفه اليونان والعرب، ولم تعد أقسامه مستندة فقط إلى الزمن التاريخي الماضي والحاضر والمستقبل؛ ولم يعد مجرد ظرف يحتوي الإنسان والأشياء؛ بل صار الإنسان قابضاً عليه باعتباره أداة تشكيل فني جمالي، وباعتباره مادة فكرية يتفاعل فيها ويقدمها على الشكل الذي يرغب فيه...
فالزمن غدا بيد المفكرين والأدباء والنقاد... المحدثين كائناً حياً يتشكل بصور وأفكار بعيدة الإيحاء والأثر... فالزمن المعرفي النقدي مثلاً أصبح يتعرض للمادة المنقودة باعتبارها الزمني شرحاً وتحليلاً على مختلف الصُعد الذاتية والاجتماعية والفكرية... والزمن الفني الأدبي لم يعد يرضى بأن يكون الزمن مجرد دلالة فيزيائية موضوعية تجري فيه حوادث الليالي والأيام وصروف الأمطار والرياح؛ ومن ثم لم يعد مجرد ظرف يستوعب عملاً ما... وهكذا يقال في الزمن المتخيل أو المتوهم الذي امتد على ساحة التاريخ بحقائقه أو خرافاته ليجعلها فكرة زمنية أصيلة في تحليل الحاضر أو التنبؤ بالمستقبل... وإن كانت منتمية إلى الماضي السحيق.
الزمن لكي يكون مفهوما أو يكون له وجود لابد له من مستوعب يثبت وجوده فيه وهذا الوجود هو الذي يعطي للزمن قيمة مادية باعتباره هو الذي يحوي العناصر المؤثرة والمحددة لماهية الزمن فلا يمكننا ان نتصور الزمن يتكون في اللا مكان أو العدم فهو ببساطة محتاج إلى وجود والوجود محتاج إلى تجسيد مكاني والتجسيد المكاني محتاج إلى علة والعلة لابد ان تكون خارج إطار المكان والزمان لاختلاف الجوهر بين الصانع والمصنوع وبين الوجود والواجد ,فهنا نشأت فكرة الخلق ,فالمكان الوجودي كما هو الزمان الوجودي مخلوقان لعلة هذه العلة خارج عن إطار تلامس الوجود أي خارج الملموس المادي, بمعنى لو كانت العلة من جنس المعلول لاتحدت العلة بالمعلول ونشأة وحدة جنسية بينهما تلغي مبدأ العلة والسبب وصار العلة هي نفسها المعلول وهذا يناف المنطق الوجودي.
أذن فما هي علاقة الزمان بالمكان وصلتهما بالحركة: تدل الحركة على حركة عقلية خاصة بالدريالكتيك ولهذه الحركة نوعان: الحركة المنطقية (الديالكتيك) والحركة الفيزيائية أو الطبيعية، أما الزمان فله ثلاثة أبعاد: الحاضر والمستقبل والماضي، والحاضر يحمل في طياته المستقبل وهو أهم لحظات الزمان. وجوهر الزمان في الآن/ الشيء المعين/ أو المطلق ويربط الزمان وبين الكرة ويؤكد دائرية الزمان، أما الروح فتأخذ هيئة حضارة /دين من قانون/ لابد لها أن تمر في زمان وسيرها فيه نوع من كفاح ضد نفسها للعلاء بها في سبيل التقدم المستمر نحو غاية التطور. فالروح في تقدمها سلب السلب (الزمان) فالروح والزمان متحدان ويكونان التاريخ العام، والزمان مصير الروح المفروض عليها، طالما لم تكن بعد في كمال مع نفسها، ولابد للروح من أن تخرج من ذاتها الباطنة وتفرغ نفسها في الزمان.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح2
- رسالتي للرب... عبر صندوق بريد السفارة
- النفط وكورونا والنصف الثاني من عام 2020.
- في فهم المعنى أولا
- أين يبدأ الوعي الإيماني وأين ينتهي؟.
- كونية المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية
- فرض السلام بداية تأسيس عالم كوني جديد
- حكاية مع جدتي
- حين أمسكت شيئا على قارعة الطريق.... قصة تشبه حدوته
- دين الفقراء
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح1
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح2
- الخلود وسقوط فكرة الزمن
- محاولات فهم الخلود بين الفلسفة والدين
- حتمية الموت وعلاقته بالاستحقاق الحتمي
- نظرية الأنا والأخر _ بحث في معنى التفريق والتميز
- المدنية وضمان الممارسة الديمقراطية
- المدنية والإسلام السياسي
- يوم كنا واحد.....
- العقل في الإنساني بين التعرية أو السؤال


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح1