أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عباس علي العلي - كونية المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية















المزيد.....

كونية المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 4 - 18:03
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المستقبل
من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية

أستثمار العلاقة بين الأسباب والنتائج وخاصة في المجال البحث الأجتماعي الطبقي وتحديدا في المسارات التاريخية منه كمادة للبحث عن أفق أو كقاعدة معطيات راسمة للرؤية الكونية المحدثة والمستجيبة لشروط الزمن ، واحدة من أهم الوسائل التي يمكن لنا ومن خلالها تحديدا أستقراء المجتمع مستقبليا ، المجتمع الذي نعني به أطر وعلاقات وصراعات وتناقضات وأيضا علاقات بنيوية، هذا الأستثمار لا يمكن تحقيقه أولا ولا نتائجه بالتالي ما لم نعود للوعي المجتمعي الذي يصنع مفهوم الوعي بالوعي أو الوعي المركب المتراكم بالحركة الداخلية للعلاقات الأجتماعية وسيرورتها تاريخيا ومنها إلى الواقع الحالي وصولا لصورة المستقبل.
مثلا تصور ماركس الحقيقي للعلاقة الجدلية بين الوعي بالواقع كونه موضوع يحتاج إلى تغيير وتبدلات مفصلية كبرى يكون منقاد بالضرورة له لأن مسببات وعلل التغيير قادرة وفقا للظروف الموضوعية والذاتية على تحرير إرادة التغيير وبين الواقع الذي يقاوم رياح التغيير مستندا على جملة من الأسس والركائز التي لا يتخلى عنها طواعية بدون تجربة ولا يمكن عبورها بالقوة خارج سياقات التطور الطبيعي للمجتمعات البشرية في كل مراحلها وصورها العامة أو التي تملك خصوصية ما، حيث أن الماهية عنده تسبق الوعي وتحدد شروط إنتاجه بنمطية تعتمد معيار مادي وكما تحدد مساراته بشكل مبدئي.
فمن واجب الوعي الأجتماعي ونقصد هنا الوعي النخبوي المرتبط بمنظومة الفكر والمعرفة والقوانين ومحددات العلوم البشرية أن تكتشف مواطن الخلل من خلال تتبع مسارات محفزات الوعي بالواقع الموضوعي وعندها يعمل على كشف وتشخيص وإفراز وتصنيف عوامل التناقض والصراع الذي يجري بمسارين إيجابي يقود للتطور والتحرر من الأطر القديمة للمجتمع وسلبي يحاول الإبقاء على النمطية السائدة من العلاقات الأجتماعية الواقعية ومجمل التناقضات البينية التي تحكمه.
الوعي الوجودي المعرفي المقترن بجهد معرفي وفكري سواء أكان تأمليا أو تجريبيا هو من يرسم ملامح وأشتراطات الوجود الإنساني المتبدل والنغير بطبيعته أستنادا إلى كينونته المتحركة وكذلك الوجود الاجتماعي المركب والمتشكل واقعا في لحظة تأريخية ما ، البعض يظن أنه أي الوعي الوجودي المتعقلن لن يتمكن من وضع وتحديد تصور جاد ودقيق وحاسم لطبيعة المرحلة قادمة من سلسلة التغيرات التأريخية أما لأنه لا يتوقع أن يكون العقل البشري قادر على أستحضار الصورة بما يملك من قراءات وتأملات أو لأنه يظن أن الحركة الأجتماعية الوجودية لا تسير في نطاق قوانين محددة.
من المؤكد المنهج العلمي التأريخي قادر على جعل الوعي الوجودي ينتج ما يمكن أن ندعوه بالاستشراف للمستقبل أو الرؤية الكونية الأجتماعية لفترة مقبلة وهذا ما مارسه مثر ماركس حينما صب تصوراته ورؤيته الخاصة بإنهيار المجتمع الرأسمالي وأنتصار فكرة المشاعية العقلية أو المشاعية المبنية على حتمية ذهاب المجتمع للتخلي عن سلطنة الملكية الفردية لصالح الملكية الجمعية المنتجة، الفكر والعلم الأجتماعي الذي يقوم على دراسة تقييمية وتوفيقية لمجموعة التناقضات الذاتية والعوامل الموضوعية التي تتحكم بسيرورة الواقع في اللحظة الراهنة وما يمكن تصوره من هذه الصراعات الوجودية وما يرشح من نتائج التناقضات قادر بالفعل أن يمنح العقل البشري جزء مهم وأساسي ومركز عن صورة التحول الأجتماعي القادم ويرسم الكثير من حدوده ومعالمه سواء البينية أو الحكمية(القوانين والأنماط الأجتماعية التي ستسود وتتحكم بسيرورة المجتمع غالبا)،ولكن ومع ذلك لا يمكن أن ننكر أن هذا الاستشراف ليس مجرد رسم رؤية عامة وصورة ضبابية غير واضحة المعالم بل من المكن أن نجزم ووفق للسنة التأريخية أن نطلق على ذلك صورة الواقع المستقبلي الوجودي.
وحتى مفهوم الأغتراب الذي أخذه ماركس ووطوره ماديا وجرده من طابعه الديني والميتافيزيقي عن فيورباخ ووضعه في سياق أخر جدلي محكوم بذات العلل والأسباب التعقلية ، فهو لم يكن خارج سياق هذه الرؤية التي نتكلم عنها والتي ترتكز على الوعي بالواقع المجتمعي الواقعي والتأريخي، فقد رد ماركس هذا المفهوم ونسبه إلى سلسلة من الظروف التأريخية والواقعية المرتبطة بطبيعة علاقات الإنتاج وصيرورتها في المجتمعات الحديثة، فهو يؤمن بحقيقة الإرتباط بين الماضي والحاضر وأن كل العلاقات الأجتماعية الواقعي هي نتيجة علاقات تاريخية يعيها الإنسان ويرضخ لها ولكن عليه أن لا يستسلم لها فإن فعل كان في وضع أغترابي حيث يكون وعيه يسير بجهة والواقع يشير لجهة أخرى .
يؤمن ماركس جديا بحقيقة لا تنكر هي أن الإنسان مقابل المال أو رأس المال في المجتمعات الرأسمالية يعمل النظام فيها على تجريد القيمة الإنسانية وإذابتها في صلب العملية الأقتصادية بوصفه قوة عمل مادية حالها حال بقية عناصر الإنتاج لا غير، هذا نوع أخر من أنواع الأغتراب الذي يفصل بين الإنسان وإنسانية ويظهر مدى لا أخلاقية الواقع الذي يجب أن يتبدل ويتغير من خلال كسر شوكة الملكية الخاصة المتضخمة والمستحوذة على حق كامل المجتمع وبالذات الطبقة العاملة المنتجة .
في الاقتصاد الرأسمالي القائم على قاعدتي التصنيع وإدارة رأس المال بأعتبارهما المحرك الأساسي لكل علاقات العمل ومنتج للقيم الفوقية ومحرك العلاقات البنيوية والبينية بين الطبقات الأجتماعية المشكلة لصيغة المجتمع يصبح الإنسان خارج أهتمام هذه العلاقان ليس كل الإنسان وإنما الذي لا يملك أو الذي لا يستطيع أن يملك يتحول لجزء مكمل للآلة الصناعية، طالما أنها قادر على خدمة الإنتاج والمساهمة به، ولكنه قد يتحول إلى ما يمثل عامل سلبي عليها عند فقدان المقدرة على المساهمة المستمرة وحتى لو كان يملك حقا تأريخيا في ذات رأس المال لأنه ساهم بشكل أو أخر في وجوده وأستمراره لأن الرأسمالي ينظر له من ناحية زيادة الأرباح وتراكم الثروة.
من التحولات الثورية في العمل الأقتصادي الإنتاجي وحتى المالي النقدي هي ثورة التقنية متناهية الذكاء والتي حلت ككارثة حقيقية على المستويات الدنيا من الطبقة العاملة قليلة التدريب وبسيطة التعلم ، جاءت هذه الثورة نتيجة تحول رأسمالي دعم العملية العلمية الابتكارية وأمدها بمقومات الأستمرار والترقي التكويني وسار بها للتحول الجدي نحو زيادة الأعتماد على التقنية والتكنلوجيا المسيرة برمجيا لتقليل الحاجة لقوة العمل البشري ، هذا الإجراء وإن كان حاسما في تقليل الكلفة والحد من التدخل البشري فهو من جانب أخر ومن خلال تثبيت أجور العمال تحت وطأة الأستبدال بالتقنية يتفاد سيطرة العامل البشري على وسائل الإنتاج ويضعف حتى المطالبة المستمرة بتحسين الأجور وظروف العمل والمعيشة.
هناك ظاهرة برزت بشكل واضح بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة بين دول الحلفاء وفيما بعد أنتشرت على المستوى العالمي تتمثل بالشركات متعددة الجنسية أو المؤسسات الإنتاجية عابرة القارات والحدود ، وهو المظهر والمفهوم الممهد (برأي الشخصي)الذي أسس وقدم لما يسمى بعالم العولمة وكان السبب المباشر في إنضاج فكرة العالم الكوني أو ما يسمى بعالم القرية الصغيرة " Small village " .
فقد شكل انتشار النشاط الصناعي متعدد التوجهات والاتجاهات وبنطاق غير مقيد بسياسات أقتصادي مرسومة محليا أو وفق حاجات محددة سارع وبوتيرة متسارعة ومتزايدة إلى العالم إلى مؤسسات منتجة خلفها دول رأسمالية بقوة عسكرية لا يمكن مواجهتها تؤمن لهذه المؤسسات متعددة الجنسيات القوة والحماية وبلدان أو عالم ثالث لا يملك القدرة لا على المنافسة ولا على صناعة رؤية أقتصادية مراعية لحاجاته وخصوصياته فقد أسقط عالم متعدد الشركات عالم قطبي يحمل تناقضات داخلية تهدد بتفجير عالمانا الوجودي أما بحروب تجارية تنافسية بين ذات البلدان الداعمة وهذا كثيرا ما أوصلنا لحافة الهاوية الأقتصادية ، أو حروب عسكرية أستحواذية على مصادر الطاقة وأسواق التصريف ومناجم المواد الأولية .
هذا الإنقسام لم ينشأ عته كما يظن البعض أو رسم في رؤاه وأفكاره البحثية والتأملية انقسام طبقي أجتماعي داخل المجتمعات المحلية ولم يجعل من وحدة الطبقة العاملة قوة قادرة على المواجهة والتحدي للنظام الرأسمالي ، بل تحول الصراع هنا بين أشكال متعددة من صراع وطني إلى صراعات تجارية بطابع وطني وصولا إلى نوع جديد من الصراعات التي أمدها الفقر وأختلال حاد بين قوة شعوب فقيرة تناضل من أجل الهوية الخاصة وأخرى عالمية متحكمة بمصادر القوتين الأقتصادية والعسكرية التي تبنى عليها قوة سياسية هائلة يمكنها التحكم حتى في الخيارات الوطنية والقومية والدينية للشعوب الفقيرة والتدخل في شؤونها الداخلية .
لم يعد صنع القرار محكوما بالهوية والخصيصة والحاجة المحلية وسرقت من الشعوب حق تقرير المصير، فتضائل الصراع الطبقي وأندثر تحت هم أكبر صراع من أجل الحد الأدنى من الوجود الإنساني وتحول الضعف والإستغلال العالمي للشعوب الضعيفة إلى تمرد أيديولوجي مسلح أختط طريق مناقض تماما لسيرورة التاريخ ، وتحول بفعل العوامل التدخلية الخفية إلى سلاح يوجه إلى تلك الشعوب بدلا من أن يكون سلاحا مدافعا عنها، وهكذا نشأ مفهوم الإرهاب الدولي بتوسيع نظرية المافيات الغربية السرية لتتحول إلى مافيات عقائدية غير واضحة العناوين والأهداف ، لكنها لم تنجح إلا في إضعاف نضال الشعوب ضد الرأسمالية المتوحشة .
أدى هذا الصراع أو الصراعات النمطية العقيدية والتي تتخذ من الإيديولوجية الدينية غالبا ستارا لها والبعض أتخذ من التوجهات العقيدية اليمينية المتطرفة واليسارية التي تصنف في أقصى اليسار الراديكالي إلى بروز ظاهرة الصراع الشديد حول اقتسام مناطق النفوذ العالمية بين قوى تتصارع على اقتسام العالم كإقطاعيات وأختفت تماما مظاهر الصراع الطبقي الذي يؤشر لحقيقة أن هذه الصراعات الجديدة لم تكن وليدة ظروف طبيعية خارج تحكمات رأس المال واستحقاقاته بل هي من ضمن منظومة الفعل المبرمج والممنهج الذي يراد منه عزل الطبقة العاملة عن السيطرة والتأثير على العملية الإنتاجية في ظل نظام عالمي متعدد الأقطاب الفاعلة.
النظرية هذه تقوم على مبدأ كلما زادت قدرة النظام الرأسمالي على تهميش الطبقة العاملة وتجاهل دورها وقوتها وإفراغ نشاطها بخلق أزمات سياسية وأجتماعية لتحويل مجريات الصراع وتبديل الهوية الأسية له لصالحها مما يؤدي نتيجة إلى خفض الأجور تناسبا مع تكاليف المعيشة وإبقاء العامل في هامش مناورة بسيط لتحقيق المزيد من الأرباح وتقليل فرص التأثير على قوة الأنتاج وحركته .
لقد أساء البعض من خلال الإصرار على تحويل الفكر الماركسي من نظرية أفتتاحية تقود إلى سلسلة أفكار ترتيبية وتحويلها إلى عمل سياسي أيديولوجي بربطه بالحتمية التأريخية المبشرة بسقوط الرأسمالية كنظام وكنمط وكقوة أقتصادية قادرة على مسك زمام التغيير من خلال نضال الجماهير الكادحة فقط وأعتبار هذا النضال هو جوهر ومفتاح التغيرات الكونية والعامل الوحيد الدافع لها ، فقد أدى هذا الربط الساذج والغير عملي ولا علمي أستنادا إلى مبدأ المادية التأريخية نفسه التي تتلمس حركة الواقع تأريخيا بالحس المادي والتجريبي وليس التنظيري الغير منسجم مع الحقيقة على واقع يسير وفقا لمبدأ القوة وأسبابها .
كل ذلك ساعد على إهدار المقدمة العلمية للنظرية الماركسية وتسطيح النتائج المرجوة منها كنظرية ربطت بين الجانب التأريخي وحركة الزمن مع الواقع وأسباب التغير والنفاذ إلى صميم عملية التغيير الأجتماعي بمنهج علمي، ذلك ساعد على فقدانها للكثير من زخمها الفكري والاجتماعي في سياق التحولات التأريخية للنظام الرأسمالي في القرن العشرين الذي سار عكس توقعات البعض وأشر إلى خذلان مقولاتهم التي بنيت على ما يعتقدون أنه الأساس الماركسي بذاته .
كما أن إصرار العديد من المفكرين والمنظرين المنتمين للنهج الماركسي كما يدعون ولو أنهم عقائديون أكثر من كونهم مفكرين أحرار خارج نطاق ما يسمى بالسلفية الفلسفية ظانين بالجزم اليقيني على انهيار النظام الرأسمالي بفعل تراكم تناقضاته الداخلية فقط دون ملاحظة الكينونة التأريخية لطبيعة المال ورأس المال الذي يعدونه والرأسماليون معا مفتاحا للتحولات الجذرية في المجتمعات القابلة للتطور ، ذلك جعل من مفهوم صيرورة الثورة حدثاً محالا وخياليا لا يتحقق بغياب الوعي والثقافة الثورية التي تتمسك بمبدأ حق الإنسان في التغيير أولا وليس ربطه بعامل حتمي قد يحدث أو لا يحدث بربطه بفكرة جازمة لم تكتسب البرهان اليقيني.
الخطأ الأخر الذي أثبتته الوقائع ومجريات الحركة التأريخية فيما بعد الحرب العالمية الثانية فكرة أن الطبقة العاملة وحدها القادرة على انجاز لحظة التحول التأريخية وتقويض النظام الرأسمالي بما تمتلك من قدرة نحكم ذاتية تقودها للفعل التغييري دون أن تنتظم هذه الطبقة في صراع منظم ومقنون وجاد ومؤثر يمتلك أدواته وخطابه العقلاني المستند لوقائع الميدان ومنها أن يمتلك البعد العلمي والثقافي والأخلاقي القادر على تجسد قيم التحول ويحولها من شعارات إلى فعل عملي ، إن الإصرار على الحتمية تلك من نتيجة أن تم إهمال قوة تأثير البعد الثقافي والروحي العميق والمؤثر في الوعي الجمعي والنظر إليه بوصفه بنية عليا أو ناتج عرضي لطبيعة البنية التحتية في المجتمعات الحديثة.
لقد تأسست وتكونت الفلسفة الماركسية ببعدها العلمي على نتاج عقلي ومحور ثقافي يقود إلى فتح بوابات الفكر أمام مخارج جديدة تقود الفكر الأجتماعي الإنساني بشقيه التاريخي والواقعي الوجودي بعيدا عن التمذهب الأيديولوجي ، وأعطت أهمية للبعد الثقافي والوعي الإنساني البسيط والمركب أهمية في صناعة التغيرات الجذرية وربطت قيمة التغيرات بقيمة الأسباب والعلل والنتائج في شكل ترابط جدلي يفسر ويشكل تصورات لامتناهية تتطور وتتحدث مع السيرورة التاريخية للإنسان مجتمع وتأريخ .
الخط الفاصل بين الماركسية العقلية الفلسفية التي شكل حضورها العلمي بداية إريد لها أن تساير الزمن وتتخذ منه معيارا في تحديد قيمة التحولات الكونية مع الحركة المادية داخل المجتمعات وبين الماركسية التقليدية الجديدة ألمستعيرة رداء الأيديولوجي السياسي التي تريد جر المجتمعات لتحولات قهرية بفعل النضال الثوري المبستر خارج النضج الطبيعي للسيرورة التاريخية تحت عنوان الحتمية مما يعد أنتهاكا للمبادئ الماركسية التي أفرزها الوعي الواقعي بما هو أجتماعي تأريخي .
من التجربة التي خاضها النضال الطبقي العمالي وخاصة في مراحل متأخرة من القرن الماضي نشهد تحولا رهيبا في معطيات الحس الثوري للطبقة العاملة في عموم العالم وخاصة في المجتمعات التي لها قاعدة قوية ومؤثرة بعض الشيء في تحدي النظام السياسي والأقتصادي الرأسمالي ، نجد أن وفرة المال الجمعي(رأس المال الكلي) في هذه المجتمعات والذي يأت غالبا من مصادر خارجية بجوهرها مثل شركات النفط العالمية وشركات تصنيع الأسلحة والشركات متعددة الجنسيات التي تستخدم نمط النظام الإنتاجي الموسع عابر القارات قد لعبت دور في تغييب وإلهاء العنصر الأهم في الصراع نع النظام الرأسمالي بأنماط من الاهتمامات التي لا صلة لها بالنضال الطبقي ولا بالصراع الأجتماعي.
قد أستغلت هذه الوفرة المالية في تحسين نمط العيش الأجتماعي وإن أبقت على القوانين الرأسمالية الحاكمة ولكنها حولت وجهة النسق المعيشي للطبقة العاملة العريضة والواسعة من نسقية العمل لأجل تكوين مجتمع قادر على التحدي إلى عالم يستهدف المتعة والاستهلاك المفرط الذي يساهم هو الأخر في تحريك العجلة الإنتاجية داخل المجتمعات الرأسمالية فيعود المنفق من الثروة مرة أخرى إلى نفس الوعاء وربما بزيادة ، كما صاحب هذا الهوس الاستهلاكي إشغال للجيل الجديد من الطبقة العاملة بما يعرف بمفاعيل الهجرة الدولية متعددة المناشيء من الدول الأقل تطورا إلى هذه المجتمعات مما أشعل صراع أخر هو صراع العنصرية ورفض الأخر الذي عادة ما يتمتع بمرونة على أستغلاله وفقا لمبدأ الأدنى في الأجور والأقل في الألتزامات العقدية المتقابلة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرض السلام بداية تأسيس عالم كوني جديد
- حكاية مع جدتي
- حين أمسكت شيئا على قارعة الطريق.... قصة تشبه حدوته
- دين الفقراء
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح1
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح2
- الخلود وسقوط فكرة الزمن
- محاولات فهم الخلود بين الفلسفة والدين
- حتمية الموت وعلاقته بالاستحقاق الحتمي
- نظرية الأنا والأخر _ بحث في معنى التفريق والتميز
- المدنية وضمان الممارسة الديمقراطية
- المدنية والإسلام السياسي
- يوم كنا واحد.....
- العقل في الإنساني بين التعرية أو السؤال
- مفهوم التداولية الفكرية
- موقفنا من الفلسفة بعين الزمن
- كنت أخدع القدر
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح7
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح5
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح6


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عباس علي العلي - كونية المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية