أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين أمسكت شيئا على قارعة الطريق.... قصة تشبه حدوته














المزيد.....

حين أمسكت شيئا على قارعة الطريق.... قصة تشبه حدوته


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6607 - 2020 / 7 / 1 - 15:37
المحور: الادب والفن
    


في الليل منتصف الطريق بين قدمي وحلمي أمسكت بتلابيب الزمن خشية أن تنقضي المهلة , قدمت خوفي على حلم يسعى له عقل مشتت بين الرغبة بالمضي ونفس تعذل كل مرة لتنهي عذاباتي مع كل عثرة بحجر , الطريق أكثر وحشة من غربتي واشتياقي لمقعد بين الأحبة حيث دفء يسكن الروع من وحدة قاسية بصليل زمهريرها , أحدث ظلي وظلي يلهو بصمت متجاهلا كل نداء مني هل يمكن أن يكون الخوف مجرد ضيف يمكن تجنب رحيله كما يمكن تجنب أستضافته .
أنا _ منذ متى وأنت تسرح وتمرح بي أيها الكائن المتخفي تحت لا أعرف ما هو لكن أعرف أنك الذي أدمنته طفلا.
الخوف _ ليس ذنبي أنا فقط أنك لم تتحصن جيدا
أنا _ لو تركتني يوما قد أبحث عن من يمنعك أن تغزوني مرة أخرى ولكنك لا تهجع .
الخوف _ أظن خوفك مني ليس له مبرر فأنا رفيق كل كائن يعي وجودي .
أنا _ أسمك وحده يرعب .
الخوف _ لا يمكن أن أكون وهما هكذا ... هاجس يهز أركانك .
مع صوت قادم من بعيد لعجلة أو ربما آلية عسكرية عدت لكل الذكريات التي قصتها لي أمي وأنا بين الوعي واللا وعي , تتقافز أمامي حكاية موت خالي تحت مركب التمر قرب ضفة الفرات المشئومة ورحيل أبي وحريق حارتنا الذي أكل كل بيوتها الغارقة ببساطتها , كم تمنيت أن أكون في بلد ليس فيه مطر ولا طين ليس له حدود يعرفها البشر , خوفي من كل مساء بتلاشى مع أول شعور بنعاس وأنا على وسادة الانتقال من عالم سمته الضجيج إلى حيث لا أعلم كيف سأكون , المهم أنني أهرب دوما من وجودي وأجد لذة في ممارسة الرحيل .
المكان _ وأي رحيل وأنا معك .
أنا _ أي جزء منك ليس فيه ذكرى من خوف أو ذكرى أرتحال .
المكان _ حتى في الحلم لا تجد هذا الجزء إنه وهم الهروب من الذات ومن الواقع .
أنا _ أليس من حقي أن أختار مصيري ؟.
المكان _ حقك أن تكون معي لأنك وبدوني مجرد وهم لا يطال .
أنا _ مشكلتي لا أعرف خد الوهم من حد الخيال أو حتى الواقع أتحسسه شيء بين الوهم وبين الخيال لكن هل يمكن ان أكون مجرد وهم أو صورة من خيال ؟.
تحسست جدي لأجد جواب واسأل نفسي قد أكون تحت تأثير هلوسة الخوف من المكان أو أن المكان يثير في داخلي هلوسة الخوف , من كتب لي أن أكون مهاجرا بين هذه التلال الموحشة وصوت أزيز ؟ , لا أفرق بين من كان منها صديق أو عدو , تكررت خشيتي أن أكون طعما لواحدة من هذه الرسالات التي لا تفهم معنى الروح فأتحول إلى بقايا إنسان هنا في هذا الظلام أسير وحدي قاصدا مقر الفوج , كل ما أتمنى أن لا أسميع صفيرها ولم يبقى إلا قليل من مجال يسعفني ولا يسعفني أن أحصل على فرصة ولو ضئيلة من نجاة لا يكتبها إلا من يشاهد الحال .
الظلام _ ألم أمنحك سترا أيها الجاحد أم تتمنى أن أخرق لك العادة .
أنا _ القلق مما تخفي لي ليس بذنبي ذنب من تخفى تحت جنك.
الظلام _ من حق كل من يؤمن بالنور أن يتخذ مني سترا .
أنا _ ولكن ...
الظلام _ قل ما تريد أراك فاقدا لشجاعة الكلام أيضا .
أنا _ نعم مممممم...... لالالالالالالالا .... بلى .
كل شيء متوقع إلا أن أجد كلبا في هذا الجو المفعم بالخوف والموت والرغبة بالفرار , أقسى لحظات الإنسان حينما يتمنى أن لا يكون شيء أو يكون شيء أخر ربما حتى لو قطة أو كلب ولا بأس حمامة ولكن ليس في هذا المكان وليس في هذا الزمان , أتطير من فكرة أن أكون ذكرى تتآكل في ذهن الناس يوما بعد يوم وعبارات الشفقة أمقتها لي ولغيري أرى فيها مسا فضيعا بالوجع أو تجريحا في عمق الجرح , أهرب من مواقف المواساة ومشهد الدمع المجاني وعبارات التأسف المملة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دين الفقراء
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح1
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح2
- الخلود وسقوط فكرة الزمن
- محاولات فهم الخلود بين الفلسفة والدين
- حتمية الموت وعلاقته بالاستحقاق الحتمي
- نظرية الأنا والأخر _ بحث في معنى التفريق والتميز
- المدنية وضمان الممارسة الديمقراطية
- المدنية والإسلام السياسي
- يوم كنا واحد.....
- العقل في الإنساني بين التعرية أو السؤال
- مفهوم التداولية الفكرية
- موقفنا من الفلسفة بعين الزمن
- كنت أخدع القدر
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح7
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح5
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح6
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح4
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح3
- في فهم الخطاب الغربي وخلفياته العقيدية ح2


المزيد.....




- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حين أمسكت شيئا على قارعة الطريق.... قصة تشبه حدوته