أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - سقوط سامية ..الجزء الأخير .














المزيد.....

سقوط سامية ..الجزء الأخير .


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


ذلك الفندق الكبير ، كان كجحر الضباع في شعور ساميا . و لم يغب عن ذهنها معنى أن يهتم بها صاحب الفندق كل هذا الاهتمام ..ألم يكتظ فندقه بالزبائن الغرباء الذين يحملون محافظهم المليئة بالمال كي ترمى على طاولات القمار ، و على طاولة ( البارمان ) في الفندق ؟..و التجار الكبار ، و الصغار ، في المدينة الذين اشتغلوا سماسرة لجسد ساميا ، فجلبوا لها كل من يدفع لهم بسخاء عندما يقنعون ساميا بدخوله إلى فراشها الذي أصبح حلم كل مغامر . في أحد الأمسيات جلب لها أحد القوادين رجلا غريبا محملا بالهدايا التي رماها عند قدميها . لكن ما لفت نظرها ذلك الخلخال الذهبي ذات السلسلة لرسغ قدمها اليمنى . و قد أصر أن يضعه في قدمها بيديه تذللا لها و لجمالها . لكن عربيته المتكسرة جعلته يستعين بيديه و تعابير وجهه لكي يرسل إلى ساميا مشاعره تجاهها ..كل ما فهمته منه في النهاية أنه يرغب في ضمها إلى حريمه في الحرملك ..خرج و هو في غاية الأمل أن توافق ، بعد أن ترك لها إشارة أن ترسل له مع القواد موافقتها أو رفضها ..و لم يمض وقت طويل حتى دخل قواد آخر يحمل على لسانه رسالة من ثري آخر لا يتكلم لغة ساميا ، فحياها الرجل بسلام المسلمين . لكنه قد لفظ العين ألفا ، و مطّ المسافة بين الكاف و الميم قليلا ..من المدهش أن يحمل لها توأم الخلخال الذي أهداها إياه الذي قبله ..جلس قبالتها و وضع الخلخال في رسغ قدمها اليسرى ..و عندما نظرت ساميا إلى قدميها ، رأت أن قيدها قد اكتمل . ذلك الشعور المرير جعلها تجهش في بكاء مرير ، جعل القواد يقتحم الغرفة ليستطلع الخبر ..و عندما قرأ الوجهان ، و إن لا شيء خطر في الأمر ، ابتسم ابتسامة تآمرية ، و خرج و لم يعد . ما أدهش ساميا أن هذا الزبون ، و الذي قبله ، طلبا منها ، قبل النوم في فراشها ، ترديد عبارة لها موقع مقدس في ثقافتهما لتبرير الفعل الجنسي ، و إلا سيعتبر الفعل زنى في ثقافتيهما..لكن ساميا ضحكت بهستيرية من الطلب بعد أن أشارت للزبون السخي أن يكف عن ذلك السخف فهو في مكان مدنس لا يتقبل ذكر القداسة ..! ابتسم لها ، و غنى لها أغنية رومنسية ، من تراثه القديم ، أطربت ساميا . لكن آلاما روحية مبرحة ، جعلتها ترغب ، بعد الهدايا الأخيرة من الذهب الخالص التي وضعت في قدميها ، أن تتوقف عن العمل لذلك الليل . فخرجت لتستطلع عدد الزبائن في بهو الفندق ، بعد أن نادت أحد القوادين ، الذي عرفها عليهم . كانوا بعيون زرقاء جميلة ، شقر البشرة ضخام الأجسام ، و ابتسامتهم عريضة فيها اشتهاء و رغبة في الاستيلاء ، و قد أرسلوا لها رسالة مع القواد : إنهم مستاؤون من تسليم جسدها للرجلين السابقين الذين أهدياها القيدين ..و إنهم يحملون لها ما هو أجمل من السلاسل الذهبية المرصعة بالزمرد و الياقوت التي سوف توضع في عنقها الجميل .! و لم يكتفوا بالرسالة التي أرسلت مع القواد فقط ، بل تقدم كل منهم بدوره و وضع هديته في عنقها و فوق صدرها الرائع الجمال . شعرت باختناق جعلها تدرك أنها في هذا اليوم ، في سقوط لا يشبهه سقوط قبله. و لكن ليس بوسعها أن ترفض لأن لا خيار لها ..في الصباح الباكر قال لها القواد : السيارة الفارهة تنتظرك عند باب الفندق ..! رفضت ركوب السيارة و أحبت أن تسير في شوارع المدينة على قدميها ، و لأول مرة ، كي تشم رائحة الندى ، و الورود المتدلية عن جدران بيوت المدينة ..و عندما خرجت من بوابة الفندق ، و قد سيطر عليها إحساس من خرجت من مغارة الوحوش التي التهمت جسدها ..لكن ما رأته ، في نهاية الشارع ، جعلها تشهق فرحا ، لأن حبيبها القديم كان يقف ، تبدو في ملامحة رغبة التقدم منها فتجاهلته و مشت في الشارع المؤدي إلى الحي الذي تقطنه مع أهلها ..صخب حدث في الشارع جعلها تلتفت خلفها ..جماعة من الفتيان يتقدمهم الحبيب ، يغنون لها أغنية عشق.! سؤال وحيد انقض على وعيها ، يستفسر عن سر أن يضمر أولئك الشبان لها الحب و هم على علم بأنها ساقطة ..! أليس من الأجدر بهم أن يغنوا لها أغنية فاجرة .؟ غليان في الروح جعل دموعها تنهمر على وجهها ، فشوهت مكياجها و فتحت فيه مسارات و ألوان اختلطت في بعضها فرسمت خرابا و دمارا في الوجه الجميل .! أخرجت من محفظتها مرآة صغيرة و مسحت ما يمكن من ألوان وجهها المختلطة بدموعها . يرتفع الصخب خلفها قبل أن تصل منزلها ..أعداد كبيرة من الناس تردد ، معا ، أغنية عشق حزينة لها : نحبك يا ساميا الجميلة ..! وما زالت الحشود تتكاثر ، و تتوافد من كل الأحياء ، خلفها ، معلنة حبها لساميا الحسناء التي يعشقها الجميع . فهل غيرت تلك الجماهير ثقافتها في رؤيتها لساميا و العالم .؟



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط ساميا ...الجزء الرابع .
- سقوط ساميا ..الجزء الثالث .
- سقوط سامية .! الجزء الثاني .
- كيف سقطت ساميا .! الجزء الأول .
- مصالح خانم : الجزء الأخير .!
- مصالح خانم _ الجزء الثامن قبل ألأخير .!
- مصالح خانم الجزء السابع .! ( القناع )
- مصالح خانم جزء سادس .! ( الدهشة )
- مصالح خانم جزء خامس .!
- مصالح خانم جزء رابع .!
- مصالح خانم - الجزء الثالث.
- مصالح خانم - الجزء الثاني .
- مصالح خانم ج1
- كأنه الأبدية .!
- الشخصية ، و الجماعة.!
- من جلجامش إلى جاورجيوس .!
- نص متمرد .!
- الديكتاتور العربي .!
- لمن ترقص الحروف .!
- الحبيسة .!!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - سقوط سامية ..الجزء الأخير .