أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - سقوط ساميا ..الجزء الثالث .














المزيد.....

سقوط ساميا ..الجزء الثالث .


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 6588 - 2020 / 6 / 9 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


بعد أربعين يوما من تقديم ، سعد الدين لبيت خالته ، مغلفا فيه بعض المال ، على خلفية استشهاد ابن خالته ، ذهبت أرملة الأخ الضحية إلى أهلها و تركت الطفلين في عهدة العمة بتحريض من أهلها بحجة أن ابنتهم لم تبق خادمة لعجوزين مريضين ، عدا عن أنها ستبحث عن حظ آخر يليق بها ، فنزلت ساميا إلى العمل كعادتها . و قد استقبلها من راودها عن نفسها من التجار الكبار في المدينة سابقا ، و الذي كان يحلم بجسدها ، و الهيمنة عليها و على روحها التي كانت تأبى التنازل لهؤلاء الناس الذين كانت تصفهم بالسفلة ، في جلساتها مع ابن خالتها عبودي الذي تعشقه.. التجار الذين يلتهمون جمال المدينة ، مستغلين ضغط الحاجة على الناس . في ذلك اليوم عرف من يشتهيها أنها بين فكي كماشة ، و إن المسؤولية قد تضخمت على صدرها الذي تتأجج فيه النار و الرغبة في ألا يموت أبوها ، أو أمها بين يديها نتيجة تقصيرها في سبيلهما، و هما في حاجة للدواء ، و الطبيب ، و الطعام ، و سداد الفواتير المرهقة . في ذلك اليوم لم تبرح ذهنها صورة أمها المريضة التي طلب منها سعد الدين ابن أختها ، أن تزغرد للشهيد ابنها..فزغردت ، وراحت ترقص رقصة هستيرية حتى سقطت على الأرض غائبة عن وعيها . تلك الصورة كانت تهز أعماقها هزا مريعا . و لم تنس مشهد جثة الأخ الوحيد المضرجة بالدماء..و لا اسعاف الأب إلى المشفى عندما تسلم جثمان ابنه ..كل ذلك هيمن عليها مثل ضباب قاتم اللون ..لكن تعلق الطفلين بها بعد شعورهما ألا سند لهما غيرها ، و إن الحياة تخلت عنهما مع الأم التي رحلت مع رغبتها أن تبحث عن زوج ، كما أقنعها أهلها لأنها مازالت في عز صباها كما قالت لها أمها . و الأب الذي رحل دون أن يستشير طفليه بأنه ذاهب إلى القتال دون أن يعرف من يقاتل ، و من أجل من سيموت ، فرحل في صندوق من خشب رخيص على أكتاف الزملاء الذين ينتظرون دورهم في الرحيل . كل هذه الصور كانت تقضم روح ساميا التي تهتكت . أليس الضباع من يجيد اقتناص الضحايا في مثل هذه الحالة .؟ استقبلها ذلك الرجل متصنعا الحزن و الألم لحالها ، و منحها اسبوعا مأجورا كي تستعيد طاقتها ، و تستريح في المنزل ، ثم تعود للعمل مع زيادة في الأجر نظرا لحالها . و لم تكن نية الرجل غائبة عن ذهن ساميا ..لكنها قبلت العرض مكرهة ، ولم تندهش من ردة فعلها الجديدة المغايرة لردات فعلها السابقة في مثل تلك العروض ..فهل قبلت ساميا السقوط في فراش تاجر ، كانت تصفه بالضبع دائما عندما تحكي ، لعبودي حبيبها التي تركته ، عن معاناة يومها بين الضباع المتربصين بجسدها كي يلتهموه .؟ و إذا سقطت فكيف سيكون شكل سقوطها .؟؟



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط سامية .! الجزء الثاني .
- كيف سقطت ساميا .! الجزء الأول .
- مصالح خانم : الجزء الأخير .!
- مصالح خانم _ الجزء الثامن قبل ألأخير .!
- مصالح خانم الجزء السابع .! ( القناع )
- مصالح خانم جزء سادس .! ( الدهشة )
- مصالح خانم جزء خامس .!
- مصالح خانم جزء رابع .!
- مصالح خانم - الجزء الثالث.
- مصالح خانم - الجزء الثاني .
- مصالح خانم ج1
- كأنه الأبدية .!
- الشخصية ، و الجماعة.!
- من جلجامش إلى جاورجيوس .!
- نص متمرد .!
- الديكتاتور العربي .!
- لمن ترقص الحروف .!
- الحبيسة .!!
- نكاح ( خليفي ) علني .!
- سادية الرحمة ، و نشوة الألم .!!


المزيد.....




- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - سقوط ساميا ..الجزء الثالث .