أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - مصالح خانم ج1














المزيد.....

مصالح خانم ج1


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 6553 - 2020 / 5 / 3 - 17:42
المحور: الادب والفن
    


لا يكلفك طويل وقت ، لكي تعرف لماذا سميت تلك السيدة بهذا الاسم ..! هي نوع فريد من النساء ..! منذ إن جاءت إلى الحي لابسة السواد على زوج رحل ، في عزّ صباها ، كما تقول : الدنيا مصالح ..تركني و حيدة في عزّ صباي ..!
و لكثرة ما تُردد عبارة : ( الدنيا مصالح ) في حديثها كجملة مفتاحية للحديث ..و كرافد ، كما تعتقد في داخلها ..فقد أوشك القاطنون أن ينسوا اسمها الحقيقي . و لكثرة تكرار العبارة ، لا يسع المستمع إلا أن يشك في أداء و عيها أحيانا .. و خاصة عندما تعرك حروف الكلمات التي تلفظها .. تحديدا في عبارتها المفتاحية المشهورة بها ، حيث تلفظ الصاد طاء ، و اللام نونا : ( الدنيا مطانح ) ..!
و الغريب في أمر تلك السيدة أن في أعماقها روحا أميرية ، أو مشيخية ..! ما أن تجلس على شرفتها المطلة على الشارع الذي يمتليء بالمارة في عصاري الصيف حتى تحضر القهوة المرّة و الفناجين ..!! و الجميل أنها تجيد استصدار موسيقا للفنجان أثناء قرعه في منقار الدلّة البدوية ..! مرددة بفخر جاد : ( أهنا و سهنا..الدنيا مطانح ..!) حتى يخيل للكثيرين ، أنها لا تدرك معنى العبارة ..و لو أدركت معناها لما لفظتها في لحظة الضيافة ، لأن ذلك يدفع إلى نفس الضيف بشعور الترقب ، و التفكير في أن عليه دفع ثمن ما ..! فيقع في الحيرة من أمر السيدة ، و أمره ..و لكي يخرج من حالة الارتباك هذه ، يمدّ يده إلى جيبه و يخرج مبلغا ، مدّعيا أنه كان سيشتري أوقية من القهوة لها ، و قد وجد محل القهوة مغلقا ، لذلك يترجاها أن تقبل المبلغ ..! و بعد تمنّع ، و أخذ و ردّ ، تعرك الحروف ، و تستبدلها قائلة : (الدنيا مطانح .. الخين كثين و الحمد ننه " الخير كثير و الحمد لله ..! ) تكون قد تناولت المبلغ ، و رمته بغير اهتمام على الطاولة التي بينها و بين الضيف ، لتصل الرسالة التي تريدها إلى ضيفها ، بأنها لم تُرد أن تجرح شعوره ، أو تكسر خاطره ، لذلك قبلت المبلغ الذي لا يعنيها في شيء..! و عندما تلاحظ أن الضيف قد قد سُحر ، في القسم الظاهر من وجهها ..في عينيها الخضراوين ، الممزوجتين بالعسل ، و الجميلتين جدا ، و الغابيتين جدا ، و الغامضتين جدا ، و حاجبيها الكثيفين الأسودين اللذين لم يعمل بهما الملقط قط ..مما أعطى لعينيها ، و حاجبيها ، و جبينها الوضاء سحرا عجيبا ، لا يسع من يدقق في ملامح وجهها العلوية ، إلا أن يتخيل باقي ملامح وجهها ، حاسما أمره ، إن تحت النقاب الذي يُغطي ما تحت العينين ، ملاكا مثيرا غاية في الجمال و العذوبة .
مصالح خانم ..تجيد اقتناص اللحظة التي تكشف فيها وجهها كاملا لمن صعقه عشق عينيها ، على أن يكون الكشف في الظلمة ..! هي تعرف طباع الذكور .. و تعرف ثمن كل واحد منهم ، و قدره ، و مستواه ..! و تعرف أيضا مستوى تجربته مع الأنثى ..فإن كان من النوع الذي ينتقي ، لا تراهن عليه ..! و تعرف نوع الذكور الذي يلتهب شوقا للقاء الأنثى الضعيفة ، و المتردية ..! و تعرف متى تطرح نفسها ، للذكر ، كشاة ذبيحة ..ليتلقاها بشوق الغريق للشط ..! نعم هي تدرك الذكور جيدا ، و تفهمهم ..! و هي تعشق من الذكور ال ( دوكما ) كما تقول .! ( الدنيا مطانح ..الزلمي الدوكما ، لا يدقق لو تفاجأ بما تحت النقاب ..!! ) هذا ما تسرّ به لصويحباتها من نساء الحي المقربات جدا ، اللواتي يتبارين بالشرف ، و الأخلاق على جلسات القهوة مع مصالح خانم ..فكانت تضحك منهن مصالح خانم و تقول : ( ماشاء انّاه ..!! كنكن منايكة أنّحمد ننّاه ..!! تقصد : "كلكن ملائكة و الحمد لله ..!"فتندفع موجة ضحك هستيري بين الجارات ..و قد أطربتهن العبارة ، و كأن ثمة رغبة عارمة مكبوتة ، أن يكنّ كما و صفتهنّ مصالح خانم ..!! و تقوم مصالح خانم لتقدم دور ضيافة القهوة المرّة من جديد ..!! و هي تقول غير ناظرة في وجوه ضيفاتها :
أتحدى كل شباب هذه المدينة ..إذا استطاع أحدهم أن يعلّم علي ببوسة ..!! فهمست إحداهن مع جارتها : كيف له أن يقبلك يا مسخّمة ..يا مشحّرة ..عندما يرى ما تحت الحجاب ..؟؟؟؟؟
لم تتم .
****



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنه الأبدية .!
- الشخصية ، و الجماعة.!
- من جلجامش إلى جاورجيوس .!
- نص متمرد .!
- الديكتاتور العربي .!
- لمن ترقص الحروف .!
- الحبيسة .!!
- نكاح ( خليفي ) علني .!
- سادية الرحمة ، و نشوة الألم .!!
- السرانية و الرعب العقائدي .!!
- البحث عن الحقائق الضائعة .!
- مرتكزات الوعي .!!
- العبيد ..!
- الضوء .!!
- هوزيه .!!
- طريق السرير .!
- الخوف .!
- منعطفات حادة في الروح .!
- عبدو الأجدب عاشقا .!
- يغتال بابنيان من جديد .!


المزيد.....




- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - مصالح خانم ج1