أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - سقوط ساميا ...الجزء الرابع .














المزيد.....

سقوط ساميا ...الجزء الرابع .


ميشيل زهرة

الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


بعد اسبوع عادت ساميا إلى العمل ..استقبلها التاجر ، صديق سعدو ابن خالتها الحميم . و الذي تربطه معه علاقة مصلحة قوية . استقبلها بوجه ضاحك ، أحست أن ذلك الاستقبال يتضمن في جوهره الانتقام و الشماتة بكبريائها القديم الذي كان يسحقه ، ويتحين الفرصة للإيقاع بها ، و بشموخها الذي يأبى أن تشتغل سكرتيرة لأحد ، حتى في مكتب ابن خالتها سعدو الذي عرض عليها العمل في مكتبه مرارا . ابتسمت له ابتسامة من تفهم ما يريد ، ولم يكن ذلك غامضا عليه . فهيهات عنده كل النوايا التي بداخل ساميا ..كل ما يريده لها أن تسقط في فراشه مثل شاة ذبيحة كما يفعل مع الفتيات المحتاجات للعمل ، و بعد أن يأخذ حاجته يرميهن للشارع ، و يبحث عن أخريات تدفع بهن الحاجة للعمل و السكوت عن أفعاله مجبرات. أنت ستكونين سيدة مكتبي يا عزيزتي الجميلة .! قال لها .. و لم تعنه نظرتها الكاشفة التي أطرقت بعدها أرضا . موافقة .! قالت ، و تسلمت عملها الجديد الذي سوف يكون الدرجة الأولى على سلم السقوط . لم تفكر ساميا في مسألة أن يكون السقوط بملء الإرادة ، أو بالإكراه ، لأن التخوم تلاشت ، و أصبحت غير مهمة..المهم أن تضحي بذاتها من أجل من بقي خلفها ينتظر عودتها محملة بما يحتاج من في البيت من مرضى و أطفال أيتام . في كل يوم كانت تعود إلى البيت كئيبة مجهضة . لكن فرحا عميقا كان يعزيها : إن الأطفال سعداء ..و الأم تصلي لها صلاتها اليومية كي يمد الله في عمرها و تكون سندا للعائلة ..و لكن عندما تكون الأم وحيدة في المطبخ في غياب ساميا ، كانت تبكيها بملء كيانها . و عندما يضبطها الأب مع آلامها ، يبكيها بملء قلبه المريض ..لا شك أن الأم و الأب كانا يعلمان بما حدث و لم يبوحا به ، و لم يوجها لها ملاحظة تشعرها بالخسارة العظمى التي خسرتها في سبيل العائلة . شيء ما تغير بشكل صارخ لم يعد يخفى على أحد من سكان الحي . كل من في الحي اشتغل ذهنه بنسج الحكايا و القصص في حول ساميا الشهيرة في حيها . رغم حزنهم على جمالها و آلامها الواضحة المعالم..لكن ساميا لم تكترث بأحد . و لم يكتف ذلك التاجر الذي تشتغل عنده ، بأن يلتهم جسدها لوحده ، بل عرفها على مجموعة من التجار الكبار في الفندق ( الكبير ) في المدينة ، و اتسعت دائرة معارفها ، و لم تعترض على ذلك ، لأن في قناعتها : من تسقط مرة عليها أن تكمل دربها ، لكن ما فاجأها أكثر من كل تجاربها ، أن يكون أحد الزبائن ابن خالتها سعد الدين القحطاني . و عندما عاتبته : إنه سبب سقوطها ، قال لها : لو كانت كل النساء مكتفية لما وجدنا عاهرة نتسلى معها في آخر الليل نحن تجار المدينة الذين نعمل ليل نهار في خدمة الناس و نوفر لهم حاجاتهم ..ثم ، لم الحزن و الألم يا ساميا ؟؟ كل الناس هكذا ..أليس عاهرا من يبيع طاقة جسده في مصنع ..؟؟ إذا كله بيع للجسد..هكذا قال له مستشاره الاقتصادي .! بكت يومذاك بحرقة ..بكت ذاتها وكل من سقطن تحت ضغط الحاجة بملء تاريخ الأنثى المقهورة في هذه البلاد..! و لم يخف عليها أنها أصبحت طعما لصفقات بين التجار ..يعقدون في الفندق ، الأكثر شهرة في المدينة ، الصفقات على ضياع شرفها الذي هدره أولئك الراكضين خلف الثراء . شيء ما وحيد كان يؤرق ليلها عندما تذهب إلى البيت ، ألا يكون هناك مدى لبيع جسدها المنهك بالوطء من أجساد ذكور لا يعرفون معنى الحب ، و لا تعنيهم الأنثى غير قارورة لتفريغ حثالاتهم فيها . فهل في قادم الأيام سترى ساميا في سريرها أناسا تستطيع تتحمل روائح أجسادهم النتنة ، و عفن أفواههم القذرة التي تشبه ضفدع منفقئة عندما يلعقون جسدها الذي كان يحلم ، مع روحها ، بحب عميق للحبيب الذي لم يصدق أن ساميا تركته و تخلت عن حبها له ، و لم تنقطع زياراته لها في بيتها معلنا حبه لها رغم كل ما حدث لها و لعلاقتهما. هذه المشاعر المرهقة التي تحول ليلها لكوابيس مرعبة تجعلها تستيقظ و تجلس ، بعد أن تطفيء الأضواء ، في المطبخ وحيدة تعاقر الخمرة في ليلها ، و تدخن بشراهة كأنها تنتحر ، هربا من خوف يلاحقها : إن القادم سيكون أكثر بشاعة ، و سقوطا مما هي فيه . فهل ستكون الأيام القادمة أشد قتامة على الروح التائقة لمنقذ يخلصها من هذا الجحيم الذي يمتص نسغ الروح و الجسد .؟؟



#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط ساميا ..الجزء الثالث .
- سقوط سامية .! الجزء الثاني .
- كيف سقطت ساميا .! الجزء الأول .
- مصالح خانم : الجزء الأخير .!
- مصالح خانم _ الجزء الثامن قبل ألأخير .!
- مصالح خانم الجزء السابع .! ( القناع )
- مصالح خانم جزء سادس .! ( الدهشة )
- مصالح خانم جزء خامس .!
- مصالح خانم جزء رابع .!
- مصالح خانم - الجزء الثالث.
- مصالح خانم - الجزء الثاني .
- مصالح خانم ج1
- كأنه الأبدية .!
- الشخصية ، و الجماعة.!
- من جلجامش إلى جاورجيوس .!
- نص متمرد .!
- الديكتاتور العربي .!
- لمن ترقص الحروف .!
- الحبيسة .!!
- نكاح ( خليفي ) علني .!


المزيد.....




- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟
- -كأنه فيلم خيال علمي-: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً
- قمر عبد الرحمن لـ -منتدى البيادر للشعر والأدب-: حرب الوجود ا ...
- -الشاطر- فيلم أكشن مصري بهوية أميركية


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل زهرة - سقوط ساميا ...الجزء الرابع .