أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - قارئ جيد لأسرار الهاوية














المزيد.....

قارئ جيد لأسرار الهاوية


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 17:52
المحور: الادب والفن
    


قارئ جيد لأسرار الهاوية.

** جهزت حصاني
مثل بوذي هارب من جواسيس ..
ومجرمي حرب..
أممت سمت المطلق
بأسمال خلقة..
أطلقت بلبلا محنطا وردته
رسالة من مومياء..
شكرني تمثال يحرس بيتي
من هواجس يولسيس..
(كان ضيفي منذ سقوط أوديب
في هاوية الطابو)..

ا********

أغزو قرى ومدائن
وعلى كتفي ببغاء
تطارد الكلمات بشراهة..
أبصر ثيرانا مجنحة تتحاور..
نشأت في شقق نظيفة..
تبتلع ضبابا طازجا
ثم تدخل بوابة صدري..
أبصر قسا يستقبل غرقى
في بهو كنيسة..
يصعدون تلة ماضيهم
ويتلاشون.

ا*********

لن أزور تمثال غوتاما بوذا
لأني مفلس ومفتش عني..
تلاحقني تماثيل مسنة..
ونساك عميان وأجهزة الأنتروبول..
لأني قتلت بوذيا في قارب صيد..
اختلست ذكرياته المملحة..
وكيس أرز .

ا**********

أنا وحصاني وكلبي
هربنا من آخر صفحة
في رواية
الى غابة مجاورة..
ثمة استقبلنا هنود الأباتشي
بقذائف الآربجي..

ا***********

وليمة قصائد
في جحر ترتاده جوقة من الأضداد
أيل حصد ذكريات صديقته بمنجل
نسور محنطة دائمة البكاء..
تمثال فر من فضيحة..
جحر أثثته لي سحليات
وزينه غراب بضحكته المريبة.

ا**********

سعيد بصداقة شجر الهندباء..
أنا قارئ جيد لأسرار الهاوية..
أنام مع ذئبة على سرير ضحوك..
بينما غيمة تفر مذعورة من مجزرة
في حانة يرتادها صيارفة من التنك..وباعة شواهد القبور .

ا*********

دائم النسيان
أبتلع شجرة آخر الزقاق..
يرشقني سرب متناقضاتي بفواكه جافة..
يحوم غراب فوق رأسي
بحثا عن شقة أنيقة
مؤثثة بحرير ذكريات حلوة..
آلات موسيقية لتهدئة الأشباح..
امرأة لشن مظاهرة في مرتفعات النوم..
دائم النسيان..
مخيلتي في المستشفى..
يطاردها ممرضون بالعصي..
والهراوات..
وحين يشتد زئير الأضداد
تختفي في مغارة .

ا***********

لم أره الا وأنا سكران
هذا الهواء الذي تحول الى كنغر..
يضرب الباب بحوافره..
يقفز من تلة كتفي الى مخيلتي
يختلس قصائد نيئة..
كنت سأطبخها على نار هادئة..
هاهو يسقط مثل تفاحة نيوتن
من أعلى الرأس ..
مكركرا عظامه الهلامية..
باتجاه شباك جارتي الأرملة
طارقا بابها مودعا قصائدي
بين ظهرانيها ..
طعاما لفرائس لم تأت..

ا***********

أعذروني
أنا في تابوت
في مقبرة مهجورة..
أهاتف طفولتي التي قتلوها
في قطار نائم يتنفس بصعوبة..
ان شئتم
اتصلوا بي من خلال موميائي الحنونة .

ا************

حياني ميت
من شباك المشرحة..
كان يحاضر في رواق الأبدية..
أنا بانتظار زوجتي آخر الأرض..
لتسلمني مفاتيح الخميلة..
تشيعني دموع الموتى..
الى كهفي القديم .

ا************

مثل نيزك
ابتسم لي حظي الأعمى..
اختلست مصباح علاء الدين
من طائرة صغيرة
تنام في مخيلة قس..
صرت مربي خيول في شقق ضحوكة..
رائدا جيدا لفضاء اللازورد..
صديقا صميما لخيميائيين ومهربين..
ونجوم متهتكة
تخبئ نقودها في حديقتي..
لا أدفع الضرائب للأشباح..
لا أمشي وراء جنازة الأضداد..
يحترمني ناس كثر..
جبلوا من قش الحداثة..
تنحني لي ذئاب المستنقعات..
ويلمع حذائي كبير الدببة
يحملني أسخيليوس على ظهره
(في زقاق ضيق) .

ا**************

أنا ميت منذ قرون
يحرسني جنود أفارقة..
ويزورني قس مرة في الأسبوع..
يهديني ملابس نظيفة في عيد الشكر..
لا أخرج الا نادرا الى مقهى أو حانة
أروض متناقضاتي في دار الأوبرا..
وأغني لهاديس في مظاهرة..
أو في رحلة صيد مروعة
داخل غابة الذكريات ..
أنا متورط في جريمة نسيان..
سأقتل اوزة بيضاء يوم القيامة..
وأبيع قوارير عطر فاخرة للملائكة.
سأبحث عن باخرة ضريرة
فرت على ظهر حصان من محرقة
هتلر .



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأن العدم ينظف البندقية
- ذئاب عذبة لبرية الكلمات
- إلهاء البومة في قاع المفاصل
- شذرات برومثيوس
- حي بن يقظان
- آه أيتها الأشياء الجميلة
- الشجرة
- بسبب غيمتي المنزلية
- يوم القيامة
- تمثال جلجامش
- حشرة كافكا في زمن الكورونا
- يا رب
- قتلت أمي
- النهار يلتهم عكازة الأعمى
- تنتظرني في أرجوحة سماوية
- اللص المهذب
- نص منتصف الليل
- ماذا نسيت في كثافة المرئي
- الذئبة
- متواليات راعي النجوم


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - قارئ جيد لأسرار الهاوية