تمثال جلجامش

فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 6548 - 2020 / 4 / 27 - 15:58
المحور: الادب والفن
    

قراءة الدكتورة الشاعرة والناقدة المتميزة عربية بلحاج.


- تمثال جلجامش في حديقة مظلمة -

دم خومبابا
على حجر أشوري..
آلهة في عربات مصفحة
تبحث في غابات الأرز
عن جلجامش وأنكيدو
تسبقها طائرة استطلاع
في سماء المخيلة..
قردة وجواسيس مقنعون..
مسلحين بهواتف ذكية..
هراوات جلبوها من كهوف..
طيار يطعن أنكيدو
برمح حاد..
يجر جثته راهب براقماتي..
بينما جوقة نسور
تتطاير وراء نعشه..
جلجامش مع أرامل في مأتم..
يرمم جناحيه المهيضين
تحت سنديانة خجولة .

نحن في حضرة ملحمة جديدة يقودها واقع جديد ملحمة ليست تلك التي قادها جلجماش وصديقه
صورة للحاكم الظالم المتجبر
في المقابل يحضر حارس الأرز خمبابا وهي رحلة رمزية تعكس رحلة واقع رحلة مقنعة زائفة سلاحها الجوسسة والاقنعة والسلاح لتقتل الحارس الأمين المدافع عن غابات الأرز بلبنان.
انفتح شاعرنا على المطلق من خلال التركيب الإسمي دم على حجر أشوري يقابله آلهة مسلحة وتأتي حركة الأفعال لتجعلنا في حضرة بحث وامتداد في الزمن المطلق استنزاف لكل مدافع عن الأرض والأصل وحقيقة الأشياء والوجود تستعير كل ما لديها من وسائط ووسائل وتتسلح ب/عربات مصفحة/طائرة استطلاع /جواسيس /مقنعون/هواتف ذكية/هراوات/ حقلها الدلالي حربي بامتياز وهي حرب على الحماية والحق والفن والإبداع حرب استنزاف لكل وجود أو رغبة في تحقيق وجود داخل عدم هو الواقع الممتد في التاريخ ذهبنا معك في سفر ومع وجع جديد وسيلتك حرف يسافر في الفكر وفي العمق الوجودي ضمن صياغة ملحمية فريدة
جلجماش:ملحمة أدبية عظيمة بطلها ملك ظالم اسمه جلجماش غير حياته عدوه انكيدو الذي أصبح صديقه وانطلقت الرحلة بينهما مع الفن والإبداع بينها
رحلة بحث عن الخلود
ليأتي رمز الحماية والتجذر حارس الأرز المدافع عن الوجود والحياة خمبابا ويحضر باعتباره صوت حق مدافع عن الوجود ليعدم في هذا النص ويطمس النور على يد البطش والظلم والاستبداد
سعدت بمصافحتي لهذا النص
مع تحيات الأستاذة الناقدة عربية بلحاج
Fathi Mhadhbi

#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل